%42 زيادة متوقعة فى نقدية أكبر سبع شركات خام أوروبية
بدأت شركات البترول الكبيرة هزيمة التراجع بأسواق الخام فى الوقت الذى يستكشف فيه القطاع طرق توليد الأرباح بأسعار أقل.
وأوضحت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن المحللين يتوقعون تضاعف أرباح شركات «إكسون موبيل»، و«رويال داتش شل»، فى الربع الثانى من 2017 مقارنة بالعام الماضى، وبذلك سوف تتفوق على مكاسب خام برنت خلال نفس الفترة بنسبة 8%.
كما توقع المحللون وفق التقديرات التى جمعتها «بلومبرج».
عودة شركة «شيفرون» لتحقيق الأرباح، بجانب تسجيل الشركة الفرنسية «توتال» ثالث ربع على التوالى من المكاسب.
وتسعى كبار الأسماء بعالم البترول العيش فى ظل أسعار الخام التى تبلغ 50 دولارًا للبرميل، ويركز معظم المدراء التنفيذيين على الحفاظ على ربحيتهم خلال فترة ركود الأسعار التى يتوقعون استمرارها حتى نهاية العقد على الأقل.
ولم يكافئ المستثمرون المنتجون على تدابير تخفيض التكلفة حتى الآن، ولكن ربما يتغير ذلك عندما تبدأ التدفقات النقدية فى الازدياد.
وقال بوب دادلى، المدير التنفيذى لشركة «بى بى» فى اسطبول الشهر الجارى: «ينبغى أن نظل منضبطين للغاية بشأن الإنفاق وألا نفترض ارتفاع الأسعار، وتبدو سنوات ارتفاع الأسعار فوق 100 دولار للبرميل وكأنها انحراف عن الطبيعى، واعتدنا على صنع أرباح عند 40 دولاراً للبرميل، كما اعتدنا على صنعها عند 25 دولاراً للبرميل.
وقال أوزوالد كلينت، محلل فى شركة «ستانفورد بينشتاين»، إن أكبر سبع شركات بترول أوروبية حققت نقدية أعلى بنسبة 42% خلال الربع الثانى من 2016 مقارنة بالعام الماضى، وهو ما سيغطى بشكل كاف توزيعات الأرباح والنفقات الرأسمالية.
ويتوقع كلينت، أن تظل أسعار البترول عند مستوى 50 دولارًا للبرميل العام الجارى والمقبل.
وقال إنه خلال الربعين أو الثلاثة أرباع القادمة يتعين على المنتجين توليد ما يكفى من النقدية للتخلص التدريجى من توزيعات الأرباح فى صورة أسهم، وهذا من شأنه منع المزيد من التراجع فى قيمة الأسهم ويمهد الطريق لعمليات إعادة الشراء.
وأظهرت بيانات وحدة الاستخبارات فى «بلومبرج» أن شركة «توتال» ثانى أكبر شركة للبترول فى أوروبا، تستطيع تغطية جانب النقدية من توزيعات الأرباح إذا ظلت أسعار البترول عند 50 دولارًا للبرميل العام الجارى.
وغطت «أكسون» و«شل» توزيعاتهما من عمليات الربع الأول عندما كانت أسعار خام برنت دون 55 دولارًا للبرميل بقليل.
ولم تتمكن شركة «بى بى» من تغطية توزيعات الأرباح فى الثلاثة أشهر المنتهية فى مارس، ولكن قال برايان جاليفارى، المدير المالى لـ«بى بى»، إن الشركة ستتمكن من فعل ذلك العام الجارى إذا ظلت الأسعار ما بين 50 و55 دولارًا للبرميل.
وكانت أسعار خام برنت فى جلسة أمس الأربعاء بتوقيت 12.59 مساءً فى بورصة سنغافورة 50.60 دولار للبرميل.
ورغم تخفيض مليارات الدولارات من الاستثمارات الرأسمالية، يمضى المنتجون قدماً فى المشروعات التى بدأوها قبل تراجع الأسعار، بما فى ذلك مشروعات «بى بى» فى بحر الشمال، و«إينى» فى أفريقيا.
ومن المتوقع أن يرفع القطاع نفقاته بقدر متواضع فى مشروعات إنتاج واستكشاف البترول والغاز العام الجارى، بعد تراجع الإنفاق بنسبة 44% ما بين 2014 و2016، وفقاً لأحدث تقديرات وكالة الطاقة الدولية.
وقال فيليب شلادك، محلل فى وحدة استخبارات «بلومبرج»: «رغم أن التكاليف قد تبدأ بالارتفاع مجدداً مع التعافى البطئ والتدريجى فى الاستثمار، فإن أجزاء كبيرة من التوفير فى التكلفة ستكون هيكلية وستظل كذلك».
أضاف أن تخفيض التكاليف لم يكن فقط فى جانت الابتكارات التكنولوجية وإنما من التعديلات الإدارية مثل إعادة دراسة المشروعات الجارية.
ولا يزال المستثمرن قلقون، خاصة أن أسعار برنت تقترب من 50 دولارًا للبرميل أى حوالى نصف مستواها منذ 3 سنوات رغم مجهودات «أوبك» لتعزيز الأسعار من خلال تقليص الإنتاج.
وأظهرت بيانات جمعتها وكالة أنباء «بلومبرج» أن مؤشر «مورجان ستانلى كابيتال انترناشونال إن سى أى إس» لقطاع الطاقة العالمى تراجع بنسبة 9% العام الجارى.
وفقدت الـ90 شركة التى تشكل المؤشر مجتمعة 218 مليار دولار من قيمتها السوقية، وتراجعت أسهم أكبر 5 شركات – أكسون، شل، شيفرون، توتال، بى بى – بأكثر من 10%.
ومع ذلك، كانت أرباح القطاع خلال الربع الأول الأفضل فى عامين عندما بدأت آثار تخفيض التكلفة تظهر، وهذا مهد الطريق لاستيعاب أن اتفاق «أوبك» لتخفيض الإنتاج لم يقضى على التخمة العالمية من المعروض بالسرعة التى توقعها مصدرو الخام بقيادة السعودية.
حتى أن مد التخفيضات حتى مارس 2018 لم يتمكن من دعم الأسعار ومنع البنوك بما فى ذلك «جولدمان ساكس»، و«بى إن بى باريبا» بتخفيض توقعاتها لأسعار البترول.