توقع محللون مختصون في قطاع النفط أن تواصل أسعار النفط مكاسبها خلال الأسبوع الجاري، بعد أن اختتمت الأسبوع الماضي على مكسب بنحو 1% في أعقاب الاجتماع الوزاري الناجح للجنة مراقبة خفض الإنتاج بمقر “أوبك” في فيينا.
كما توقع المختصون أن تتلقى الأسعار دعما جيدا في الأسبوع الجاري من تراجع الحفارات النفطية الأمريكية والتفاؤل بانحسار تخمة المعروض، بسبب ارتفاع نسبة مطابقة المنتجين لخفض الإنتاج، مع توقع تمديد العمل بهذا الخفض في الشهور المقبلة مع ضم منتجين جدد.
ويعزز مسيرة تعافي الأسعار تراجع المخزونات الأمريكية والآفاق الإيجابية لنمو الطلب على الخام خلال العامين الحالي والمقبل، بحسب توقعات “أوبك” ووكالة الطاقة الدولية، بما ينبئ بتوازن قريب في علاقة العرض بالطلب في الأسواق الدولية.
من جانبه يتوقع جوي بروجي مستشار شركة “توتال” العالمية للطاقة، أن تواصل أسعار النفط مكاسبها في الأسبوع الحالي بفضل حدوث تحسن جيد ومؤثر في أساسيات السوق، بعدما تغلبت خطة “أوبك” بالتعاون مع المنتجين المستقلين على نسبة كبيرة من الصعوبات السابقة، خاصة في ضوء تراجع المخزونات ونمو الطلب وتقلص الإنتاج الأمريكي المنافس.
وأضاف بروجي في تصريحات نشرتها صحيفة الاقتصادية السعودية اليوم الاثنين 25 سبتمبر 2017، أن تأجيل “أوبك” حسم مد العمل بتخفيضات الإنتاج إلى يناير المقبل يؤكد أن “أوبك” وشركاءها المستقلين لا يريدون استباق الأحداث، وأن تكون كل خطوة جديدة مدروسة بشكل جيد وبعد قراءة متأنية لوضع السوق قبل اتخاذ أي قرار.
وأشار إلى أن تنامي الأسعار يقلل الضغوط على المنتجين في اللجوء إلى مد العمل بتخفيضات الإنتاج.
وتقول شيكاكو أشيجورو عضو الفريق البحثي في شركة “أوساكا” للغاز، إن المنتجين يركزون في المرحلة الحالية على المتابعة الدقيقة لتطورات السوق وفق آليات جيدة ترصد كل من الإنتاج والصادرات بشكل شهري، مشيرة إلى أن اجتماع فيينا الجمعة الماضي ركز على قضية مستوى صادرات الدول المنتجة بشكل أكثر تفصيلا.
وأضافت أشيجورو أن جهود المنتجين تركز أيضا على رفع مستوى الامتثال في تطبيق خفض الإنتاج، وهو ما أدى إلى ارتفاع نسبة المطابقة إلى مستويات غير مسبوقة منذ بدء الاتفاق في يناير الماضي وهي 116%.
وأشارت أشيجورو إلى أن تخمة المعروض تنحسر بالفعل تدريجيا من الأسواق في الوقت الذى لا يزال فيه المنتجون يعكفون على دراسة أنسب استراتيجية تعامل مع السوق بعد مارس 2018.
ويرى ماثيو جونسون المحلل في مجموعة “أوكسيرا” للاستشارات المالية، أن انخفاض فائض المخزونات النفطية في دول منظمة التعاون والتنمية بنحو النصف خلال عدة أشهر قليلة وبالتحديد منذ يناير الماضي هو دلالة على أن “أوبك” وشركاءها يتحركون بخطوات واثقة وواعية، على الرغم من كل حملات التشكيك التي صاحبت توقيع الاتفاق في ديسمبر من العام الماضي.
وأشار جونسون إلى أن فائض المخزونات النفطية كان قد بلغ 340 مليون برميل في يناير الماضي، وانخفض حاليا إلى 170 مليون برميل، ومن المتوقع أن ينتهي هذا الفائض وتعود المخزونات إلى المستويات الطبيعية ربما قبل نهاية الربع الأول من العام المقبل.