تراجع الاستثمار فى صناعة السيارات بالمملكة المتحدة إلى 322 مليون جنيه استرلينى فقط، خلال النصف الأول من العام الحالي، فى إشارة إلى أن الشركات تقوم بتأخير أو إلغاء الإنفاق قبل مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، أن الاستثمار فى صناعة السيارات داخل المملكة المتحدة بلغ 1.66 مليار جنيه استرلينى العام الماضى بعد تراجعه من 2.5 مليار جنيه استرلينى فى 2015، إذ إن شركات صناعة السيارات ومورديها أخرت الاستثمار غير الضرورى بعد استفتاء يونيو الماضي.
ولكن يبدو أن الاستثمار، انخفض أكثر فى الأشهر الستة الأولى من 2017 وفقا للأرقام التى جمعتها جمعية صناعة السيارات وتجار الصناعة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا ما تراجع الاستثمار بنفس هذه المستويات فى النصف الثانى من العام، فإن إجمالى الإنفاق السنوى على صناعة السيارات فى المملكة المتحدة سيتقلص بأقل من نصف المبلغ المستثمر فى العام الماضى بقيمة تبلغ 644 مليون استرلينى.
وجاء تراجع الاستثمار بأكثر مما كان متوقعا، مع عدم اتخاذ شركات صناعة السيارات الكبرى قرارات الإنفاق على نماذج جديدة فى النصف الأول من هذا العام.
وقال مايك هاويس، الرئيس التنفيذى لجمعية صناعة السيارات إن عدم اليقين المرتبط بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى يعرقل عملية الاستثمار، فهذه الصناعة تحتاج إلى مزيد من اليقين.
وطالبت جمعية صناعة السيارات بإبرام اتفاق مؤقت للمملكة المتحدة للبقاء فى الاتحاد الجمركى، يسمح لبريطانيا بتسوية الصفقات التجارية الشاملة مع الاتحاد الأوروبى محذرة من أن مغادرة بريطانيا للاتحاد الجمركى والسوق الموحدة فى عام 2019 سيضر صناعة السيارات بشكل دائم.
جاء ذلك بعد أن شهدت صناعة السيارات البريطانية نهضة فى السنوات الأخيرة مدفوعة بالاستثمارات الدولية وتسجيل مبيعات قياسية للسيارات فى جميع أنحاء أوروبا.
وارتفع إنتاج السيارات فى بريطانيا إلى 1.7 مليون سيارة فى 2016. لكن خلال الأسبوع الماضى ذكرت جمعية مصنعى السيارات هناك، أن إنتاج السيارات البريطانية انخفض بنسبة %10 تقريبا فى مايو، مقارنة بأرقام العام الماضى وهو ثانى شهر من الانخفاض على أساس سنوي.
وأوضحت الصحيفة أن تصويت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، العام الماضى ألقى قرارات الاستثمار المستقبلية من قبل الشركات العالمية فى المملكة المتحدة إلى حالة من عدم اليقين.
وأعلنت شركة «بى ام دبليو» مؤخرا، انها قد تبدأ فى صناعة سياراتها الكهربائية خارج المملكة المتحدة، مشيرة إلى أن الخروج من الاتحاد الأوروبى يخلق شكوكاً لقطاع السيارات بشكل عام وبالنسبة للمستثمرين فى الخارج على وجه الخصوص.
وأضافت الشركة الألمانية أن حالة عدم اليقين ليست مفيدة عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرارات استثمارية تجارية طويلة الأجل.