برن – البورصة نيوز
يشهد العالم ولادة ظاهرة جديدة ترسخ جذورها يوماً بعد يوم في أوساط عالم المال والأعمال، تتمثل في هجرة الأغنياء من وطنهم الأم إلى دول أخرى إما مجاورة وإما بعيدة عنهم جغرافياً.
وكان الجميع يتحدث عن ظاهرة هجرة رؤوس الأموال من دولة إلى أخرى، بينما اليوم يتحدث كثر عن هجرة أغنياء العالم مع أموالهم إلى دول أخرى، يختارونها وفقاً لبارومترات شخصية وتجارية دقيقة جداً.
وعزا خبراء ظاهرة هجرة الأغنياء إلى الاختفاء التدريجي للجنات الضريبية حول العالم. وارتفع عدد الأغنياء المهاجرين حول العالم العام الماضي إلى 82 ألفاً، أي نحو 28% مقارنة بعام 2015، بحسب تقرير نشرته صحيفة الحياة اللندنية اليوم الاربعاء 5 ابريل 2017.
الأصول العقارية
وعادة يُصنّف كل شخص ثري بإسم «هاي نيت وورث اينديفيدولز»، وتكون لديه ثروة تراوح بين مليون و30 مليون دولار، من ضمنها قيمة الأصول العقارية.
وللعام الثاني على التوالي تحتفظ أستراليا بمكانتها الدولية كجاذب للأثرياء، إذ وصل إليها العام الماضي 11 ألف ثري جديد، أي أكثر بـ38% مقارنة بعام 2015.
وفي المرتبة الثانية، تأتي الولايات المتحدة التي زاد عدد الأثرياء الجدد على أراضيها بمعدل 43% صعوداً إلى 10 آلاف ثري، في حين جاءت كندا في المركز الثالث تلتلها الإمارات فنيوزلندا.
وفي موازاة ذلك، تعتبر فرنسا الدولة التي تخسر العدد الأكبر من الأغنياء، إذ غادرها العام الماضي حوالى 11 ألف ثري، ما يعني ارتفاع عدد الأثرياء المهاجرين منها 20%، مقارنة بعام 2015.
ولا يعزو محللون سويسريون هجرة الفرنسيين إلى زيادة الضرائب على الأغنياء فحسب، بل توجد علاقة مباشرة بين مخاوف الأغنياء الفرنسيين من جهة، والتهديدات الإرهابية المحدقة ببلدهم سوية مع إمكان نجاح مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن في انتزاع رئاسة الجمهورية، وبالتالي احتمال خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي.
وفضلاً عن فرنسا، يهرب الأغنياء من دول أخرى مثل الصين والهند وتركيا، التي تواجه حالياً آفة الإرهاب.
وأشار محللون إلى أن حوالى 20 % من الأغنياء المهاجرين يسعون إلى الحصول على جواز سفر الدولة التي تحتضنهم، في مقابل انخراطهم في برامج استثمارية. وفي معظم الحالات، يصل هؤلاء الأغنياء إلى دولتهم الثانية عبر تأشيرات عمل في بداية الطريق.