مباحثات مع «التربية والتعليم» وجامعات ومدارس خاصة للاستفادة بالحلول التكنولوجية
التوسع فى مراكز تصدير الخدمات وتدريب الكوادر البشرية ضمن رؤية مصر 2030
تعويم الجنيه يحسن تنافسية الخدمات المصدرة من السوق المصرى
نتواصل مع القائمين على العاصمة الإدارية للاستفادة من حلولنا التكنولوجيا
نتعاون مع «الاتصالات» لميكنة وتطوير العمل فى مجال حلول البيانات بالجهات الحكومية
تتفاوض شركة IBM مصر مع جهات مصرفية لدعمها بتكنولوجيا «Blockchain» والتى تلغى الوساطة فى النظام المالى فهو حل تكنولوجى يعمل على توحيد السجل المالى للمتعاملين، كما تبحث مع وزارة التربية والتعليم وبعض الجامعات والمدارس الخاصة الاستفادة بالحلول التكنولوجية التعليمية.
وتتوسع الشركة حالياً فى مراكز تصدير الخدمات وتدريب الكوادر البشرية لتساهم فى تحقيق رؤية مصر 2030، وترى الشركة تعويم الجنيه حسن من تنافسية خدماتنا المصدرة عبر مراكزنا بمصر.
قال الدكتور عمرو طلعت، المدير العام لشركة IBM بمصر، إن الشركة تعمل على دعم الشركات المتوسطة والصغيرة وريادة الأعمال من خلال حلول الحوسبة السحابية وتحليل البيانات، إضافة إلى كون الشركة الشريك التكنولوجى فى أول حاضنة لرواد الأعمال بجامعة القاهرة بالتعاون مع كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وتتشاور حالياً مع القائمين على تنفيذ العاصمة الإدارية للاستفادة بحلول الشركة فى إنشاء العاصمة الإدارية كأول مدينة ذكية بمصر.
ويرى طلعت أن القرارات التى اتخذت فى نوفمبر الماضى هى قرارات تحولية والعالم كله يشهدها خاصة أن مصر من الدول القليلة التى مضت فى إجراءات الإصلاح الاقتصادى بخطى ثابتة وجريئة، فالإصلاحات التى تقوم بها الدولة حاليا معروفة لكن دول قليلة هى التى اتخذت مثل تلك الخطوات بأكملها، ومن هؤلاء الدول القليلة دول أقل نجحت، فعلى سبيل المثال دولة نيجيريا بدأت خطوات فى الإصلاح الاقتصادى بتعويم عملتها ثم تراجعت ما أدى إلى ظهور السوق الموازى مرة أخرى.
وأكد أن فى مصر خطة واضحة وشفافية وإصرار على تنفيذ الإصلاح الاقتصادى، وهذا يقابله نظرة إيجابية لدى المجتمع الدولى والاستثمار الأجنبى ومنها شركة IBM حول جدية مصر فى تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى.
أشار إلى أن انعكاسات هذه الإجراءات الإصلاحية يظهر إيجابيا على مستوى القطاع، فمن ناحية IBM فجزء كبير من نشاطها محليا قائم على تصدير الخدمات خارج مصر وقدرة الشركة على تصدير الخدمات مرتبط مع قدرة وحدة الشركة بمصر التنافسية مقارنة بمراكز أخرى مماثلة تابعة لـ IBM فى دول أخرى.
بيَّن أن تعويم الجنيه ساهم فى زيادة القدرة التنافسية لفرع الشركة بمصر وزيادتها بشكل هائل بعد التعويم لأنه بعد تحرير سعر الصرف جعل تكلفة الخدمات وتنفيذ المشروعات المصدرة للخارج تنافسية مقارنة بباقى وحدات الشركة بدول أخرى ما ساهم فى توسيع الأعمال وزيادة المشروعات التى يمكن تنفيذها وبالتالى ساهم فى زيادة أعداد العاملين وخلق فرص عمل جديدة.
وأوضح أن الشركة تقوم بالتوسع فى أعمالها والخدمات المقدمة سواء بزيادة أعداد العاملين أو من خلال زيادة أنواع الخدمات التى نصدرها للخارج من خلال المراكز التابعة لنا بمصر.
أضاف طلعت: لدينا ثقة كبيرة فى السوق المصرى نظرا لكبر حجم السوق وتنوعه الذى يجعله دائما سوقاً جاذباً ومليئاً بالفرص الاستثمارية بغض النظر عن أى ظروف معرقلة تحيط به لفترات مؤقتة، فهناك ما يقرب من 90 مليون مواطن فى حاجة إلى مختلف الخدمات ما يجعله سوقاً مليئاً بالفرص الاستثمارية.
كما أن السوق المصرى واعد جداً وقادر على النمو بالرغم من الصعوبات، وتعد قطاعات الصحة والتعليم والطاقة والأمن سواء الشخصى أو السيبرانى من أبرز القطاعات الواعدة وبها فرص للنمو اعتماداً على تكنولوجيا المعلومات وكذلك هناك فرصة للنمو فى القطاعات المتعلقة بالخدمات حيث تسعى الحكومة حالياً إلى تحسين الخدمات المقدمة اعتماداً على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ما يزيد من كفاءة الخدمات ويقلل من تكلفتها، إضافة إلى القطاع الصناعى الذى تعمل الدولة على زيادة القدرة التنافسية بالصناعة لدعم التصدير وكذلك الزراعة اعتمادا على تكنولوجيا المعلومات لزيادة الانتاجية وتحسين الجودة.
تابع طلعت: طوال فترة تواجدنا فى السوق المصرى تمكنا من فهم متطلبات السوق المصري، فعند تراجع القوة الشرائية لا يحدث توقف عن الانفاق وانما يتم إعادة ترتيب الأولويات وهو ما يقوم به عملاؤنا ونحن نتفهمه جيدا نتيجة خبرتنا بالسوق المصري، ما يجعلنا نوفر المنتجات والحلول المناسبة للسوق المصرى.
أشار إلى أن أبرز ملامح استراتيجية الشركة هو العمل على زيادة توسعاتنا بالسوق المحلي، فنظرة الشركة الأم للسوق المصرى أنه سوق واعد يجب التوسع فيه.
وأكد على التركيز على دعم عملائنا فيما يواجهونه من اﻷوضاع الاقتصادية الحالية وذلك اعتمادا على تكنولوجيا الحلول الحديثة مثل الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعى و«Blockchain» وهى تكنولوجيا مخلخلة ستغير شكل العمل بالقطاع المصرفى والتعاون التجارى ونحن نعمل على جلبها للسوق المصرى ودعم عملائنا بها.
وأوضح أن «Blockchain» هى تكنولوجيا تلغى الوساطة فى النظام المالى فهو حل تكنولوجى يعمل على توحيد السجل المالى للمتعاملين بين جميع الأطراف ما يتيح القدرة على التبادل التجارى وتنظيم المدفوعات بشكل أسهل وأسرع وأقل تكلفة، وحاليا نعمل على التشاور حول استخدام هذا الحل التكنولوجى مع جهات مصرفية بالسوق المصري.
وأضاف أن الشركة تمتلك العديد من الحلول المهمة مثل الحوسبة السحابية والتى تمنح مستخدميها مميزات كبيرة خاصة للشركات المتوسطة والصغيرة والشركات غير العاملة بقطاع تكنولوجيا المعلومات فمن خلال الحوسبة السحابية يمكن للشركات إدارة وتنظيم عملها اعتمادا على تكنولوجيا المعلومات.
بالإضافة إلى ذلك الأمن السيبرانى هو الآخر من الحلول المرشحة للنمو وهو حل مكمل لحل الحوسبة السحابية فمع ازدياد أهمية البيانات ظهر دور الأمن السيبرانى فى تأمين تلك البيانات.
كذلك الذكاء الاصطناعى من الحلول المرشحة للنمو، فالتكنولوجيا الحديثة تسمح للأجهزة باكتساب خبرة مثلها مثل الإنسان فيما يعرف بالحوسبة الادراكية، وحلول إنترنت الأشياء مرتبطة هى الأخرى بالحوسبة الادراكية فكل الأجهزة اصبحت تختزن البيانات ما يزيد الطلب على حلول تحليل البيانات.
لفت إلى أنه يمكن الاستفادة بتلك الخدمات فى عدة محاور مثل «رفع كفاءة الخدمة وتحسينها للمواطن سواء صحية أو تعليمية، مكافحة الفساد عن طريق فصل مقدم الخدمة عن المتلقى اعتماداً على تكنولوجيا المعلومات، ترشيد استخدام موارد الدولة وتحسين إدارتها، الأمن الشخصى والأمن السيبرانى» كلها محاور يمكن لتكنولوجيا المعلومات أن تساهم فيها.
وكشف طلعت عن التعاون مع وزارة الاتصالات من أجل ميكنة وتطوير العمل فى العديد من الهيئات الحكومية من خلال العديد من الحلول التكنولوجيا وأهمها حلول تحليل البيانات.
أضاف أن نمو الاقتصاد يقوم على نوعين من المشروعات أحدهما عملاق مثل العاصمة الإدارية الجديدة والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس والنوع الآخر المشروعات الصغيرة والمتوسطة والتى تتميز بقدرتها على خلق فرص عمل كبيرة وبشكل سريع وتكوين بنية اقتصادية قوية ومرتكزة يمكنها أن تواجه الظروف الاقتصادية الطارئة التى قد تمر بها الدول، ونجاح المشروعات الصغيرة والمتوسطة لن يحدث بدون الاعتماد على تكنولوجيا المعلومات مثل حلول الحوسبة السحابية والحوسبة الادراكية، ولذلك فإن IBM مهتمة بدعم ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وفى إطار دعمها لهذا القطاع وقعنا اتفاقية مع جامعة القاهرة ممثلة فى كلية اقتصاد والعلوم السياسية بالتعاون مع أحد البنوك ومنظمة مجتمع مدنى لإطلاق أول حاضنة لرواد الأعمال بجامعة القاهرة، ومن خلال الاتفاقية سندرب رواد الأعمال على أحدث التكنولوجيات وتعليمهم استخدامها فى مشروعاتهم وتعليمهم كيفية استخدام التكنولوجيا فى إدارة مشروعاتهم ودورها فى تقليل التكلفة وإدارة الموارد بشكل اكثر كفاءة وأيضا سنوفر أحدث برمجيات IBM ومنصاتها السحابية BlueMix للفرق المشاركة بالحاضنة والتى تساعد هذه الفرق فى تطوير مشروعاتها وتطوير تطبيقات متعددة على أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية، وسيبدأ تدريب أول دفعة من شباب رواد الأعمال فى سبتمبر المقبل.
ووقعت شركة «IBM مصر» منذ عام مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «ايتيدا» مشروع لاستضافة شركات تكنولوجيا المعلومات الصغيرة والمتوسطة على السحابة الحوسبية لـ IBM وتشجيع هذه الشركات على بناء وتطوير تطبيقاتها اعتمادا على حلول IBM، ونقدم دعم لهذه الشركات بتكنولوجيات ما يصل قيمته 120 الف دولار سنويا للشركة الواحدة حتى تتمكن الشركة من تنفيذ مشروعات بنفسها باستخدام حلول IBM.
وأشار إلى الدور الذى تلعبه الشركة فى العاصمة الإدارية الجديدة، حيث إنها أول مدينة ذكية بمصر وذلك سيكون اعتمادا على التكنولوجيا حيث من المفترض ان تدار كافة مرافق المدينة عبر الحلول التكنولوجية وهذا سيسهم فى ترشيد استهلاك الموارد وتحسين الخدمات وهو امر حتمى يمكن تعميمه مستقبلا فى جميع المؤسسات بالدولة والقطاع الخاص ولا سيما فى ظل التحديات الاقتصادية الحالية.
أعلم أن هناك خططاً فى هذا الإطار من جانب الدولة لتكون أول مدينة ذكية بمصر، وتواصلنا مع الجهات المسئولة عن تنفيذ مشروع العاصمة الإدارية لتقديم ما لدينا من حلول تكنولوجيا وخبرات.
أضاف أن أبرز الحلول التى نقدمها للحكومة فى الفترة الحالية تحليل البيانات هو الحل الذى نركز عليه خلال الفترة الحالية للتعاون مع الحكومة المصرية بمختلف الجهات، والتى يمكن توظيفها بشكل جيد فى ترشيد استهلاك موارد الدولة ومكافحة التهرب الضريبى وايصال الدعم لمستحقيه ومعرفة احتياجات السوق من مهارات وخبرات.
وكشف عن الحلول التكنولوجية التى تسعى لتقديمها للقطاعين التعليمى والصحى ومنها تحليل البيانات يمكن توظيفها بشكل جيد للقطاع الصحى وكذلك قطاع التعليم حيث تنتج هذه التكنولوجيا مؤشرات تساعد متخذ القرار، وهناك حلول أخرى لقطاع التعليم مثل التعليم عن بعد ومن خلال شبكات التواصل الاجتماعى المتخصصة فى التعليم وكذلك حلول التعليم الذكى والتى تعتمد على الحاسبات اللوحية بدلاً من الكتب ونحن على تواصل مع وزارة التربية والتعليم والجامعات والمدارس الخاصة للاستفادة بحلولنا.
وبيَّن أن الشركة تعمل على المساهمة فى تحقيق رؤية التنمية المستدامة 2030 من خلال عدة محاور عبر مراكزنا بمصر والتوسع بها ما يساعد على خلق فرص عمل وزيادة قدرة مصر على تصدير الخدمات ولا سميا الخدمات الابداعية، فمراكزنا فى مصر تقدم الخدمات لأسواق المنطقة العربية وأفريقيا وبعض الأسواق الأوروبية وأمريكا الشمالية.
كذلك نعمل على تنمية كوادر بشرية ما يسهم فى تحقيق التنمية المستدامة لمصر، وفى هذا الإطار نعمل مع العديد من الهيئات الاكاديمية لتدريب الكوادر على تكنولوجيا المعلومات، والعام الماضى وقعنا على اتفاقية مع المجلس الأعلى للجامعات العام الماضى لتدريب طلبة فى أكثر من 30 جامعة مصرية على كيفية الاستفادة من التكنولوجيا فى مجال عملهم، وفى خلال العام الماضى قمنا بتدريب أكثر من خمسة آلاف كادر.