بقلم: جوليان لى
يتحرك سوق البترول ببطء من التخمة إلى التوازن، نظرا لبدء التخفيضات فى الإنتاج من قبل منظمة الأوبك و11 دولة غير عضو فيها فى تقليص تدفقات الخام.
ومع ذلك لم يصل السوق لهذه المرحلة بعد، وبالفعل سوف تحدث عملية التوازن الكبيرة بين العرض والطلب، ولكن وكالة الطاقة الدولية على الأقل تؤمن بأن السوق قريب جدا من التوازن، وفقا لأحدث تقرير شهري.
ولكن الأمر الأكثر مدعاة للقلق، خاصة عندما تتناقض أرقام الوكالة بحدة مع الأرقام التى تصدرها الأوبك، هو ماذا سيحدث فى الفترة المقبلة؟ فتوازن السوق هو احد الأشياء، ولكن تخفيض إنتاج الأوبك من المفترض أن يستمر فى الفترة التى يبدأ فيها الطلب فى الارتفاع عن المعروض عندها فقط سوف تقل المخزونات.
وهنا ينشأ تباين كبير بين وكالة الطاقة الدولية ومنظمة الأوبك، وبظهر التناقض حتى فى بيانات الوكالة نفسها.
وصحيحٌ أن حجم البترول المخزن فى الناقلات – وهى أكثر خيارات التخزين تكلفة – تراجع، وأيضا هبط المخزون فى المرافق التجارية مثل المخازن فى البحر الكاريبى وخليج سالدانا فى جنوب أفريقيا، كما انخفضت مخزونات الخام الأمريكى فى الأسبوع المنتهى 7 أبريل بحوالى 2.2 مليون برميل.
ولكن قبل أن نتحمس، كان هذا أول هبوط كبير العام الجاري، ورغم ان مخازن المنتجات البترولية المكررة تراجعت بحدة، فإنها بالفعل كانت للمنتجات متوسطة التقطير (والتى تتضمن وقود الطائرات والمواد المستخدمة فى التسخين مثل الكيروسين، والغاز، وزيوت الديزل) والتى تنخفض عادة فى هذا الموسم.
وأظهرت بيانات وكالة الطاقة الدولية أن مخزونات البترول العالمية تراجعت بمعدل 200 ألف برميل يوميا خلال الربع الأول من العام الجاري، ولكن تحليلها للمخزونات – مع مراعاة أن هناك الكثير من الأماكن التى يصعب حساب المخزونات بها – تشير إلى أن المخزونات العالمية ربما ارتفعت بشكل طفيف خلال هذه الفترة، فهل تشعر بالحيرة الآن، إذن لست وحدك.
وترسم «أوبك» التى نشرت تقريرها الشهرى قبل يوم من تقرير الوكالة الدولية للطاقة، صورة أقل تفاؤلا بكثير، فقد اظهرت ان مخزونات البترول العالمية ارتفعت بمقدار 430 برميلا يوميا فى الربع الثاني، وهنا لا يوجد حيرة، فالعالم لا يزال يعانى من إمدادات مفرطة من البترول وفقا لأكبر دول منتجة له.
وتقول «أوبك ان الفائض كبير، وبينما تقدر وكالة الطاقة الدولية أنه تمت إضافة 986 مليون برميل من البترول إلى المخزونات العالمية خلال الثلاث سنوات الماضية، تقدر «أوبك» الرقم عند 1.2 مليار برميل، وبعض هذا الخام يكون مطلوبا لملء الأنابيب وتوفير مخزون تشغيلى للمصافى الجديدة، ولكن معظمه هو ببساطة نتيجة لزيادة الإمدادات.
وتبدو آفاق القطاع فى الربع الحالى غير واضحة، وترى وكالة الطاقة الدولية المزيد من التقدم، عبر طلب على بترول الدول الأعضاء فى رابطة الدول المصدرة للبترول يزيد على المعروض بحوالى مليون برميل يوميا، وهو ما يعنى تراجعا فى المخزون بنفس حجم الربع الماضي، ولكن أوبك ترى أن المعروض سوف يتجاوز الطلب، ما سوف يضيف حوالى 280 ألف برميل يوميا للمخزونات.
ومع ذلك، هناك أمر واحد تتفق عليه منظمة الأوبك ووكالة الطاقة الدولية، وهو أن الأمور سوف تتغير فى الربع الثانى من العام الجاري، إذا تم تمديد فترة تجميد إنتاج البترول لستة أشهر إضافية، كما هو مرجح، فإن المخزونات قد تتراجع بمعدل يبلغ حوالى 1.2 مليون برميل يوميا فى الربع الثالث، ولكن تمديد فترة التجميد سوف تكون مؤلمة للمنتجين.
وقامت العديد من الدول المنتجة سواء الأعضاء فى منظمة الأوبك أو خارجها بتقديم مواعيد الصيانة الدولية (والتى تتضمن إغلاق آبار منتجة) للوصول للمستويات المستهدفة، ولن يكونوا قادرين على تكرار هذا الأمر فى وقت لاحق من العام الجاري.
إعداد: رحمة عبدالعزيز
المصدر: وكالة أنباء «بلومبرج»