إعادة تدوير الأجهزة القديمة لمواجهة مخاطر المواد السامة
75% من المعدات الكهربائية القديمة تخزن فى البيوت الأمريكية
تزداد المخلفات الإلكترونية، ومع هذه الزيادة تزداد الحاجة إلى برامج فعالة لإعادة تدويرها حيث يتطلع الناس على وجه السرعة للحصول على معلومات عن إعادة تدوير التلفزيون وإعادة تدوير الكمبيوتر وغيرها من المشروعات التى ستساعدهم على التخلص بشكل مسئول من المعدات غير المرغوب فيها مع التقليل من أى خطر معلوماتى أو سرقة هوية.
ولا شك فى أن الأجهزة الرخيصة الجديدة قد حققت للمجتمع فوائد هائلة غير أن هذا النمو الهائل فى صناعة الإلكترونيات أدى إلى تصاعد سريع فى مسألة التخلص من النفايات الإلكترونية.
وتلقى هذه المسألة اهتماماً متزايداً من جانب صانعى السياسات والقطاع والمستهلكين على سواء وهذا هو الخبر السار لأن العديد من المستهلكين لايزالون غير مدركين لأهمية وكيفية التخلص بأمان من أجهزة الكمبيوتر القديمة، والهواتف الذكية أو الأجهزة الإلكترونية الأخرى.
ووفقاً لأحدث البيانات لايزال يتم تخزين ما يقرب من 75% من الإلكترونيات القديمة فى البيوت بسبب عدم توافر خيارات إعادة التدوير مريحة.
وتشمل النفايات الإلكترونية أو الخردة الإلكترونية مواد مثل أجهزة الكمبيوتر القديمة واجهزة الكاسيت والتلفزيون والهواتف المحمولة، ويمكن فى كثير من الأحيان تجديد هذه المواد أو إعادة تدويرها، ولكن كمية كبيرة لاتزال تجد طريقها إلى مستودعات القمامة، حيث ان معدلات إعادة التدوير منخفضة جداً جنباً إلى جنب مع النمو السريع فى استخدامها، ورغم التطور النسبى فى معدلات إعادة التدوير مؤخرا فلا تزال غير كافية.
على سبيل المثال، فى عام 2009، ذكرت وكالة حماية البيئة الأمريكية أن 8% فقط من الهواتف المحمولة أعيد تدويرها بالوزن، إلى جانب 17% من أجهزة التليفزيون، و30% من أجهزة الكمبيوتر داخل الولايات المتحدة.
وتأتى أهمية إعادة تدوير الإلكتروينات من أنها مصدر غنى للمواد الخام على الصعيد الدولى حيث يتم حاليا، استرداد مابين 10 و15% فقط من الذهب الموجود فى النفايات الإلكترونية بنجاح فى حين يتم فقدان البقية، ومن المفارقات أن النفايات الإلكترونية تحتوى على رواسب من المعادن الثمينة يقدر أنها تتراوح بين 40 و50 مرة أكثر ثراء من الخامات المستخرجة من الأرض، وفقاً لتقرير صادر عن الأمم المتحدة.
كما أن الإلكترونيات فاقمت ازمة ادارة النفايات الصلبة بفضل النمو الهائل فى هذه الصناعات، فضلاً عن أن هذه الأجهزة الحديثة تتميز بأن لها دورة حياة منتج قصيرة، مما أدى إلى تصاعد سريع فى توليد النفايات الصلبة.
ويرى تقرير لموقع ذى بالنس أن من أهم اسباب تصاعد الاهتمام بتدوير النفايات الإلكترونية وجود المواد السامة، نظراً لأن الأجهزة القديمة تحتوى على مواد مثل الرصاص والزئبق والكروم، مما يجعل المعالجة الصحیحة ضروریة لضمان عدم إطلاق هذه المواد فى البيئة، وقد تحتوى أيضاً على معادن ثقيلة أخرى ومثبطات لهب كيميائية سامة محتملة.
ونظرا للاهتمام المتاخر بهذه القضية فان الحركة الدولية باتجاه النفايات الخطرة غير خاضعة للرقابة ولذلك فالبلدان ذات العمالة الرخيصة، والتى تدخل فى برامج إعادة التدوير تعرض سكانها لمخاطر صحية بسبب المواد السامة التى لاتزال تثير قلقاً كبيراً بين الخبراء.
ويمكن للمستهلكين الآن الحصول على فرص منوعة لإعادة التدوير، اعتماداً على المكان الذى يعيشون فيه فالتفكير من حيث التسلسل الهرمى فى إعادة تدوير الإلكترونيات يعنى أن الخيار الأفضل هو التبرع بمعدات الكمبيوتر التى يمكن تجديدها أو إعادة استخدامها كما هى شريطة أن يتم مسح المعلومات الشخصية من الأجهزة، وتشمل فرص إعادة التدوير الأخرى مراكز إعادة تدوير الإلكترونيات المصرح بها، وفعاليات إعادة تدوير الإلكترونيات.
بالإضافة إلى ذلك، هناك برامج أخرى متاحة لمساعدة المستهلكين مع إعادة تدوير الهواتف المحمولة والبطاريات، مثل برنامج «كول توريسيل» فى الولايات المتحدة.
ويرى المراقبون أنه يجب اصدار تشريعات صارمة لحظر القاء النفايات الإلكترونية فى سلة المهملات مع مراعاة نوع الجهاز والمكان وهو أمر ملح حتى فى المجتمعات أو المدن التى لديها سياسات تحظر النفايات الإلكتروية، لكن لا تطبق جيداً، مما يستدعى الاعتماد بشكل أكبر على استخدام متطوعين فى مجال إعادة التدوير معتمدين من خلال برامج طوعية لضمان الالتزام بإعادة التدير المسئول.