4 حلول لتفادى الانزلاق لمسار الركود والاختلالات السياسية
“العريان” يصف استراتيجيته الاستثمارية برفع الأثقال وخالية من المخاطر
قال الخبير الاقتصادى العالمى الدكتور محمد العريان، إن العالم بصدد أنباء سيئة وانباء اخرى جيدة.
وأوضح أن الأنباء السيئة، تتمثل فى احتمالية أن تضرب الاقتصاد العالمى أزمة أخرى خلال عامين، أما الأنباء الجيدة او ربما الأفضل، فهى ان هذه الأزمة ليست اكيدة، لأن نسبة حدوثها 50%، ومع ذلك، فإن العالم يقترب من مفترق طرق، أحدها يقود إلى نمو اعلى وأكثر شمولية، والآخر باتجاه الركود وعدم الاستقرار والاضطراب.
ويعد العريان، احد أكبر الأسماء فى عالم الأسواق المالية، وعمل مستشارا للرئيس باراك أوباما.
وأشار العريان، حسبما ورد على تقرير على موقع صحيفة «ذا جارديان» البريطانية، إلى أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى يعد أحد المشكلات التى يعانيها النظام العالمي.
وتتضمن المشكلات الأخرى التى أشار لها، حقيقة أن 30% من ديون العالم يتم تداولها بعائدات سلبية منذ العام الماضي، بجانب انتخاب الرئيس دونالد ترامب، والإطاحة بأهم حزبين فى الانتخابات الفرنسية فى الجولة الأولى، وهى أحداث لم يكن المرء ليتوقعها منذ 18 شهرا مضت.
وحول خروج بريطانيا من «اليورو»، قال إن الساسة تصرفوا بذكاء عندما أبطأوا عملية الخروج، ومددوا الجدول الزمني، وتجنبوا إجبار الأسواق هناك على اتخاذ قرارات فورية، وهو ما سمح للمستثمرين بالتوقف عن الهوس بشأن نماذج الخروج «الصعبة» و«الناعمة»، وأن يفكروا بطريقة «الخروج البطيء».
وأضاف العريان، ان الأمر مشابه بالجزء الحمائى من حملة دونالد ترامب، والذى يبدو الآن أقل رعبا، بعدما أفزع الأسواق فى البداية.
وأوضح ان الحمائية لم تكن أبدا المشكلة الأساسية.. وفى نهاية المطاف ورث ترامب اقتصادا به اتفاقيات تجارية متشعبة وشديدة التعقيد، ويتوقع أن يقدم الرئيس تنازلات تسمح له بأن يقول بان التجارة «لا تزال حرة ولكنها أكثر عدلا».
وأشار إلى أن المشكلة الأساسية هى ميراث السنوات الطويلة من النمو المنخفض والنمو غير الشمولى وغير الكافي، بما يمهد الطريق لانهيار النظام مع الوقت، مضيفا انه من الصعب التنبؤ بتوقيت ذلك.
وهذا هو ملخص تحليل العريان لسبب اقتراب العالم المتقدم من مفترق طرق. ويقول إن هناك ثلاثة عناصر تتعلق بمناخ النمو المنخفض الحالي، وهى عدم المساواة فى الثروة والدخل والفرص، وتظهر اخرها فى معدل البطالة العالى بين الشباب فى العديد من دول منطقة اليورو، وهى اكثر العناصر إثارة للقلق.
ويوضح العريان أن أصعب ما فى الأمر هو ان الأسواق لا تعكس هذه المخاوف، وتقف مؤشرات التقلبات عند أدنى مستوى لها منذ 1983، وقال: «إذا تحدثت مع المستثمرين سيخبرونك بأنهم قلقون من المخاطر الجيوسياسية، وإذا سألتهم كيف استعدوا لذلك، فسيقولون إنهم متأهبون لأقصى درجات المخاطر».
ويعتقد المستثمر المخضرم أن هناك تفسيرا لهذا السلوك، وهو ان المستثمرين اعتادوا التفكير فى أن البنوك المركزية ستقمع التقلبات. كما انهم يرون أن النمو المنخفض مستقر، وان اكوام النقدية لدى بعض الشركات ستجد طريقها فى صورة توزيعات أرباح وإعادة شراء للأسهم، وهى طريقة تفكير تحتاج للتغيير حسبما يقول العريان.
وأوضح العريان، أن هناك دلائل “غير خفية” على أن هذه الأحوال “الاصطناعية” لن تدوم. فبعد الأزمة المالية العالمية، كانت هناك فرصة ضئيلة فى إدارة نموذج جديد للنمو تتدخل فيه الحكومات من خلال الإنفاق على البنية التحتية والإصلاحات.
ولكن بدلا من ذلك، تدخلت البنوك المركزية، وتبدد شعور الطوارئ، ونحن الآن نرى حدود الاعتماد على البنوك المركزية.
وقدم العريان خطة من 4 نقاط لكى يتمكن العالم من سلوك الطريق الحميد لارتفاع النمو.
الخطوة الأولى، أنه ينبغى العودة إلى الاستثمار فى الأشياء التى تولد النمو الاقتصادى مثل البنية التحتية، وتبنى نظام ضريبى داعم للنمو، وإعادة تدريب وتوجيه للعمالة الأمريكية، اما فى أوروبا، فتعد مشكلة البطالة بين الشباب مشكلة تحتاج للتفكير بها، والتعامل معها بجدية شديدة».
ثانيا.. ينبغى ان تستغل الدول – التى لديها القدرة – المساحة المالية أى الاقتراض للاستثمار او تخفيض الضرائب، ويضع العريان ألمانيا وأمريكا فى هذه الفئة، وبريطانيا إلى حد ما.
أما الخطوة الثالثة، فهى معالجة المديونية العالية، وهو درس تعلمه إثناء عمله مع صندوق النقد الدولى فى أمريكا اللاتينية فى الثمانينيات، ووصف الديون العالقة بالخيمة السوداء التى تسحب الأكسجين من النظام.
كما ينبغى أيضا تقليص هذه الديون سواء كانت فى اليونان او أمريكا، مضيفا ان عملية شطبها ليست سهلة لأنها تكافئ غير المستحقين فى بعض الأحيان، ولكن البديل لها اكثر سوءا.
الخطوة الرابعة، أن الحوكمة والإدارة الإقليمية والعالمية تحتاج إلى الإصلاح.
ويشبه العريان منطقة اليورو، بمقعد لديه رجل ونصف الرجل بدلا من أربع أرجل. وتمثل الرجل الكاملة الاتحاد النقدي، ونصف الرجل هى الاتحاد المصرفي.. أما الأرجل الناقصة فهى التكامل المالي، أى الموازنة المشتركة، والتجانس السياسي.
ويقول: “لا عجب إذن فى أن منطقة اليورو غير مستقرة”.
وأوضح العريان أن الاستراتيجية الاستثمارية التى يتبعها حاليا، هى استراتيجية صعبة ليس سهل على الشخص العادى ان ينسخها، وهى تشبه عصا رفع الأثقال، فقى جانب يستثمر فى الشركات الصاعدة شديد الخطورة التى لا تنجح جميعها، وفى الطرف الآخر النقدية والاستثمارات المعادلة للنقدية، وفى الوسط، سيستثمر فى الأسواق العامة ولكن بتكتيكات مخططة جيدا.
ولخص استراتيجيته فى: «الخلو من المخاطر».