تجار: الأسعار استقرت بعد زيادات 50% على نهاية العام الماضى
رفعت الأسر المصرية شعار «التسوق الجماعى» لمواجهة ارتفاع أسعار الأدوات المكتبية، من خلال اشتراك أكثر من أسرة فى شراء احتياجتهم للموسم الدراسى الجديد، بالجملة، للاستفادة من انخفاض أسعارها عن «التجزئة».
وبدأ تجار الأدوات المكتبية والمستوردون، تجهيز مكتباتهم لاستقبال العام الدراسى مبكراً.
قال أحمد أبوجبل، رئيس شعبة الأدوات المكتبية ولعب الأطفال بغرفة القاهرة التجارية، إن أسعار الأدوات المكتبية ارتفعت خلال الموسم الدراسى الحالى، مقارنة بالموسم الماضى بنسب تصل إلى 50% على جميع المستويات.
أضاف: «مقارنة أسعار مستلزمات العام الدراسى الحالى يجب أن تتم مع أسعار مستلزمات التيرم الثانى من العام الدراسى المنقضى وليس ببدايته، خصوصاً أنهما ارتبطا بالقرارات الاقتصادية ومنها تعويم الجنيه، وارتفاع أسعار المواد البترولية مرتين، ما أدى لارتفاع الأسعار».
وأشار إلى أن معروض الأدوات المكتبية، حالياً، بعضه متبقيات الموسم الدراسى الماضى فى حين دخلت بعض الشحنات التى تعاقد عليها المستوردون، السوق مؤخراً، متوقعا رواجاً فى المبيعات عقب إجازة عيد الأضحى الذى تنشغل حالياً معظم الأسر المصرية بتدبير نفقاته.
وقال رشاد العشرى، عضو شعبة الأدوات المكتبية، إن الطلب على الأدوات المكتبية كان يبدأ فى النصف الثانى من شهر أغسطس، لكن تزامن موسمى الأضحى والمدارس سيؤخر ذلك لبعض الوقت.
أوضح «العشرى»، أن معظم الأدوات المكتبية يتم استيرادها من الصين، وإندونيسيا بجانب الإنتاج المحلى، الذى تصل نسبته فى الكراسات والكشاكيل إلى 80%، فى حين يتم استيراد نحو 50% من الأقلام الرصاص والجاف.
وقالت فاطمة على، ربة منزل، إنها حفزت جاراتها على كتابة قائمة باحتياجات أبنائها وشرائها مجمعة قبل بداية العام الدراسى، للاستفادة من فارق الأسعار بين التجزئة والجملة.
أوضحت فاطمة، أن المنافسة بين عدد كبير من المحال فى منطقة واحدة يجعلهم يطرحون أسعاراً مناسبة بعض الشىء مقارنة بالمناطق الأخرى.
أضاف محمد على، صاحب مكتبة بمنطقة الفجالة، أن أسعار الجملة تقل بنحو جنيه أو جنيهين بالنسبة للكشاكيل والكراسات العادية، فى حين ارتفعت الأسعار الموسم الحالى.
وبمقارنة الأسعار الحالية بأسعار الفصل الدراسى الثانى من العام الماضى، وجدت «البورصة» فى جولتها، أن أسعار الكشاكيل (فئة 60 ورقة) تتراوح بين 20 و22 جنيهاً للدستة، مقابل 15 و17 جنيهاً بزيادة تصل إلى 33 و29%.
كما تراوحت أسعار (فئة 80 ورقة) بين 26 و28 جنيهاً للدستة، مقابل 20 و22 جنيهاً، بزيادة 30 و27%.
أشار على، إلى أن الزيادة ليست كبيرة بعد تضاعف أسعار صرف الدولار بأكثر من 100% إثر قرار تعويم الجنيه الصادر فى نوفمبر من العام الماضى.
أضاف أن المادة الخام اللازمة لإنتاج الأدوات المكتبية خصوصاً الكراسات والكشاكيل مستوردة بنسبة كبيرة، لكن السوق يحاول الإبقاء على الأسعار منخفضة قدر الإمكان لمواجهة الركود.
وقال: «الأسعار مُستقرة منذ 3 أشهر. وانعكس هذا على حركة السوق، التى زادت نسبياً بعد نفاد مخزون تجار التجزئة وعودتهم للشراء من الفجالة».
وأوضح أن الأدوات المكتبية ليست سلعة يسهل الاستغناء عنها خصوصاً فى الفصل الدراسى الأول بخلاف الفصل الثانى، الذى تلجأ فيه غالبية الأسر للاعتماد على متبقيات الفصل الأول.
وأشار إلى أن ارتفاع موارد الدولة الدولارية، سهل عملية الاستيراد، وبالتالى انتظام حركة العمل فى السوق، وسجل احتياطى النقد الأجنبى بالبنك المركزى خلال شهر يوليو الماضى أعلى مستوى له منذ 2010، ليصل إلى 36.36 مليار دولار.
وارتفعت متوسطات أسعار (كراس السلك) لتُسجل (فئة 80 ورقة) 15 جنيهاً، و(100 ورقة) نحو 17.5 جنيه، و(140 ورقة) نحو 22.5 جنيه مقابل 10 و12 و17 جنيهاً بزيادات تصل إلى 50 و48.8 و37% على التوالى.
وقال طُلبة محمد، صاحب مكتبة بالفجالة، إن أسعار المقالم ومبردات المياه، وعلب حفظ الأطعمة، هى الأكثر ارتفاعاً العام الحالى؛ بسبب ارتفاع أسعار البلاستيك كمادة خام لازمة للإنتاج.
أضاف أن 50% من المعروضات مخزونة من العام الماضى، مبرراً بيعها بأسعار مرتفعة بأنه ليس جشعاً؛ لأن تكلفة تشغيل المحل العام الماضى كانت أقل. كما أن بطء حركة دوران العمل لا يمكن تحمله دون زيادات جديدة.
وتراوحت أسعار حافظات الأقلام بين 10 و60 جنيهاً للمفردة، وعلب حافظ الأطعمة (lunch box) بين 15 و80 جنيهاً للمفردة. وتتفاوت الأسعار باختلاف الجودة والحجم.
وتحدث محمد طارق، صاحب مكتبة، موضحاً أن السوق كان بوسعه الاستفادة أكثر من استقرار سعر الصرف والدولار الجمركى، لكن اقتصار الإنتاج على 20 مصنعاً محلياً فقط، والتوجه لاستيراد النسبة الأكبر من الاحتياجات سبب جزءاً من زيادات الأسعار.
أشار إلى أن قرار وزارة الصناعة الخاص بتحجيم الاستيراد الصادر فى 2015، تسبب فى تراجع حجم الواردات، خصوصاً أن المستوردين كانوا يتعاقدون على البضائع من أسواق ومصانع بتكلفة متدنية تناسب المستهلك المصرى.