تراجعت أعداد صفقات الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال الربع الأول من العام الحالي، الذي شهد إتمام 84 صفقة فقط مقابل 115 صفقة في الربع الأول من عام 2016.
ورغم انخفاض عدد الصفقات في الربع الأول بواقع 31 صفقة، إلا أن قيمتها الإجمالية تراجعت بشكل طفيف للغاية، لتستقر عند 18.2 مليار دولار مقارنة بـ 18.4 مليار دولار، بحسب تقرير مؤشر ثقة رأس المال الصادر عن إرنست اند يونج.
وتصدرت شركة أرامكو سوق الاستحواذات والاندماجات بالشرق الأوسط في الثلاثة أشهر الأولى من عام 2017، بعدما أبرمت صفقة شراء 50% في مشروع «رابيد» التابع لشركة بتروناس الماليزية، بقيمة 7 مليارات دولار، لتنقذ بذلك سوق الاندماجات والاستحواذات، بعد انخفاض عدد الصفقات بنسبة 27% في الثلاثة أشهر الأولى من العام.
وشهد الربع الأول من العام أيضا صفقة استحواذ عملاق التجارة الاليكترونية العالمي أمازون على شركة سوق دوت كوم الإماراتية مقابل 650 مليون دولار.
وساهمت الصفقات العشر الكبرى بأكثر من 90% من القيمة الإجمالية للصفقات التي شهدها الربع الأول من العام، وارتفعت قيمة الصفقات الصادرة المعلنة من 1.3 مليار دولار في الربع الأول من عام 2016 إلى 9.3 مليار دولار في الربع الأول من عام 2017، بزيادة كبيرة نسبتها 636%، كما ارتفعت قيمة الصفقات الواردة من نصف مليار دولار إلى 5.7 مليار دولار في الربع الأول من عام 2017، فيما انخفضت قيمة الصفقات المحلية المعلنة بنسبة كبيرة بلغت 83% في الربع الأول من عام 2017 مقارنة مع الربع الأول من عام 2016.
وأظهر التقرير تفاؤلا أكبر في أوساط المدراء التنفيذيين في الشرق الأوسط وشمال افريقيا بالظروف الاقتصادية في ضوء تواصل استقرار أسعار النفط والمبادرات الحكومية الساعية إلى تعزيز الاستقرار الاقتصادي،ورأوا أن التوقيت الحالي مناسبا للعودة إلى عقد الصفقات.كما أن تراجع تدابير التقشف في دول مجلس التعاون الخليجي يؤدي إلى ثقة أكبر في تدعيم نشاط الصفقات.
ووفقا لمؤشر ثقة رأس المال الأخير من إرنست اند يونج، يسود شعور إيجابي بين المدراء التنفيذيين في المنطقة حول الاقتصاد العالمي، حيث توقع 47% منهم ارتفاعا في نشاط الصفقات خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة. كما أشار 41% منهم بأن لديهم خمسة صفقات متوقعة أو أكثر على جدول أعمالهم، فيما تسعى 54% من شركات منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى إنجاز صفقات خلال العام المقبل.
ومع ذلك، يتوقع المدراء التنفيذيون في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حدوث مخاطر اقتصادية كبيرة تشمل تباطؤ تدفقات التجارة العالمية، وتزايدا في الحمائية، وتذبذبات كبيرة في العملات وأسواق رأس المال، وزيادة في حالة عدم التيقن الجيوسياسية. وقد دفعت تقلبات السوق وانخفاض أسعار النفط 54% من المدراء التنفيذيين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى البحث عن فرص عضوية من أجل تلبية أهداف نمو شركاتهم.
والجانب الأكثر إثارة للاهتمام في البيئة الحالية للصفقات هو ظهور المشتري الاستراتيجي. وسواء في صفقة ترونوكس كريستال، أو صفقة أمازون سوق دوت كوم، فإن المشترين الاستراتيجيين الذين يقومون بتنفيذ صفقات، خاصة الدوليين منهم، هم إشارة قوية تعكس الثقة بنظام صفقات الاندماج والاستحواذ بأكمله.
وتسعى شركات القطاع العام والحكومات إلى إعادة هيكلة محفظتها بشكل كبير، حيث تتطلع إلى الاستثمار في مجالات تتخطى نطاق الرعاية الصحية والتعليم. ومن بين دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يبدو أن القطاع المالي العام في دولة الإمارات هو الأفضل.