تسيطر حالة من الضبابية على محال بيع المنتجات الجلدية، من أحذية وشنط، وسط تخوفات من استمرار الركود الذى يعانى منه القطاع وعدم الاستفادة من موسمى العيد والمدارس.
وفى جولة لـ«البورصة» على عدد من المحال، رصدت حالة من التخوف رغم أن موسم المدارس هو الأهم للقطاع.
وأرجع الباعة تلك التخوفات إلى ضعف القدرة الشرائية للمستهلك فى ظل الارتفاع الكبير للأسعار العام الحالى.. الأمر الذى يدفع المشترين إلى الاعتماد على إصلاح وإعادة تأهيل منتجات العام الماضى خصوصاً الشنط المدرسية.
قال تامر عبدالناصر، تاجر شنط بمنطقة وسط البلد، إن الموسم الرسمى لشراء الشنط ينحصر فى الأسبوعين السابقين على بدء العام الدراسى، فى حين أن المبيعات شبه منعدمة طوال العام.
وأوضح عبدالناصر، أن سعر الشنط الجلد والبوليستر ارتفعت من 115 جنيهاً العام الماضى إلى 170 جنيها العام الحالى بنسبة زيادة تصل إلى 47%.
وتراوحت أسعار الشنط لمرحلة «الحضانة» بين 55 و115 جنيهًا، مقابل 35 و80 جنيهًا الموسم الماضى، وبين 150 و480 جنيهاً لمراحل الإعدادية، والثانوية، والجامعات، وتختلف الأسعار وفقاً للحجم والخامة.
أوضح عبدالناصر، أن الإقبال يتركز على الشنط ذات الجودة المتوسطة والتى تباع بسعر 150 و170 جنيهاً، نظرًا لأنها تؤدى الغرض منها وأسعارها مناسبة لشريحة كبيره من المستهلكين.
وارتفعت أسعار الشنط المدرسية المستوردة بنحو 50% العام الحالى لتتراوح بين 70 و250 جنيهاً، مقابل 35 و180 جنيهًا العام الماضى.
قال حنا جورج، تاجر شنط وأحذية فى الفجالة، إن حالة الركود التى يمر بها قطاع المنتجات الجلدية بصفة عامة دفعت التجار إلى تخفيض الكميات التى يحصلون عليها استعداداً للعام الدراسى الجديد.
وأشار جورج، إلى أن معظم التجار يتخوفون من اعتماد أولياء الأمور على منتجات العام الماضى خاصة الشنط المدرسية التى لا يتم استخدامها بمجرد انتهاء الدراسة، وبالتالى يمكن إصلاحها واستخدامها مرة أخرى العام الحالى، الأمر الذى يهدد بمزيد من الركود.
ولفت تامر صديق، تاجر بمنطقة الفجالة، إلى أن أزمة العملة الصعبة التى مر بها السوق، هى السبب الرئيسى فى ارتفاع أسعار الشنط المستوردة.
واضاف أن زيادة أسعار المنتجات المحلية جاءت أيضًا مدفوعة بارتفاع تكاليف الإنتاج والأيدى العاملة والنقل، وهو ما أوصل السوق لهذه الحالة.
وبلغ متوسط سعر الشنطة الجينز 150 جنيهًا مقابل 100 جنيه العام الماضى، والكتان 130 جنيهاً مقابل 85 جنيهًا، وارتفعت أسعار شنط الأطفال ذات الرسم البارز إلى 320 جنيهًا.
على صعيد الأحذية، قال سامى عبدالصمد، تاجر بوسط البلد، إن شراء الأحذية لا يرتبط بموسم معين فقط.. لكن الشراء يرتفع بصورة واضحة فى بعض الأوقات منها اقتراب المدارس.
وأشار إلى أن تزامن عيد الأضحى والمدارس يُفقد المحال مبيعات كبيرة تتخطى 30%، ورواج الأحذية حاليًا قد يكون ضعيف نسبيًا، بسبب كثرة المناسبات التى يمر بها المستهلك.
وأوضح أن العديد من الأسر، قد تعتمد على مشترواتها فى عيد الفطر الماضى، عندما كانت الأسعارً أقل من الحالية بعد الخصومات التى طرحتها المحال.
لفت إلى أن بعض المحال فى عيد الفطر، طرحت تخفيضات تصل إلى 30%، وعادت الأسعار للارتفاع بأكثر من تلك النسبة بعد التغيرات التى طرأت على المحروقات وتطبيق القيمة المضافة.
وارتفعت أسعار الأحذية بأكثر من 100% حاليًا، مقارنة بأسعار العام الماضى، إذ ارتفع سعر الحذاء الجلد ليتجاوز 300 جنيه فى المتوسط مقابل 140 و150 جنيهًا العام الماضى.
أضاف محمد سليم، تاجر أحذية، أن ارتفاع أسعار الأحذية أوجد فى السوق منتجات رديئة وسريعه التلف لا تتناسب مع طلاب المدارس.. لكن أولياء الأمور يلجأون إليها مجبرين.
وأشار إلى أن سعر الحذاء الردئ العام الماضى لم يكن يتخطى 50 جنيها.. لكنه ارتفع العام الحالى فوق 90 و100 جنيه بحسب المنطقة.