الحوار مع الموظفين يدعم ثقافة احترام المعتقدات بين الزملاء
بدا رمضان فى الأسبوع الأخير من شهر مايو الماضى، بينما العديد من أصحاب العمل لا يعرفون كيفية التعامل مع ذلك بشكل مناسب حيث وجدت الأبحاث التى أجرتها مؤسسة كومريز أن 3% من العاملين فى بريطانيا يقولون إنهم تعرضوا للتمييز بسبب دينهم أو معتقدهم، وهو ما يمكن أن يعادل حوالى مليون شخص.
واشارت دراسة بعنوان «الاعتقاد فى العمل»، هى أول بحث ينظر على وجه التحديد فى تأثير الإيمان فى مكان العمل البريطانى. ويذكر أن الكثير من الناس يقولون إنهم يشعرون بعدم الارتياح بسبب ثقافة مكان العمل التى تتغاضى عن السخرية من المعتقدات الدينية أو تجعل من الصعب الحديث عن الصلاة أو الحضور فى الكنيسة أو المسجد أو الكنيس أو المعبد.
خلال شهر رمضان، سيتعين على بعض أماكن العمل معالجة قضايا معينة ولكن العديد من أصحاب العمل ليسوا على بينة بأفضل السبل لتلبية متطلبات قانون المساواة الصادر عام 2010.
وتقول كاتى هاريسون، مديرة مركز أبحاث المعتقدات الدينية فى مؤسسة كومريز إن الناس الذين يقولون إنهم يحضرون خدمة دينية مرة واحدة على الأقل فى الشهر أجابوا عن أسئلة حول أحكام مكان العمل بشكل مختلف جدا عن الجميع.
وأضافت أنهم كانوا أكثر رغبة فى اظهار أن مكان عملهم ينص على الاحترام الدينى.
ومن الواضح أن هذا الأمر يختلف من شخص لآخر، حيث إن العقيدة الدينية والممارسة الدينية شخصية للغاية ولكل شخص طريقته الخاصة فى التعامل مع معتقداته.
ومن المهم أن أصحاب العمل لا يفترضون أن كل زميل مسلم يريد أن يفعل بالضبط نفس الشىء خلال شهر رمضان فكل شخص سوف يعبر عن إيمانه بشكل مختلف، ووجد البحث أن أهم شىء هو خلق ثقافة تجعل من الجيد الحديث عن هذه الأشياء، والاستماع بشكل جيد.
بعض الممارسات التى يتبعها العديد من المسلمين خلال شهر رمضان تشمل الصيام عن الطعام وجميع المشروبات بما فى ذلك المياه خلال ساعات النهار، وتجنب الاستماع إلى الموسيقى، والصلاة فى أوقات منتظمة على مدار اليوم، وإعطاء المال للجمعيات الخيرية.
وفى أماكن العمل، قد يؤثر ذلك على أوقات الاجتماعات والمطاعم، والبيئة المكتبية، والتى سوف تحتاج بعض الشركات إلى استيعابها.
ويمر بعض الناس بمواقف صعبة جدا تؤدى إلى إحراجهم عن غير قصد الناس. وقالت هاريسون إن شخصا واحدا ذكر أنه ذهب إلى اجتماع كان المنظم فيه حريصا جدا على الإشارة إلى أنهم قدموا الطعام الحلال على لوحة منفصلة وغرفة مخصصة للصلاة له.
وكما تحذر الدراسة فعلى الرغم من أنه مسلم فإنه لا يأكل الطعام الحلال ولا يصلى خلال النهار ما جعله يشعر بالحرج فمن المهم أن يتذكر صاحب العمل أنه ليس هناك طريقة واحدة لممارسة أى دين وكل شخص يفعل الأشياء بشكل مختلف، لذا فإن إجراء محادثات مدروسة مع الزملاء سيساعد فى تحديد أفضل السبل لفهم بعضهم البعض واحترام معتقدات الناس.