بقلم/ ليزا ابرامويتش
غيرت شركة «أمازون دوت كوم» لتجارة التجزئة الإلكترونية، بشكل جذرى الطريقة التى يشترى بها الناس الملابس والكتب، والآن تستهدف سوق الأغذية.
لكن مشروعها المقبل، قد يضرب «وول ستريت» فى عقر داره.
وأجرت عملاقة التكنولوجيا محادثات عديدة مع الجهات المنظمة لعمل البنوك خلال العامين الماضيين حول مجموعة واسعة من الموضوعات من بينها «الابتكار المالي»، وفقاً لوثائق خاصة بجماعة ضغط كشفت عنها مجلة «أمريكان بانكر» المعنية بتغطية قطاع البنوك الأمريكية.
وتمتلك «أمازون» بالفعل ذراع إقراض أطلقتها فى 2011 لدعم التجار الذين يببيعون على سوقها الإلكترونى، ونمت شعبية هذه الوحدة بشكل متزايد لدرجة أنها قدمت مليار دولار فى صورة قروض خلال 12 شهراً.
وفى الوقت نفسه، يبدو أن منظمى البنوك الجدد أكثر استعداداً لتبنى فكرة إعطاء الشركات غير التقليدية تصريح القيام بعمليات مصرفية، وهو ما سيتيح لهم القيام بأعمال كانت مقتصرة فى يوم من الأيام على المراكز المالية التقليدية.
وعلى سبيل المثال، تحدث مراقب العملة فى وزارة الخزانة الأمريكية، كيث نوريكا، فى قمة سياسة الإقراض عبر الانترنت فى واشنطن أواخر سبتمبر، بشكل موسع عن دعم الابتكار المالي، خصوصا ذلك المتعلق بالشركات غير التقليدية.
ورغم أن حديث كيث، بدا وكأنه مقصود به شركات منها «سوشال فاينانس إنك»، و«ليندينج كلب»، فقد تطور الحديث سريعا ليشمل شركات التكنولوجيا الكبيرة وكيف أن أدوارها قد تتطور سريعا فى القطاع المالي.
ولا تعد فكرة دور شركات التكنولوجيا الكبيرة فى القطاع المالى جديدة ولكنها بدأت تأخذ درجة أكبر من الاهتمام تحت الحكومة الجديدة.
ولا تمتلك الشركات الإلكترونية ومنها «ليندينج كلب» التى تجمّع الأشخاص الباحثين عن تمويل والراغبين فى تقديمه، الكثير من رؤوس الأموال، كما أنها تواجه مشكلات فى القيادة والائتمان.
وبالتأكيد تقدم هذه الشركات للبنوك الكبيرة، طريقة جديدة للقيام بالأعمال.. لكنها بالكاد تشكل تهديداً حقيقياً ووشيكاً لـ«وول ستريت».
ويختلف الأمر عندما يتعلق بالشركات التكنولوجية الكبيرة، فإذا أرادت بحق «أمازون» أو «ألفابيت» الشركة الأم لـ«جوجل»، إنشاء منصة إقراض على الإنترنت، أو نظام لتداول الأسهم، فسيشكلون منافسة حقيقية للاعبين الحاليين فى القطاع المالي.
ويقول رام أهلواليا، مؤسس «بير آى كيو» وهى شركة ناشئة تتبع القروض المقدمة من خلال المنصات على الانترنت: «لدى أمازون طموحات واسعة للغاية بهذا الصدد».
وحضر أهلواليا، قمة الإقراض عبر الإنترنت الشهر الماضي، وأشار إلى أن الكثير من الأشخاص – بمن فيهم المشرعون – كانوا يتحدثون عن دخول شركات التكنولوجيا الكبيرة بشكل أكبر لقطاع الخدمات المالية.
و«أمازون» ليست وحدها التى تدرس تطبيق أفكار مصرفية، ولكن أيضا «باى بال»، و«جوجل».
وفى الواقع حشدت الشركتان قوتيهما، وأسستا جماعة ضغط تسمى «الابتكار المالي» وفقا لمجلة «أمريكان بانكر».
ومع ذلك، تعد «أمازون» فى وضع فريد لتحويل طريقة عمل «وول ستريت»، خصوصا أن عملاقة التكنولوجيا تجمع بيانات عن مستخدميها وتجذب جمهوراً متنامياً باستمرار، وقد تعيد الشركة التفكير فى طريقة إجراء العمليات الأساسية، وتقلص التكاليف، وتولد نشاط تداول هائلاً على المنصات الإلكترونية.
ومن المعروف عن «أمازون دوت كوم» أنها تضحى بهوامش الأرباح الأكبر للفوز بالأعمال ولتقدم أقل الأسعار للمستهلكين، وهو ما قد يفلح بشدة فى القطاع التمويلي.
وبهذه الطريقة، قد تحاكى شركات التكنولوجيا الكبيرة فى الولايات المتحدة نظيراتها فى الصين، إذ أصبحت «على بابا» و«تينسينت» بالفعل من كبار المقرضين، مستخدمين بيانات العملاء لصالحهما.
ولم يواجه «وول ستريت» حتى الآن أى تهديد حقيقى من شركة رقمية، ولكن لديه أسباب عديدة تدعوه لأن يخشى «أمازون دوت كوم».
إعداد: رحمة عبدالعزيز
المصدر: وكالة أنباء «بلومبرج»