دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ترفع قدرتها الإنتاجية 7 أضعاف فى 3 سنوات
قالت وكالة «موديز» للتصنيف الائتمانى، إن الأسواق الناشئة من المقرر أن تتفوق على الدول المتقدمة فى العام المقبل، من حيث القدرة على توليد طاقة الرياح والطاقة الشمسية مع انخفاض تكاليف معدات سوق الطاقة بالإضافة إلى وصول مستوى الطلب على الفحم إلى ذروته.
وفى الوقت الذى كانت فيه البلدان المتقدمة، رائدة فى توليد الطاقة المتجددة منذ فترة طويلة، فإن الاقتصادات الناشئة تقترب من تجاوزها، بحيث يتم إنتاج طاقة إجمالية من الرياح والطاقة الشمسية تبلغ 307 جيجاوات و272 جيجاوات على التوالى، وهو ما يعنى امتلاك 51% و53% من الطاقة العالمية على التوالى.
وكشفت بيانات وكالة «موديز»، أن الصين تستحوذ على حصة الأسد من هذا الارتفاع، لكن من المقرر أن تقوم دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بإنتاج 14 جيجاوات فى محطات الطاقة الشمسية بحلول نهاية عام 2018 أى بزيادة 7 أضعاف فى 3 سنوات عند المقارنة بعام 2015.
ومن المتوقع، أيضاً، أن تصل أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية إلى 14 جيجاوات، أى ما يعادل خمسة أضعاف ما كانت عليه فى عام 2015، ومن المقرر أن يصل إنتاج الهند إلى 28 جيجاوات، وهو ما يقرب من ست مرات مقارنة بعام 2015.
وقال سوامى فينكاتارامان، نائب رئيس «موديز إنفستورس»: «الجميع يعلم أن تكلفة تركيب الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، انخفضت، ولكننا شهدنا مؤخراً ارتفاع الأسعار فى أماكن منها المكسيك وشيلى والهند وأبوظبى».
وأضاف أن هذا الانخفاض فى التكاليف يغير بالتأكيد حسابات الأسواق الناشئة، ما يسمح لها بمتابعة مصادر الطاقة المتجددة بشكل أكثر قوة.
وأشار إلى وجود عامل آخر، يتمثل فى بداية «ذروة الفحم» فى سوق الطاقة. ففى عام 2013 توقعت إدارة معلومات الطاقة فى الولايات المتحدة أن يرتفع الطلب العالمى على الفحم بنسبة 39% بحلول عام 2040. لكنها توقعت الآن أن تبلغ نسبة النمو 1% فقط.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، أن جاذبية طاقة الرياح والطاقة الشمسية مستمدة أساساً من التقدم التكنولوجى الذى يخفض التكاليف، ويزيل الحاجة إلى الدعم، رغم أن هذا الاتجاه لن ينتهى بأى حال من الأحوال.
وأعلن بنك الاستثمار «مورجان ستانلى»، أن هناك أسواقاً رئيسية متعددة وصلت، مؤخراً، إلى نقطة انعطاف، إذ أصبحت مصادر الطاقة المتجددة فيها أرخص أشكال توليد الطاقة، وهى دينامية (حركة متجددة) فى كل بلد يغطيه البنك بحلول عام 2020.
جاء ذلك فى الوقت الذى انخفض فيه سعر الألواح الشمسية بنسبة 50% فى أقل من عامين، ويمكن أن تتراجع جميع تكاليف طاقة الرياح فى البلدان ذات الظروف المواتية للرياح، من النصف إلى ثلث تكلفة محطات توليد الطاقة التى تعمل بالفحم أو الغاز الطبيعى. كما أن إنتاج توربينات الرياح سيزداد أضعافاً مضاعفة.
وتزداد شعبية الطاقة الشمسية فى الأسواق الناشئة بسرعة أكبر من سرعة الرياح وبحلول نهاية عام 2019 تقدر «موديز»، أن الأسواق الناشئة ستضيف 353 جيجاوات من الطاقة الشمسية، أى بزيادة قدرها 2.6 ضعف على مستويات عام 2015، وهو ما يقدر بنحو 349 جيجاوات من طاقة الرياح وهو مستوى أعلى بمقدار 1.5 مرة، مقارنة بمستويات 2015.
وأوضح فينكاتارامان، أن تكلفة تخزين الطاقة فى البطاريات وهو قصور يعرقل اعتماد الطاقة المتجددة، يتناقص بسرعة أيضاً إذ تم التوصل إلى المعايير التى كان متوقعاً تحقيقها لعام 2020 على مدى العامين الماضيين.
وأضاف أن التخزين الأرخص لا ينبغى أن يساعد فقط على حل مشاكل توليد الطاقة المتقطعة فى محطات الرياح والطاقة الشمسية، بل يمكن أن يؤدى، أيضاً، إلى خفض أسعار السيارات الكهربائية، وهو ما يجعلها سوقاً رائداً فى غضون سنوات قليلة.