قالت مؤسسة “شيب آند بونكر” الدولية، إنه إذا أرادات منظمة أوبك أن تحافظ على مستوى أسعار النفط ما بين 50 و60 دولارا يجب ألا تغمض العين عن مستويات المعروض النفطي وأن تتمسك بسياسات تقييد الإنتاج ربما لعدة سنوات مقبلة.
وانتقدت مؤسسة “شيب آند بونكر” الدولية في تقرير لها التقديرات المتناقضة لوكالة الطاقة الدولية، مشيرة إلى أن الوكالة أعلنت أن سوق النفط ستعود لحالة التوازن وستهبط المخزونات إلى المستوى المتوسط في خمس سنوات بحلول أوائل العام المقبل، وبعدها قالت الوكالة إن مهمة منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” صعبة للغاية في التخلص من تخمة المعروض في السوق وأنها لا ترى مدى زمنيا قريبا للوصول إلى هذا الهدف.
تقديرات إيجابية
وأفاد التقرير الذي نشرته صحيفة الاقتصادية السعودية اليوم الخميس 17 أغسطس 2017، بأن تقديرات الوكالة الإيجابية أكثر دقة وموضوعية خاصة ما أطلقته أخيرا من توقعات بشأن النمو الجيد في مستويات الطلب على النفط سواء في العام الحالي أو العام المقبل كما أنها رصدت سحبا سريعا في المخزونات النفطية في احتياطيات دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بما يبشر بتوازن قريب في السوق بحلول العام المقبل.
وتترقب السوق اجتماعا فنيا جديدا في فيينا الإثنين المقبل بمشاركة خبراء وتقنيين من دول “أوبك” وخارجها ويبحث سبل تفعيل اتفاق خفض الإنتاج واستمرار جهود دعم استعادة استقرار السوق وتحسين مستويات الامتثال لاتفاق خفض الإنتاج.
من جانبه يرى يوهان جيرفنبي مدير شركة “إيلينا” للطاقة في فنلندا، أن منظمة أوبك تواجه موقفا حساسا ومعقدا في سوق النفط، مضيفا أنه من المؤكد أن تخفيضات جديدة وتعميقا أوسع لحصص خفض الانتاج ستؤدي لطفرة سعرية للنفط ولكنها ستكون فرصة ذهبية لمنتجي النفط الصخري الأمريكي الذين سيسارعون في رفع مستويات الإنتاج وتعويض هذه التخفيضات بزيادة مستويات امداداتهم وبالتالي سرعان ما سوف تعود السوق مرة أخرى إلى تخمة المعروض وانخفاض الأسعار مجددا.
وتقول تي يتينج مدير التعدين في شركة “أي إيه سنجابور” إن دول أوبك تضحى بالفعل بعائدات ضخمة نتيجة تمسكهم والتزامهم بخفض الإنتاج، ولكن عيون أوبك تنظر إلى مستقبل الصناعة وليس إلى مكاسب وقتية.
النفط الصخري
وأشارت يتينج إلى أن الإنتاج الأمريكي يتربص بتخفيضات “أوبك” ويستفيد من أى انتعاشة ولو محدودة في الأسعار، متوقعة مد العمل بتخفيضات إنتاج دول “أوبك” لما بعد مارس المقبل.
وقال ردولف هوبر المختص في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، إنه في تقديره لو أقدم المنتجون على رفع مستوى خفض الإنتاج إلى ثلاثة ملايين برميل يوميا بدلا من المستوى الحالي – 1.8 مليون برميل يوميا – فسيؤدي ذلك إلى طفرة واسعة وصعود جيد في مستوى الأسعار.