«شريف عبدالعال» العضو المنتدب لقطاع بنوك الاستثمار لـ«البورصة»:
نعمل على إدارة 10 صفقات استحواذ.. واستقرار الدولار مهم لتحديد موعد التنفيذ
ارتفاع هوامش الأرباح ومعدلات النمو بعد التعويم أبرز عوامل جذب الاستثمارات الأجنبية
على الدولة ترك إدارة الشركات للقطاع الخاص والتفرغ للسياسات الكلية
يستهدف بنك الاستثمار فاروس القابضة التوسع فى انشطة التمويل غير المصرفى خلال العام الحالى عبر التوسع فى عمليات السمسرة، ونشاط الاستحواذات، بعد ارتفاع جاذبية السوق المصرى عقب التعويم.
قال شريف عبد العال العضو المنتدب لقطاع بنوك الاستثمار فى «فاروس القابضة»، إن الشركة تدرس فرصاً لاختراق مجالات تمويلية غير مصرفية، خلال العام الحالي، فى اطار استراتيجيتها للتوسع، ولاسيما التأجير التمويلى والتمويل متناهى الصغر.
اضاف فى حوار لـ«البورصة»، أن تعويم الجنيه ساهم فى انتعاش اداء البورصة المصرية، علاوة على زيادة قيم التعاملات، والاستثمارات الأجنبية غير المباشرة التى جذبتها، ما يدعو للتفاؤل بشأن الاقتصاد المصرى بصفة عامة.
وطالب عبدالعال بضرورة اقتران قرارات الإصلاح الاقتصادى بالتنفيذ الفعلى والذى ظهر عبر الرفع التدريجى للدعم لخفض عجز الموازنة واصلاح الهيكل المالى للدولة، والذى جاء تزامناً مع تعويم الجنيه ما اوحى لمجتمع الأعمال العالمى برغبة جدية للإصلاح.
لفت العضو المنتدب لقطاع بنوك الاستثمار فى «فاروس القابضة» إلى التأثير السلبى للبيروقراطية على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مشيراً إلى أن تشجيع الاستثمار الأجنبى يتطلب معدلات نمو جيدة للاقتصاد، فضلاً عن استقرار أسعار الصرف وسرعة إنجاز الأعمال والتصاريح.
اضاف أن هوامش الربح التى تحققها الاستثمارات فى السوق المصرى عالية جدا مقارنة بالأسواق المنافسة، على الرغم من وجود تحديات تواجه الاستثمارات من تذبذب سعر العملة، بجانب القدرة على تحويل العملات الاجنبية وارباح الاستثمار.
اشار الى سرعة إنجاز الهيئة العامة للرقابة المالية والبورصة والبنك المركزى الإجراءات والمرونة فى التعامل فى صفقة شراء أسهم الخزينة لشركة جلوبال تليكوم القابضة بقيمة 4.1 مليار جنيه، اعطى صورة جيدة عن مناخ الاستثمار فى مصر للمتعاملين الأجانب.
وعن سوق المال فى مصر فى ظل المتغيرات الأخيرة، اكد العضو المنتدب لقطاع بنوك الاستثمار فى «فاروس القابضة» على ضرورة تنويع المنتجات فى البورصة المصرية لتوفير مجموعة متنوعة من الأسهم تعمل فى قطاعات استثمارية مختلفة، مشيراً إلى أحتياج سوق المال إلى وجود تمثيل أكبر للشركات خاصةً العاملة فى القطاعات الاستهلاكية مثل الأغذية والرعاية الصحية.
تابع عبد العال: «لابد أن يتيح السوق المصرى بدائل متعددة امام مديرى الأصول، حتى تتوفر القنوات الاستثمارية التى تجذب اموال المستثمرين».
وشدد على اهمية تجهيز بنوك الاستثمار شركات وطروحات مختلفة، لجذب قاعدة اكبر من المستثمرين، وسلّط الضوء على اهمية توعية الشركات ذات الطبيعة العائلية، والتى تمثل السواد الأعظم من الشركات فى السوق المحلية، ومن ثم تشهد البورصة المصرية طروحات متعددة.
وعن فرص التوسع لبنوك الاستثمار، شدد «عبد العال» على اهمية تكامل الانشطة الاستثمارية من سمسرة، وترويج وتغطية اكتتاب مع باقى الخدمات المالية غير المصرفية، حيث تسعى فاروس القابضة إلى إضافة نشاطى التأجير التمويلى والتمويل متناهى الصغر إلى قائمة خدماتها.
وتابع: «ندرس جيداً جدوى ضخ استثمارات فى قطاعات تمويل غير مصرفية، فى ضوء اسعار الفائدة الحالية، حتى تكون الخطوة محسوبة وتحقق عوائد استثمارية جيدة».
وقال ان «فاروس القابضة» مازالت تدرس الاستحواذ على شركة سمسرة متخصصة فى تعاملات الأفراد لتحقيق التكامل، أو تطوير قطاع السمسرة الحالى مما يمكن الشركة من الاستحواذ على حصة أكبر فى تعاملات الأفراد.
أشرفت «فاروس القابضة» على تنفيذ اكبر قدر من الصفقات بنحو 12 – 13 صفقة دمج واستحواذ خلال العامين الأخيرين.
بيّن العضو المنتدب لقطاع بنوك الاستثمار فى «فاروس القابضة»، أن الشركة ساهمت فى دخول كيانات استثمارية كبرى فى السوق، ولاسيما «كيلووج» الأمريكية التى استحوذت على بسكو مصر، وصفقة شراء دانون الفرنسية شركة حلايب، علاوة على تقديم خدمات الاستشارات المالية فى صفقة الاستحواذ على الشركة الوطنية لمنتجات الذرة بالتعاون مع بنك مصر.
وقال عبد العال ان السوق المصرى بات خصباً لصفقات استحواذ من جانب مستثمرين اجانب، الا أن الشركات تحتاج لفترة استيعاب التغير فى اسعار صرف الدولار من 6 الى 8 أشهر، وتحديد المستويات السعرية التى يتأرجح فيها سعر الدولار.
واوضح أن «فاروس» تعكف على تنفيذ 10 – 15 صفقة فى السوق المصرى خلال الفترة الحالية، الا أن طبيعة هذه النوعية من الصفقات تتضمن تساوى احتمالات التنفيذ أو عدم اكتمال الصفقة.
ولفت الى اهمية اختيار الشركات التى يشملها برنامج الطروحات الحكومية، إذ لابد أن تمتلك اسسا مالية جيدة، خاصة أن نسب الأسهم المطروحة امر غير جوهرى بالنسبة لمستثمر البورصة الاجنبي، لأن عمليات الاستثمار المباشر تتيح الاستحواذ على كامل اسهم الشركات وادارة الاستثمار.
ذكر أن الشركة لا تمانع المشاركة فى الطروحات الحكومية، الفترة المقبلة، وأن السوق يحتاج اضافة شركات جديدة تزيد من عمق الاسهم.
ويرى عبد العال أن الدور الرئيسى للدولة يتمثل فى ادارة السياسات المالية الكلية، بدلاً من تضييع الوقت والجهد فى ادارة الشركات، على أن يتم تركه للقطاع الخاص، ما يوفر مرونة فى اتخاذ قرارتها الاستثمارية، وتحقيق عوائد على الاستثمارات.