اقتصادنا يا تعبنا.. الحلقة 44..
ماذا يهم المستثمر فى بيئة الاستثمار؟
نما الى علمنا انه جارى العمل حاليا على صياغة اللائحة التنفيذية فى وزارة الاستثمار بالتنسيق مع الاطراف المعنية.. ولكن ونحن فى مرحلة الصياغة ينبعى ان نعى ونجيب على أسئلة كثيرة موضوعية.. أولها ما المشاكل التى واجهت القوانين السابقة ولوائحها من حيث التطبيق؟ اين تعارضت مع قوانين اخرى؟ اين تضاربت مع اختصاصات اخرى؟ هل تم تحليل لاهم المشاكل التى واجهت المستثمرين موضوعيا وقطاعيا؟
يحضرنى هنا مثال اضربه للتوضيح فى الحصول على تراخيص البناء من المسح الذى اجريناه بالتعاون مع البنك الدولى فى 2007 لثلاث محافظات (القاهرة ـ الإسكندرية ـ أسيوط).. لدراسة عدد محدود من مؤشرات فى التقرير الرئيسى تركزت حول (تاسيس الشركات ـ تراخيص البناء ـ التجارة عبر الحدود (تم حذف الأخير لاحقا من نتائج التقرير).. المهم يا سيدى كلنا اتفاجئنا ان اسيوط جاءت فى المرتبة الأولى من حيث الحصول على تراخيص البناء.. إيه الكلام ده؟! معقولة اسيوط اللى فى الصعيد تيجى الأولى.. وأثارت النتيجة حفيظة محافظى الإسكندرية والقاهرة.. وكان التساؤل الرئيسى حينها إزاى؟ وتفاخر محافظ أسيوط وصال وجال حين إعلان النتائج واعتبر ذلك بمثابة انجاز له؟ حينها كنت اشرف برئاسة فريق العمل عن الجانب المصرى ومنسقا عاما للعمل فى هذا المشروع الذى يقوم به البنك الدولى ـ مؤسسة التمويل الدولية. بالإضافة إلى رئاستى فريق العمل تحت مظلة المسئولين بالوزارة والهيئة حينها لفريق العمل القائم على تحسين مؤشرات مصر فى هذا التقرير بالتنسيق بين القطاع الحكومى والخاص.. لدرجة ان فريق عمل مؤسسة التمويل الدولية -بالبنك الدولى كان يسمينى the efficient doing business man.
يأتى التساؤل إزاى أسيوط تكسب فى المؤشر ده بالذات وتسبق القاهرة والإسكندرية المحافظتين الأعتى؟ فوضح للجميع ان القانون واحد ولكن اختلاف التطبيق.. إذن المشكلة لم تكن فى القانون واللائحة.. بل كانت فى التطبيق والموظفين المشرفين على التطبيق.. تطبيق المحليات اختلف من محافظة لأخرى.. فكان الحى بالمحافظة يطبق إجراءات أقل لنفس المستندات.. وتحت مظلة نفس القانون واللائحة.. وحينها فى اجتماع مغلق مع محافظ القاهرة سالته لماذا تقرون عدد مرات تفتيش (10 مرات) لمهندس الحى دون سند قانونى أو إجرائى أو حتى قرار تنظيمى.. حينها نصحته بإصدار قرار محافظ يقنن عدد مرات التفتيش على البناء ليكون ثلاث مرات فقط مرة عند بدء البناء ومرة ثانية فى نصف مرحلة البناء والأخيرة عن الانتهاء من البناء.. حينها اذا صدر القرار كان سينخفض عدد الاجراءات من 10 إلى 3، وبالتالى التوقيت الخاص بها من 10 أيام إلى ثلاثة أيام.. وحيث ان وزن الاجراء والتوقيت والتكلفة متساوى (33.33%) لكل منها.. وبالتالى التاثير بنسبة 66.66% على الترتيب.. وكان ذلك مدخلا للعب التكتيكى الناجح.. حيث كانت ستنتقل مصر إلى ترتيب أفضل بكثير.. إذا ما اصدر المحافظ ذلك القرار.. هنا يحضرنى مقولة اذا اردت ان تلعب وتنافس محليا ودوليا فعليك بمعرفة قواعد اللعب ونقاط ضعفك وقوتك مقارنة باللاعبين الآخرين.. وإن تتحدث بنفس اللغة.. وما الأدوات واللاعبين والتشكيلة التى يمكن لك استخدمها لتحرز أهدافا فى ضوء معرفتك بقواعد اللعب.. وفهمك لمنهاجية وتفكير خبراء التقرير.. هذا ما فعلناه فى طابا عندما استرددناها.. وهذا ما فعلته مصر فى كاس الأمم الأفريقية لثلاث مرات متتالية 2006 و2008 و2010.
معرفتك بقواعد اللعب وإمكاناتك بمقارنة بمنافسيك اقليميا وعالميا طريقك للأفضل.. ماذا نستفيد مما سبق؟ تحليل نقاط القوة والضعف ومناطق التهديد والفرص.. تحليل واقعك ومشاكلك ثم خطة التحرك فى ضوء قواعد اللعب المعروفة للجميع ثم روح الفريق لإحراز الأهداف.. فإذا كان هدفك تحسين ترتيبك فى جدول المتسابقين للحصول على المراكز العشر الأولى فعليك عدم المكابرة بقولك احنا عاملين خطة اصلاح وانجزنا فى المجال الفلانى والمجال العلانى.. لا..لو سمحت.. بعد إذنك.. ان لم يشعر مجتمعك المحلى بانجازك وكذلك المجتمع الاقليمى والدولى فلن تفيدك مؤتمراتك ورحلاتك المكوكية ولا حتى اعلاناتك بتشجيع الاستثمار لأن العبرة بالنتائج.
عليك بتحديد الرؤية والأهداف.. وتحديد خطط اللعب الأساسية والبديلة والتحركات المناسبة.. واختيار التشكيل المناسب الأساسى والاحتياطى.. وتوجيه ذلك نحو تحقيق الهدف لتحصل على النتائج المشرفة.
العبرة بالتطبيق.. وبعد إذنك ميكن خدماتك واربطها ببعض pls automate your services and connect them الله يحفظك إنت مش محتاج جيش موظفين بيروقراطيين.. ميكن ودرب capacity building حتى تتخلص من السلطة التقديرية والموظف.. وتقلل منافذ الفساد.. مش عايزين كلاكيع البيرواقراطية.. وللمكينة فوائد كثيرة.. سنتحدث عنها بين سطور الحلقات القادمة.
وما نبغى إلا إصلاحا