الإجراءات الإصلاحية عملية جراحية فاصلة بين اقتصاد الوهم والواقع
حالة الطوارئ ليست ضد الاستثمار.. وعشنا 30 سنة طوارئ وحققنا نمو 7%
قانون «الاستثمار» مش كل حاجة.. والأجانب محتاجين يطمنوا أن مصر «مش كمين».. وأهم من القانون كيف نتعامل مع المستثمر المحلى أو الأجنبى؟
لست منبهراً بأداء البرلمان.. و«ائتلاف دعم مصر» عودة لشكل الاتحاد الاشتراكى
«المصرى اليوم» مشروع إصلاحى وتضررت بسببه.. ولن أتخلى عنه
لا يوجد «لوبى» من رجال الأعمال ضد الرئيس.. والبديل «مرعب»
رفضت الانضمام لـ«الحزب الوطنى» قبل الثورة.. وضحيت بالنجومية
سأنتخب «السيسى» مرة أخرى إذا لم يوجد منافس أفضل.. وعلاقتى به طيبة جداً.. ولم أرى منه إلا كل خير
«شريف إسماعيل» أحسن شىء حدث لمصر من فترة طويلة.. وإذا لم يتم إعداد أعضاء الحكومة المقبلة ستكون مفاجأة.. وليس عيباً اللجوء لبيوت خبرة لإعداد الوزراء
تبرعت لصندوق «تحيا مصر» وسلمت المبلغ على دفعات لـ«الرئاسة» مباشرة وميصحش أقول دفعت كام
الإخوان لديهم «مانفيستو» محدد لشكل الدولة.. وأرفض المصالحة معهم
معنديش فكرة عن الـ 1.5 مليون فدان.. ومشروع «توشكى» مؤسف
التعليم أساس أى عملية بناء صحيحة ولابد من الاهتمام بهذا الملف
جميع استثماراتى فى مصر ولو رفعوا الضرائب 80% سأقبل ومقدرش أمشى لأنى مستثمر أسير
توسعات المجموعة فى جميع أنشطتها لا تقل عن 20% سنوياً ولا نية للانكماش
أرفض اتهام الأزهر بصدمتنا فى الخطاب الدينى
«أنا مجرد ناظر زراعة عند مالك المُلك»، هكذا وصف رجل الأعمال المهندس صلاح دياب نفسه بتلك الكلمات خلال مقابلة مع جريدة «البورصة» فى مكتبه القابع بحى «الزمالك»، حيث تنعشك نسمات هواء نيلية لطيفة، ممزوجة بالهدوء التام الذى يخيم على كل جوانب الحى الذى يغص بمقرات الهيئات الدبلوماسية والفنادق.
«البورصة» التقت دياب باعتباره أحد أبرز رجال الأعمال المصريين، رئيس مجموعة شركات متعددة الأنشطة أهمها شركة «Pico»، اختصاراً لاسم «شركة المشروعات والاستثمارات»، ويمثل النشاط الزراعى، أحد أهم الأنشطة للشركة.
فى المقابلة استعرض دياب تقييمه للأداء الاقتصادى خلال الفترة الماضية، وتأثير الإجراءات الاقتصادية على الشارع المصرى، وعلاقة الدولة برجال الأعمال، ورؤيته للأحداث السياسية، وانطباعاته عن أداء الأحزاب ومجلس النواب ورؤيته لمدى قيمة ووظيفة المال فى حياة الإنسان.
واشاد بالإصلاحات الاقتصادية وجرأة النظام الحالى على المضى قدمًا فى طريق الإصلاح، لكن لم يخف تحفاظاته على إلقاء القبض على رجل الأعمال بصورة مهينة، ويتحدث عن آداء الأحزاب والبرلمان بانطلاق وصراحة.
بداية، رأيك فى الإجراءات الإصلاحية الأخيرة للاقتصاد، وكيف تراها؟
الاقتصاد المصرى فى طريقه أخيراً للتعافى، والإجراءات الاقتصادية التى اتخذتها الحكومة تشبه العملية الجراحية للمريض، هدفها التحول إلى اقتصاد يخاطب الواقع، والحقيقية، ليس اقتصاداً مبنياً على دعم وأسعار وتكلفة وهمية، ما حدث كان عملية جراحية فاصلة بين اقتصاد الوهم واقتصاد الواقع وضرورة للسير فى طريق الإصلاح وعلاج الاقتصاد المتأزم.
مع الوقت سيحدث التوازن الاقتصادى فى الأسعار، والاستيراد والتصدير، والجوانب الأخرى لكنه يحتاج إلى وقت نتيجة التغير فى الأوضاع.
وما توقعات الفترة القادمة؟
الصادرات المصرية ستزداد بشكل كبير، إن لم تتضاعف خلال الفترة المقبلة بعد اتخاذ قرار التعويم – تحرير سعر الصرف -والقول بزيادة التصدير له علامات واضحة منها على سبيل المثال فى شركة «بيكو الزراعية» مثلاً، زيادة الطلب على شتلات محصول الفراولة 3 أمثال عن كل عام، وهذا محصول واحد فقط.
كيف ترى قانون الاستثمار ودوره فى تحسين المناخ الاستثمارى؟
قانون الاستثمار وحده لن يحسن المناخ الاستثمارى ويجذب المستثمرين، وإنما طمأنة المستثمر القادم وصنع مناخ جاذب هو مربط الفرس وذلك من خلال التأكيد على أن الاستثمار فى مصر ليس «كمينًا».
فالمستثمر يريد أعلى عائد على الاستثمار، ضرائب ثابتة، وثبات سعر الضريبة شىء يفضله المستثمر عن منح إعفاء لمدة سنوات يعنى مثلاً بدلاً من أن تعطى له 8 سنوات إعفاءً ضريبياً ثبت سعر الضريبة 15 سنة، حتى يستطيع حساب أرباحه خلال سنوات عمله دون تذبذب فى سعر الضريبة.
كما أن المستثمر يهتم بالاستقرار فى الدولة التى يرغب بها، والبعد عن أماكن الاضطرابات والمنازعات، وألا تقوم الدولة بالاعتداء عليه، أو منعه من السفر، ولا ترغمه على التصالح بما تراه الجهة المسئولة».
وفكرة التصالح أصبحت بها جدل ومماطلة وفصال، وكل هذا لا يبعث على الطمأنينة للمستثمر سواء محلى أو أجنبى.
هل تعتقد أن فرض حالة الطوارئ سيؤثر على جذب استثمارات أجنبية مباشرة لتغير الصورة الذهنية لدى المستثمر؟
فرض حالة الطوارئ 3 أشهر على خلفية الأحداث الإرهابية الأخيرة لن يوثر على جذب استثمارات أجنبية مباشرة، ويعد فى صالح المستثمر حيث يؤكد على تحقيق الأمن فى الدولة.
وعشنا 30 سنة فى حالة الطوارئ أيام مبارك، ولم يؤثر ذلك على الاقتصاد، بالعكس وصل معدل النمو 7%، فماذا يضيرك فى طوارئ 3 أشهر، والقرار يؤكد أن الدولة تتحرك جديًا نحو تأمين المواطن، والمستثمر الأجنبى، والمنشآت الحيوية، ولن يغير المستثمر فى نظرته تجاه مصر.
هل كل رجال الأعمال مؤمنون بذلك؟
على رجال الأعمال أن يكونوا إصلاحيين لا منتقدين دائمين، قادرين على طرح البدائل والحلول، وتقويم الأخطاء، فالنظام الرسمى قد لا يصيب فى إيجاد الحلول، وعلى من ينتقد طرح الحلول والبدائل وفتح منافذ أخرى.
وكيف تعامل الدولة رجل الأعمال المحلى؟
إلقاء القبض على رجل أعمال لم يرتكب جرمًا، وتتم مطارته، يصدر صورة سلبية إلى المستثمرين الأجانب والمحليين، فلا يجب أن يعامل بهذه الطريقة طالما أنه يعمل بشكل قانونى وطبيعى، ولم يرتكب جرمًا، وأى مستثمر هيشوف حاجة زى دى هيترعب.
هل فكرت فى نقل استثماراتك بالخارج؟
لا، لأنى متجذر فى مصر ولست «متورط»، فجميع أنشطتى الخدمية والتجارية والاستثمارية ومحلاتى فى السوق المصرى، وحتى لو رفعوا الضرائب لـ80% سأقبل ومقدرش أمشى، فأنا مستثمر أسير لا فكاك.
وأنواع أنشطتى لا تسمح بالهجرة والانتقال، فأنا مستثمر مع دولة لها اليد العليا، وممكن ينتهى بها الأمر إلى ما حدث فى وقت سابق عندما قامت بوضع العديد من المستثمرين تحت الحراسة وتأميم ممتلكاتهم كـ«عبود وصيدناوى، وشيكوريل»، ومحدش قدر يقول «بم»، وحتى لو حدث ده فالمستثمر المحلى ليس قياسًا.
بعد التعويم، بعض رجال الأعمال أعلنوا عن عدم نيتهم القيام بتوسعات فى أنشطتهم نتيجة الظروف الاقتصادية، فماذا عن استثماراتك وأنشطة مجموعتك؟
بالعكس أنا مختلف شوية لسبب بسيط، حيث أدركت دور المال فى حياة الإنسان، ودور المال توظيفه وحسن إداراته، لذلك بتوسع فى كل أنشطتى بشكل مستمر، ولا نية لدينا للانكماش، أنا ناظر زراعة عند مالك المُلك، ولم أطلب شىء من الله ورفضه، فبتعامل فى ماله بضمير وهو يحسن معاملتى إلى أبعد حد، فالحمد له.
ونحن نعمل طول الوقت، ورجل الشارع يرى بعينه توسعات فى فروع محلات«لابوار» و«أون ذا رن» والزراعة والخدمات، والتوسعات فى جميع الأنشطة لا تقل عن 20% سنويًا، ولا توجد نية للانكماش.
هل ستتوسع بمحفظتك الاستثمارية فى مجال الإعلام الفترة المقبلة؟
لا، لدى المصرى اليوم، وعلينا أن نعمل على تطويره، وتطوير الموقع الإلكترونى ومواكبة العصر، ولم أفكر فى بيعه يومًا، لأنى اعتبره مشروعًا اصلاحيًا للبلد لا نشاطًا تجاريًا، وعمره ما كان حماية لشغلى، بالعكس ضرنى فى شغلى على المدى الطويل، لأن أى كلام ليس على هوى الناس بيعتبروه هجوم، وهذا الهجوم ينسب إلىّ شخصيًا وكأنى قابع فى المصرى اليوم أكتب كل كلمة به.
هل فكرت فى إنشاء حزب سياسى؟
لا، لأن دخول العمل العام له أصول وواجبات منها المشاركة بإسهامات محددة والعمل التطوعى دون انتظار مقابل.
ورفضت دخول الحزب الوطنى لمجرد وجود مظنة انتفاع من وراء ذلك، مع العلم أنى كنت سأصبح نجمًا مشاركًا فى وضع السياسات العامة وقريبًا من صانعى القرار وانضممت لحزب الوفد صاحب ايدلوجية ليبرالية لإيمانى بأن العمل العام تطوعى ولا يجب استخدامه لتحقيق مصالح شخصية، ولا يصح أن كل رجل أعمال ينشئ حزبًا، فما أكثر الأحزاب الآن لكن دون تأثير.
هل ترى تضييقًا أمنيًا على عمل وحرية الأحزاب السياسية فى مصر؟
بدلاً من النقد لإثبات أننتى حزب معارض، كان على الأحزاب جميعها تقديم برامج واضحة ومحددة عن كيفية تغيير الأوضاع للأفضل وإقالة مصر من عثرتها، والتفكير فى وسائل تحسين الحياة المعيشية للمواطن كحلول بديلة عن المتبعة.
وتسائل« هل يوجد حزب سياسى خاطب المصريين عن نيته أو خطته لرفع متوسط دخل الفرد المصرى خلال عدة سنوات محددة إلى نصف متوسط دخل الفرد فى إسرائيل مثلا؟ هذا لم يحدث، أين برامجكم؟».
أما إذا كان هناك تضييق فقد يكون أن الحكم كله جديد، وكذلك الأجهزة، فإلى أن تتوافر الثقة لديهم فى أنفسهم، سيقل التضييق.
رأيك فى تجديد الخطاب الدينى ومن المسئول عن الوضع الحالى؟
أرفض اتهام الأزهر بصدمتنا فى الخطاب الدينى، هذا ليس صحيحًا، الحوينى وأمثاله ممن يدعون إلى عدم إلقاء السلام على جارك المسيحي، وتهنئته بأعياده هم المسئولون، وهنا تتجلى غفلة الدولة عن ظهور مثل هؤلاء ليس الآن فقط بل قبل 15 سنة.
لذلك أنا متفائل بالمجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف الذى أعلن عنه الرئيس قبل أيام، للقبض على تلك العناصر التى تنشر فتنة فى المجتمع، فما يدعون إليه انحطاط فى الإنسانية والدين.
وكيف ترى أداء مجلس النواب؟
لست منبهرًا بأداء البرلمان.
وهل توافق على المصالحة مع الإخوان المسلمين؟
لماذا أتصالح، وعلى ماذا أتفاهم؟، هل تعتقد أن نقف فى وسط الطريق من طلباتهم؟ هؤلاء دولة داخل الدولة، جايين «بمانفيستو»، جايين بنظام دولة ونظام حكم، ونظام ميليشيات وعنف.
الإخوان ليس لديهم رؤية دينية تتسق مع المستقبل والتكنولوجيا، وآفاق اليوم ومتطلباته، الإخوان لا يعيشون إلا فى الماضى والسلفية والجهل والرجعية، هذا مناخهم.
ما حقيقة استحواذك على نحو 70% من التوكيلات الأمريكية فى مصر؟
إشاعات جاهلة،، ولا حقيقة لذلك مطلقًا، ومن فضلك، عدد لى ما هى التوكيلات التى استحوذت عليها، أنا لا امتلك توكيلات فورد وجنرال موتورز وكينتاكى وأبل وهارديز، وحتى توكيل شركة «هاليبرتون» ليس معى الآن، بل أتنافس معه.
والصحيح أن عندى 3 توكيلات منها واحد فقط أمريكى، وجمعيها تعمل فى مجالات الإنشاءات، ومعدات الإنشاء.
كيف ترى العلاقات المصرية الأمريكية، والتقارب بين السيسى وترامب؟
العلاقات لابد أن تعكس مصلحة البلدين وترامب سيعمل على وقف أى إرهاب من الممكن أن يصل إليه، وأعتقد أنه سيقف بجانب مصر فى حربها ضد الإرهاب، للقضاء عليه فى منبعه.
هل تعتقد أن العلاقات ستصبح أقوى من فترة الرئيس أوباما؟
بكل تأكيد
ما تقييمك لأداء حكومة المهندس شريف إسماعيل؟
أرى أن المهندس شريف إسماعيل كشخص أحسن حاجة حصلت لمصر منذ فترة طويلة، وحكومته تضم عناصر جيدة، ولكن لن تكون آخر حكومة فيتطلب ذلك أن يتم الإعداد والتحضير للحكومة القادمة بشكل أدق مما يحدث عليه الآن.
وما أقصده أن يتم التجهيز لهيكل الحكومة القادمة من الآن، وعدد الحقائب الوزارية، وهل يكون هناك انضمام أو دمج بين الوزارات أم لا، الصلاحيات الممنوحة للوزراء وحصانتهم، حتى لا يكون هناك أيدى مرتعشة، وما هى مهام الوزرات التى سيتم دمجها، وبرنامج ذلك وخطواته..
ومن المنوط به القيام بهذا الأمر؟
اما أن تكلف رئاسة الجمهورية جهة ما أو بيت خبرة – وهذا ليس عيبا -، لمراجعة ما يوصى به، أو مجلس الوزراء نفسه يكون لديه مجموعة عمل للتجهيز لبرامج الحكومة القادمة.
هل تتوقع أن يحدث ذلك؟
لو لم يحدث ذلك الحكومة القادمة هتجيلنا مفاجأة، زى رمضان ما بيجلنا مفاجأة كل سنة، رغم علمنا بقدومه وموعده.
وبماذا تفسر حالة الإعتذارات عن تولى حقائب وزارية فى التغيير الوزارى الأخير؟
نفس الشئ، زى المستثمر عايز يطمئن، قول لى أى وزير هيطمئن والمجموعة السابقة مرميه فى السجون.
حقيقة عدم تبرعك لصندوق تحيا مصر لإعتراضك على الفكرة؟
حقيقة الأمر انا تبرعت لصندوق تحيا مصر وسلمت تبرعاتى لرئاسة الجمهورية مباشرة على دفعات إلى أن أتممت المبلغ الذى وعدت به الرئيس.
كم يبلغ؟
ميصحش أقول، المفروض محدش يتبرع ويقول أنا تبرعت بكام، وليس ذلك فيما يخص تحيا مصر فقط، بل كل أوجه التبرعات سواء كانت لمستفيات خيرية أو أعمال إنسانية وغيرها.
وبالمناسبة المشرف على الصندوق« محمد العشماوى» من أكفأ من رأيت.
وماذا عن علاقاتك بالرئيس السيسي؟
علاقتى طيبة جدا، وأكن له كثير من الود، وأتمنى له استمرار النجاح.
وهل أنت مع وجود حزب للرئيس؟
لا، الرئيس قانونًا لا يجوز أن يكون له حزب، والمفترض أنه فوق الأحزاب، ولكن لا يمكن أن نكون دولة بلا أحزاب كالوضع الحالى مثلاً.
وهل أنت ترى أن إئتلاف دعم مصر هو بمثابة حزب للرئيس؟
لا أعرف، وأرفض ذلك بالطبع، وأرى أن «دعم مصر» أحد العناصر التى أدت إلى العودة إلى شكل الاتحاد الاشتراكى، والحزب الوطنى، وأرفض اطلاق فئة على نفسها «دعم مصر»، إذن ماذا عن الآخرين هل نطلق عليهم «هدم مصر»، ميصحش.
وما تقييمك لأداء الرئيس خلال الفترة الماضية، وهل ترى تآكل فى رصيده الشعبى بعد الإجراءات الإقتصادية الأخيرة؟
بالعكس، وما قام به الرئيس السيسى لإصلاح الاقتصاد، كانت آخر محاوله تمت فى الشأن عام 1977، ومن هذا الوقت الكل تراجع عن السير فى هذا الطريق، وله انجازات كثيرة كلها تتضاءل أمام الاصلاح الاقتصادى.
وبما تفسر حالة القلق أو الإحباط جراء هذه الإجراءات الإصلاحية؟
لأن ما يحدث شيئ جديد بالنسبة لهم، الناس تنفر من أى جديد سلبًا وإيجابًا، احنا عايزين نرتاح فى حضن القديم طول العمر، متعودين عليه وتعايشنا معه منذ عام 1961، فبالتأكيد سنحتاج لبعض الوقت.
هل ستنتخب السيسى مدة رئاسية جديدة حال ترشحه؟
نعم سأنتخبه، إلا إذا أنت شخصيًا قولت لى على من هو أفضل منه أو يمثلنى.
أليس غياب طرح لبديل أو منافس شئ يدعو للقلق؟
بالعكس، المنافس الجديد مطلوب جدًا، وحال غياب البديل القوى أو المنافس غير المعروف جماهيريًا نعود للبداية وفكرة « ايه برنامجك وهتنفذه ازاى»، وأنا اعتقد أن الرئيس فى الانتخابات القادمة سيضع برنامجًا.
إذن على أى أساس انتخبت الرئيس الفترة الحالية رغم عدم وجود برنامج له؟
لعدم وجود بديل وكنا فى حالة هلع، لكن الانتخابات القادمة لازم يضع برنامج، ومن يملك الثقة والشجاعة والجرأة وينزل منافس له، لو هانتخبه أكيد سأختاره بناء على برنامج مش علشان سواد عيونه، إذن الموضوع مسألة صراع برامج، وترامب كسب أمام هيلارى كلينتون علشان عنده برنامج أيضًأ.
هل لديك قلق من عمل الجيش على فى النشاط الاقتصادى؟
لا، لست قلقًا، إلا فى حالة واحدة فقط، إذا تم منحه امتيازات، وطالما دخل النشاط المدنى فلابد من الإعلان عن ميزانيته، عن أرباحه، وخسائره، وضرائبه وجماركه، فى غياب هذه المعايير الخاصة المُطبقة على الجميع بالتأكيد سأشعر بالقلق.
لكن دخوله كعنصر فاعمل مطلوب خاصة فى ظل إحجام بعض المستثمرين.
كيف ترى استراتيجة الدولة فى مشروع الـ1.5 مليون فدان وإدراتها لهذا الملف؟
فى الحقيقة لا أمتلك فكرة عنه، ولا أعلم هل فعلا توجد مياه جوفيه أم لا، ومدة وجود هذه المياه، فالحديث حتى عن استمرارها لمدة 80 عامًا ليست كافيه، مشكلة مصر الرئيسية هى أسلوب الرى ووسائله.
ودعنا نقفز على مشروع الـ 1.5 مليون فدان، فوسائل الرى فى مصر هى الرى بالغمر منذ الفراعنه وهذه كارثه، فالرى بالتنقيط المُرشد أفضل بكثير من الغمر.
وماذا عن رأيك فى مشروع توشكى، وأخيرًا قيام الوليد بن طلال ببيعه؟
مشروع مؤسف، ونتمنى أن يتحسن الوضع.
حقيقة ما يشاع عن وجود «لوبى» من رجال الأعمال ضد الرئيس؟
كلام غير صحيح، لأنه لن يكون جماعات ضغط «لوبى» إلا فى حالة وجود بديل للرئيس السيسى، لكن لا يوجد بديل غير الإخوان هتجيبهم يمسكوا الحكم يعنى، بالتأكيد لا.
هل توجد فجوة فى العلاقة بينهما؟
قد يكون هذا أشيع فى وقت ما، إنما فجوة فى العلاقات ليه، أنا هرد عليك بسؤال، لو صحيح أن رجال الأعمال يريدون البديل، فبمن يستبدل الرئيس رجال الأعمال والمستثمرين، فلا وجود للوبى مطلقًا، ولو رجال الأعمال وجودوا بديل للرئيس فعليه أن يجد بديلاً لهم، وهذا لن يحدث فهل سيستبدلهم بالجيش، الجيش وحده بدون المستثمرين غير قادر على أن يصل بمعدل نمو 7%، وما فوق ذلك كما تشير خطة 2030.
ربما ليس لطرح بديل، وإنما للضغط للحصول على امتيازات أو رغبة فى عودة عصر مبارك وقربهم من دائرة صنع القرار؟
قول لى من هم رجال الأعمال الذين حصلوا على امتيازات فى عصر مبارك؟
امتيازات الحصول على الأراضى بثمن بخس مثلا؟
أراضى!! أراضى ايه، عايز تقول لى هشام طلعت مصطفى مثلا، ياريت لو كان عندنا 200 هشام طلعت.
فى النهاية.. هل أنت متفائل؟
نعم بالطبع، الحياة تتطور والقادم أفضل، لكن لابد أن نهتم بملف التعليم، فهو الأساس لأى عملية بناء صحيحة.