شعيب هى رواية قصيرة من نسج الخيال، كتبها الدكتور مدحت نافع استاذ التمويل والاستثمار، ونائب رئيس لجنة الاستدامة بالاتحاد العالمى للبورصات، وعضو ومقرر لجنتى المؤشرات والاستدامة بالبورصة المصرية، تدور أحداثها فى زمن معاصر يمر بطلها بعدد من الصراعات النفسية والمجتمعية التى تجسّد صوراً لأوجه الفساد بالمجتمع المصرى الحديث ومعاناة الشرفاء فى مواجهة هذا الفساد.
تعبر الرواية بقارئها عبر البلاد والتواريخ لتنسج سياق الأحداث عابرة هى الأخرى من الحياة الخاصة لشخوصها إلى ظواهر سلبية فى المجتمع بعضها وثيق الصلة بعقدة الرواية وبعضها يرسم إطاراً مكملاً يمهّد للذروة.
حبكة الرواية مربكة لا تسير فى خط زمنى مستقيم تبدأ بالعقدة المتمثلة فى مؤامرة حيكت بشعيب الذى يعمل فى مجال رقابى بإحدى مؤسسات سوق المال وقد تعرّض لمحاولات يائسة لتوريطه فى مخالفات وفساد مالى لكنه صمد أمام مختلف المحاولات حتى استطاع علاء مهران خصمه الأبرز أن يستغل إخلاصه وتفانيه وبعض نقاط ضعفه البشرية ضده وأن يقوده عبر سلسلة من التفاصيل إلى مصير مظلم لم يخرج منه سالماً إلا بالركون إلى أرض ثابتة من المبادئ ودعم أسرى خالص هو ثمار طيبة لغرسه عبر سنوات طوال من التوسّط فى كل شىء، إذ لم يكن شعيب مثالياً خالصاً أو شخصاً من نسج الخيال.
لم يقتف «نافع» خطى سابقيه فى عرض تفاصيل مخالفات الفساد والتى تلخّص معظم صور الفساد المالى فى كلمة «مستندات»! لكنها تدخل فى عالم البورصة ومخالفات سوق المال بتفاصيل جديدة على القارئ العادى، وتفتح باباً موصداً على العالم السرىّ للتلاعب بأموال المتعاملين فى البورصة كلها من نسج خيال المؤلف لكن لها صنواً فى الواقع.
اختار نافع اسم «شعيب» وهو اسم أحد أنبياء الله الذى أرسله الله إلى أهل مدين، وكان أشهر من واجه فسادًا ذا طبيعة مالية.
غلاف الرواية، هو لوحة فنية عالمية للرسام الشهير «تيتيان»، رسمها فى القرن السادس عشر ليصوّر فيها كيوبيد ممسكًا بعجلة الحظ، وصدرت الرواية مطلع الأسبوع الحالى عن دار نشر «صفصافة».