الخلافات مع «ترامب» تنذر بمزيد من المعاناة خلال المرحلة المقبلة
فاز حسن روحانى، بفترة رئاسة ثانية فى إيران، بعد تحقيق فوز ساحق فى الانتخابات الرئاسية الإيرانية الذى يعد انتصاراً حاسماً للجماعات المؤيدة للإصلاح التى كانت فى حاجة ماسة إلى إعادة الانخراط مع العالم الخارجى.
وأعلن التليفزيون الإيرانى، أن «روحانى»، الذى وقع على اتفاق إيران النووى مع القوى العالمية، حصل على 22.7 مليون صوت بعد فرز 39 مليون صوت، مقارنة بمنافسه المتشدد إبراهيم رئيسى، الذى حصل على 15.4 مليون صوت.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، أن انتصار «روحانى» يشير إلى ولاية قوية لتسريع الإصلاحات المؤقتة، كما سيتم الترحيب بالنتيجة فى العواصم الغربية ودوائر الأعمال؛ حيث إنها ستزيد من اليقين من حيث العلاقات الخارجية لطهران والتزامها بالاتفاق النووى.
وقالت فاطمة هاشمى، ابنة الرئيس الإيرانى الأسبق، على أكبر هاشمى رفسنجانى، «لقد أدرك الناس أن مصيرهم سيحدد فى هذه الانتخابات التى تمثل نقطة تحول فى تاريخ الجمهورية الإسلامية».
ووعد «روحانى»، أثناء حملته الانتخابية بتحقيق الاستقرار فى الاقتصاد، وتحسين العلاقات الخارجية، والسماح بقدر أكبر من الوصول إلى المعلومات، والسعى إلى رفع العقوبات المتبقية على طهران.
وعلى النقيض من ذلك، تمثل سعى «رئيسى»، فى التواصل مع الناخبين المتدينين والفقراء؛ حيث تعهد بتعزيز واردات الدولة وتعزيز القيم الإسلامية، وقدم بعض النصائح حول تفضيلات سياسته الخارجية، لكنه انتقد روحانى؛ بسبب شروط الاتفاق النووى، قائلاً إن «تسول الدبلوماسية لن يساعد على حل مشكلات البلاد».
وأوضحت الصحيفة، أن الفوز سيعزز نفوذ آية الله على خامنئى، المرشد الأعلى البالغ من العمر 77 عاماً.
لكن القضية الحرجة التى تواجه «روحانى» تتمثل فى التصدى للمتشددين الذين لحقت بهم هزيمة كبيرة.
وكان «روحانى»، قد شغل مناصب عليا فى الجهاز الأمنى بعد الثورة عام 1979، وتمرس على أعمال السياسة الداخلية والخارجية، لكنه قد يواجه مقاومة؛ بسبب سرعة وشكل الإصلاحات التى يطالب بها.
وسيواجه «روحانى»، أيضاً، التحدى المتمثل فى إحياء الاقتصاد الضعيف وإقناع الإيرانيين ولا سيما فى قطاعات المجتمع الأكثر فقراً بأن الاتفاق النووى سيحقق فوائد ملموسة لحياتهم.
وخلال فترة ولايته الأولى كان له الفضل فى تحسين الرعاية الصحية، ما أدى إلى انخفاض التضخم من ذروة بلغت 45%، وعمل على استقرار العملة فى وقت عزز فيه صادرات البترول، بعد رفع العديد من العقوبات بعد تنفيذ الاتفاق النووى فى يناير 2016، وهو ما أدى إلى إنعاش النمو الاقتصادى بعد ركود عميق.
ولكن فى بلد تبلغ فيه البطالة الرسمية بين الشباب 26%، وارتفاع الفقر لا يزال العديد من الإيرانيين يشعرون بالقلق.
وتجدر الإشارة إلى أن إيران اجتذبت موجة من الاهتمام من الشركات الأجنبية منذ رفع العقوبات وأن المؤسسات متعددة الجنسيات بما فيها «بوينج» و«إيرباص» و«بيجو» قد توصلت إلى اتفاقيات مع إيران فى الفترة الماضية.
ولكن شركات أخرى اتخذت نهج الانتظار والترقب حيث تعثرت الاستثمارات؛ بسبب العقوبات المالية الأمريكية المتعلقة برعاية إيران المزعومة للإرهاب التى لا تزال قائمة.
وقد تفاقمت حالة عدم اليقين من قبل المستثمرين بعد تنصيب دونالد ترامب، رئيساً للولايات المتحدة
وتوجد، أيضاً، عقبات كثيرة أمام روحانى عليه أن يتعامل معها على رأسها معدل البطالة الذى ارتفع إلى أكثر من 12%، وأكثر من ضعف هذا الرقم لمن هو أقل من 25 عاماً، ولا يزال الإيرانيون يأكلون كميات أقل من اللحوم والأرز والمواد الغذائية الأساسية أكثر مما كانوا يفعلون قبل 10 سنوات.
يأتى ذلك فى الوقت الذى لا تزال فيه البنوك الغربية الكبيرة تتجنب التعامل مع إيران خوفاً من تعرضها لعقوبات تصل إلى مليارات الدولارات، بسبب العقوبات الأمريكية المتبقية ضد طهران.
ونوهت الصحيفة بأن قائمة المهام التى حددها «روحانى» لولايته الثانية أكثر طموحاً؛ حيث يشمل ذلك إصلاح نظام مصرفى يعانى سوء القروض العقارية، وتوسيع نطاق القطاع الخاص الذى عانى كثيراً خلال الفترة الما