تجمعنى بجبل الحلال الذى يقع على بعد 60 كيلومترا جنوب العريش العديد من الذكريات الممتدة من نهاية التسعينيات حتى أيام قليلة مضت، حيث قمنا بزيارة له عقب القضاء على العناصر الإرهابية، التى كانت تحتمى به منتصف شهر فبراير الماضى.. وقد سُمى بجبل الحلال لأن حوله مراعى واسعة من الإبل والغنم المعروفة عند البدو بـ”الحلال”.
بداية ذكرياتى معه تعود لفترة خدمتى العسكرية بالجيش المصرى فى قلب سيناء، وبالقرب من هذا الجبل حيث كنا نسمع عنه حكايات وأساطير، لكن الأهم أن التجوال داخله يحمل قدراً كبيراً من الخطورة، وكان الحديث عن صعوبة دخول مركبات للتحرك بداخله لكونه حسبما قيل لنا وقتها انه شديد الانحدار وارتفاعاته التى تتخطى الـ1000م مستقيمة تؤدى لتساقط المركبات التى تحاول صعوده.
ويعتبر جبل الحلال من المناطق الوعرة فى سيناء؛ فالدروب المؤدية إليه كثيرة، ويصعب على أحد دخولها أو معرفة اتجاهاتها إلا من قِبَل السكان أنفسهم، كما يمتلئ الجبل بالكهوف والوديان، ويمتد على مسافة 60 كيلومترا، وعمقه حوالى 20 كيلومترا، ويقطنه بشكل أساسى قبيلتا الترابين التياها الذين يعرفون كل طرقه ودروبه ويعيشون فى عشش وكهوف حفروها بالجبال لحمايتهم من العواصف والرياح.
بعد إنهاء خدمتى العسكرية ومع بدايات صدور جريدة المصرى اليوم، التى كنت أحد مؤسسيها عاد هذا الجبل ليحتل مساحه من الذاكرة، حيث بدأ الربط بين جبل الحلال والإرهاب بعد تفجيرات طابا وشرم الشيخ عامى 2004 و2005.
وحاصرت الشرطة المصرية الجبل عدة أشهر بالطائرات الهليكوبتر، واستقدمت المئات من الجنود والمعدات، لإتمام عملية تطهيره من العناصر الإرهابية وبدأت الأساطير عن هذا الجبل وصعوبة اقتحامه والسيطرة عليه تنتشر بين الشعب المصرى.
وفى عام 2012 عادت القوات المسلحة لشن هجمات على الجبل من جديد بعد حادث مقتل الجنود المصريين فى رفح فى شهر رمضان، ضمن نطاق العملية العسكرية “نسر”، حيث يختبئ مئات المسلحين، كما يخبئون أسلحتهم ومعداتهم التى يستخدمونها فى العمليات الإرهابية فى سيناء.
وقبل أيام كنت اقف مع عدد من ابطال قوات انفاذ القانون على أعلى قمة فى هذا الجبل اثناء جولة نظمها لنا ضباط ادارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة لأكون أحد الشهود على تطهير الجبل بالكامل من العناصر الإرهابية، حيث استمعت لحكايات أبطال قواتنا المسلحة أثناء مواجهة فئران الإرهاب الأعمى داخل دروب وكهوف هذا الجبل الذى تحول فى هذا اليوم لما يشبه المزار السياحى لمن شهدوا مثلى نتائج العمليات التى انهت على وجود تلك العناصر بداية الشهر الماضى.
منذ أن بدأت السيارة، التى تقلنا من القاهرة إلى مقر قيادة الجيش الثالث الميدانى لم يتوقف حديثنا مع رجال إدارة الشئون المعنوية الذين قادوا المهمة بكفاءة عالية وصمموا على أن نشاهد بأنفسنا ما حدث أعلى جبل الحلال من أعمال قتالية ادت لتطهر الجبل من العناصر الإرهابية تحدث معنا مقاتلو الشئون المعنوية عن أهمية تطهير جبل الحلال على المستوى الأمنى والسياسى، وتحدثوا عن تلك البطولات لمقاتلى قوات إنفاذ القانون بسيناء فى مواجهة الإرهاب، وشاركناهم الحديث والرأى عن أهمية المشاركة المجتمعية والتضامن مع الجيش للقضاء على العناصر الإرهابية وتجفيف منابع التمويل والدعم ومواجهة الأفكار، التى يتربى عليها هؤلاء بالفكر الإسلامى المعتدل.. طالبونا بنقل الصورة كما هى بلا نقصان أو زيادة فقط – والكلام لضباط إدارة الشئون المعنوية – نقل الصورة الواقعية لما آل إليه حال الجبل دون تدخل من أحد وأبدوا استعدادهم للرد على كل تساؤلاتنا بل إنهم أخبرونا بأن كلا من سيرافقنا من رجال القوات المسلحة لديهم ذات الاستعداد للرد على أى تساؤل خاص بتلك العمليات، وبالطبع انهارت عليهم الأسئلة دون توقف ولم يتوقفوا بدورهم عن الإجابة والتوضيح.
لم يكن صعباً علينا اكتشاف تأثير إنفاذ مهمة تطهير جبل الحلال على معنويات الجميع فور وصولنا الى مقر قيادة الجيش الثالث الميدانى حيث استقبلنا عددا من قادة الجيش وتحدثوا عن أهمية ما حدث على جبل الحلال، وأشاروا إلى بطولات ومواقف رائعة قام بها مقاتلونا فى مواجهة العناصر الإرهابية.
تحدثوا عن عدم قدرة العناصر الإرهابية على المواجهة المباشرة لقواتنا، وأنهم الآن لا يقوون على استهداف الأكمنة الموجودة فى سينا وفيما مضى كانوا يستهدفون أكمنة منعزلة لكن استطعنا تلافى كل الأخطاء، الأمر الذى أدى لانحصار عملياتهم وشعورهم الدائم بالخطر.
أخبرونا بأن من يتم إلقاء القبض عليهم لا يعترفون بجرائمهم والإنكار يكون سيد الموقف دائما، وهم ليسوا كالبدو فى اخلاقهم ومعتقداتهم.. مؤكدين أن قواتنا لا تستهدف نساءهم أو أطفالهم بل يحصل أطفالهم على مساعدات عينية من مأكل وملبس رغم اليقين أن النشء على يد إرهابى لن يخرج فتى صالح.. وكشفوا أنه أثناء حصار العناصر الإرهابية تم رصد عدة مكالمات متبادلة بينهم أظهرت انخفاض روحهم المعنوية وقدراتهم القتالية بل إنهم كانوا إذا أصيب أحدهم يتركونه حتى يلقى حتفه غير عابئين به لعدم قدرتهم على إسعافه.
وقالوا إن أكثر من 90% من جبال سيناء خالية تماماً من تلك العناصر رغم أنه من الوارد عودة أى عنصر منهم أو استقطاب عناصر جديدة بالمال وغسيل المخ.
وقالوا إن اتصالات تتم بصورة دورية شهرية كل شهر بالمصابين وأسر الشهداء للاطمئنان على أحوالهم والتأكد من عدم احتياجهم لأى شىء.
انضم الينا اللواء أركان حرب محمد رأفت الدش الذى تحدث عن تفاصيل عملية تطهير جبل الحلال مؤكداً أنه لا توجد خطة موحدة لكل المواجهات فى جبال سيناء.
أخبرنا بأن المرحلة الأولى كانت تجميع المعلومات وتفاصيل باماكن وجود العناصر المستهدفة وخط سيرهم داخل الجبل والمهارات والمهمات التى تطلبها العملية، وقال إن بدو سيناء الشرفاء ساعدوا قواتنا فى الحصول على معلومات كافية للسيطرة على الجبل وتأكيد ما حصلت عليه قواتنا من معلومات.
ثم بدأت مرحلة محاصرة الجبل وإغلاق كل المنافذ المؤدية إلى إليه، وكان الحصار حسب قائد الجيش فى البداية على بعد يتراوح بين 5 و8 كيلومترات من الجبل، وهو الحصار البعيد الذى لم يكن يعلم عنه أيا من العناصر الإرهابية شيئا، وساهم هذا الحصار فى تدفق وتدقيق للمعلومات وإلقاء القبض على بعض العناصر ومنع أى إمدادات عن الموجودين داخل الجبل وامتد هذا الحصار 4 أيام.
ثم كان الحصار القريب الذى استمر لـ 6 أيام أخرى فى درجة حرارة تقترب من الصفر المئوية منتصف شهر فبراير الماضى يقول عنه اللواء محمد رأفت الدش إنه كان مفاجئاً للعناصر التكفيرية التى بدأت الهروب من الجبل فكانوا يقعون فى فخاخ كمائن الجيش، وكان يتم ترك بعض العناصر الهرب من الحصار القريب ليقعوا بأعداد أكبر فى شراك الحصار البعيد.
وبدأت بعد عمليتى الحصار عمليه استنذاف قدرات وذخائر العناصر الإرهابية خلال خلال مناوشات بين قوات الجيش والعناصر المستهدفة بالأسلحة والذخيرة أدت لإنهاك تلك العناصر ونفاد ذخيرتهم مع منع أى إمدادات تصلهم ما أدى لانخفاض روحهم المعنوية مع نفاد مخزونهم من الماء والطعام
بعدها بدأت عمليات الاقتحام، التى تزامنت وبدأت فى ذات الوقت من كل الاتجاهات لتحقيق عنصر المفاجأة، حيث اقتحمت 9 مجموعات قتالية الجبل من كل الاتجاهات، وكانت كل مجموعة مسئولة عن نطاق محدد لها تقوم بتمشيطه وضبط وإلقاء القبض على من به ممن استسلم لها دون مقاومة، وكانت الأوامر واضحة أن من يحمل سلاحا مصوبا إلى قواتنا يتم تصفيته فورا.
يقول قائد الجيش الثالث الميدانى: أدركت العناصر التكفيرية إنه لا طريق للهرب فبدأوا فى تفخيخ سيارات دفع رباعى ودراجات نارية ولكن كانت للعناصر القتالية المدربة اليد العليا فى اكتشاف وأبطال كل الشراك الخداعية المعدة للانفجار إذا ما اقتربت منها قواتنا، ولم يؤد أى من تلك الشراك إلى أذى بقواتنا القتالية.
يكمل حديثه قائلاً: اكتشفنا أماكن لتخزين سيارات تويوتا حديثة ودراجات نارية و24 كهفا فى منتصف الجبل للاختباء من الهجوم الجوى و8 مغارات وميادنين للرماية ونماذج محاكاة للكمائن التى يعدها الجيش ومخزون هائل من قطع غيار السيارات والدراجات النارية وعدد كبير من مخازن الأسلحة والذخائر المتنوعة وكميات هائلة من المواد المستخدمة فى تصنيع العبوات الناسفة مثل نترات الأمونتيوم داخل ورش لتصنيع تلك العبوات، كما تم ضبط سيارات معدة للهجوم وعليها رشاشات للاشتباك مع القوات، لكن أبطالنا استولوا على تلك العربات، وكانت تلك العناصر أعددت بلاعات للاختباء بها ببطن الجبل ووجدنا لديهم ملابس رسمية لما يسمى بولاية سيناء.
ويشرح قائد الجيش أن العناصر الإجرامية اعتقدت أنها كلما صعدت إلى قمة الجبل يأست القوات من مواصلة الصعود إلا أن ما حدث أن القوات لم تترك سنتيمترا فى الجبل من أسفله إلى قمته الا وقامت بتمشيطه وتطهيره، وأسفرت العملية عن قتل 18 إرهابياً وإلقاء القبض على 32 والقضاء على أفدنة مزروعة بالنباتات المخدرة.
وقبل انصرافنا سرد قائد الجيش روايات عن مقاتلين رفضوا العودة لمقر القيادة واخلاء موقع الاشتباكات رغم الإصابات التى لحقت بهم بل إن بعضهم لم يشعر بالإصابات أثناء الاشتباكات، وقال إن الجيش الثالث الميدانى بالتعاون مع الجيش الثانى الميدانى مستمران حتى تطهير كامل سيناء من العناصر الإرهابية الإجرامية.
عدة ساعات استغرقتها رحلتنا من مقر قيادة الجيش الثالث الميدانى إلى جبل الحلال كان برفقتنا عدد من الضباط المقاتلين «أحتفظ بأسمائهم» يشرحون لنا كيف تمت العمليات وكيف كانت الروح القتالية للجنود لكن ما استرعى انتباهى الإمكانات التكنولوجية الهائلة، التى تمتلكها مصر للكشف عن الممنوعات وكشف الهويات لمن يعبر عبر نفق الشهيد أحمد حمدى من غرب قناة السويس إلى شرقها.
كما استرعى انتباهى التطوير الذى شهدته الطرق المودية إلى سينا بل كذلك شاهدت أعمال تطوير وإنشاءات تتم الآن فى كل الطرق والمحاور التى سيطرنا عليها ككجزء من البنية التحتية التى تسهم فى تنمية سيناء حال البدء فى ذلك.
الأكمنة كانت شديدة الأحكام وكثيرة، لكنها لم تؤثر على سيولة الحركة ومقاتلين كانوا فى منتهى اليقظة وبكامل عدادهم سواء كانوا من أفراد الشرطة أو الجيش.
مرافقنا كشف عن أن التدريب يتم لكل الجنود طوال الوقت على كل الأسلحة والمهارات القتالية، الأمر الذى أدى إلى إلحاق خسائر كبيرة بالعناصر الإرهابية وندرة الأخطاء من جانب مقاتلى جيشنا المصرى.
وقال إن الجنود الآن يتدربون على استخدام كل الأسلحة حتى إذا ما فقد أحدهم سلاحه «رشاش» يمكنه استخدام سلاح آخر «مسدس أو آر بى جيه».
كما كشف أن كل المركبات التى تعبر من غرب القناة إلى شرقها تمر على جهار اكس راى، ويتم الكشف عن كل من يستقلها.
انتقل الحديث إلى جانب إنسانى تعمدت وأحد الأصدقاء التطرق إليه فى الحديث فكشف مرافقنا أن لديه ابنا وابنة لم يتراوح عمر أكبرهم 9 سنوات وأنه لا يشاهدهم كثيراً لعدم انتظام مواعيد الإجازات فى ظل تعدد المواجهات مؤكدا أن المقاتلين من الجنود يحصلون على إجازات أطول ما كان مسموحا به من قبل.
ولأنه يعيش ويحيا وجدانياً فى أرض المواجهة عاد بنا إلى أجواء تطهير جبل الحلال، قائلاً: العمليات استغرقت 16 يوماً من حصار بعيد لحصار قريب ثم مداهمات وتمشيط وتطهير للجبل.
توقفت سيارتنا فى نقطة قريبة من الجبل وسط سيناء، وهناك استقللنا سيارات مدرعة حديثة، وتوجهنا إلى الجبل الذى كان فى انتظارنا ليقضى على الفضول الذى طالما استبد بنا طوال الطريق.
كان فى استقبالنا عدد من المقاتلين، الذين لم نتبين ملامحهم لكن لمسنا روحهم، التى ارتفعت إلى عنان السماء بعد القضاء على فلول الإرهاب أعلى الجبل، وبدأ قائد المجموعات الحديث معنا قائلاً “الخير اللى كان موجود بالجبل عاد مرة أخرى”.. يستطيع مواطنو سيناء الشرفاء العودة بغنمهم ورعايتها داخل الجبل كما يشاءون ثم عاود الحديث عن العمليات التى تمت لتطهير الجبل والسيطرة عليه قائلاً الجبل يرتفع لأكثر 1000متر ويمتد لـ60 كيلومترا وبعمق 20 كيلومترا، ومن الجنوب يتميز بمنحدرات حادة يتخللها وديان وسهول ومن الشرق فواصل ضيقة ومن الشمال العديد من الوديان والسهول، حيث بدأنا منها مراحل الدخول والتمشيط المركز للجبل بعد جمع المعلومات اللازمة بواسطة الأجهزة الاستخباراتية والأمنية وبالتعاون مع بدو سيناء الشرفاء.
شرح قائد المجموعات القتالية عمليات الحصار والمداهمة، قائلاً: أغلقنا كل المسارب المؤدية الى الجبل من كل الاتجاهات ومنعنا دخول أو خروج أى شىء أو أى دعم لوجيستى وبعد استنزافهم معنويا وقتاليا تم القضاء عليهم وتطهير الجبل منهم ووجدنا كميات كبيرة من الذخائر والمفرقعات، التى كانوا ينوون خلالها استمرار العمليات لفترات طويلة.
وأنهى حديثه بأن المقاتلين يتلقون مكالمات دائمة من القائد الأعلى والقائد العام ورئيس الأركان وقيادات الأسلحة والجيوش للاطمئنان عليهم ورفع روحهم المعنوية، وهذا يساعد كثيرا مع قدراتهم القتالية الهائلة على إنجاح المهام بأقل خسائر وكثيرا دون خسائر تذكر.
لم تخل الرحلة من حكايات من رافقونا ومن التقينا بهم عن بطولات مقاتلين أصيبوا أو استشهدوا فى العمليات.. حدثونا عن مقاتل أصيب ورفض أن يترك الموقع إلا بتصفية الخلية التى يواجهها وآخر رفض أن يترك سلاحه واستمر فى المواجهة حتى عاد به وثالث توفيت والدته أثناء العملية ورفض الحصول على إجازة لتلقى عزائها إلا بعد انتهاء العمليات وتطهير الجبل.
حدثونا عن بطل أصيب فى يده اليمنى فقال سأعود وأدرب نفسى على حمل السلاح باليد اليسرى وآخر فقد أصابع يده اليمنى ويرفض أن يترك خدمة جيش بلاده إلا بعد استكمال تطهير سيناء من العناصر، التى تهدد أمنها وثالث أثناء استشهاده كان يحث قائده على الاستمرار حتى تصفية من يواجهونهم.
انتهت المهمة وكان الحديث الدائم عن أن شهرة جبل الحلال أدت لتضخيم الأمور أكثر مما تستحق رغم خطورتها فإن هناك جبالا أكثر خطورة لم تأخذ نفس الشهرة وتم تطهيرها بالكامل من العناصر الإرهابية التى تهدد أمن الوطن واستطعنا خلال مساعدات مرافقينا من ضباط الشئون المعنوية من استكمال معلوماتنا عن العمليات وطبيعة الجبل والخطوات المقبلة لتطهير كامل سيناء.
ومثلما ذهبنا عدنا وكان الليل قد ألقى بستائره علينا ولأننا كنا ننعم بما حققه مقاتلونا من تقدم هائل لم نخش ليل سيناء التى قاربت على التطهر من كل العناصر الإرهابية وعودتها إلى سابق عهدها ليبدأ الوطن فى تنفيذ برامج تنمية سيناء المليئة بالخير والموارد الطبيعية الكفيلة بإحداث نقلة اقتصادية هائلة لمصر فى القريب.
صور الجولة