المركزي الصيني يحذز حذو الفيدرالي ويرفع أسعار الفائدة متوسطة الأجل
رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة قصيرة الأجل بمقدار 25 نقطة أساس للمرة الثالثة العام الجاري وتوفع المزيد من الارتفاعات في 2018، في الوقت الذي تستعد فيه جانيت يلين لتسليم زمام الامور لرئيس الفيدرالي المقبل وسط سوق توظيف قوي وأسواق مالية صاعدة.
ورفعت لجنة السوق المفتوح الفيدرالية في البنك المركزي الأمريكي النطاق المستهدف لأسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة إلى 1.25% أو 1.5%، وتوقع صناع السياسة رفع أسعار الفائدة بمقدار ثلاثة أرباع نقطة إضافية خلال 2018 وربعي نقطة في 2019، رغم انهم أقروا ان التضخم سوف يظل دون المستوى المستهدف.
وانتقد اثنان من صانعي السياسات – تشارلز إييفانز من شيكاجو ونيل كاشكاري من مينيابوليس- قرار تشديد السياسة النقدية، متعللين بمخاوف بشأن التضخم المتباطيء.
وقالت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية إنه في الوقت الذي يتمتع فيه سوق العمالة الأمريكية بالعمالة الكاملة أو حتى قريب من ذلك، وترتفع فيه بشدة تقييمات أسعار الأصول، ويزداد النمو العالمي قوة، فإن معظم صناع السياسة في الفيدرالي يتوقعون سلسة من الارتفاعات في الفائدة في السنوات المقبلة رغم قراءات التضخم المتواضعة.
وقال الفيدرالي في بيان صاحب قرار رفع الفائدة: “تواصل اللجنة التوقع بأنه في ظل التعديل التدريجي للسياسة النقدية، سوف يتوسع النشاط الاقتصادي بوتيرة متواضعة وسوف تستمر قوة سوق العمالة”.
وقالت يلين، فيما كان أخر مؤتمر صحفي لها كرئيس للفيدرالي أن معظم زملائها في المركزي الأمريكي أخذوا في اعتبارهم المحفزات المالية عندما أصدروا توقعاتهم، مشيرة إلى توصل مجلس الشيوخ والنواب الجمهوريين في وقت من مبكر من يوم الأربعاء إلى اتفاق مبدئي بشأن تشريع الضرائب، والذي من شأنه أن يدفع التعافي في النمو المتوقع له بالفعل أن يتعدى 3% على أساس سنوي.
وعند سؤالها عن ارتفاع تقييمات أسواق الأسهم ، قالت إن التقييمات “مرتفعة” بالفعل، ولكنها أضافت ان الاقتصاديين لم يكونوا جيدين في معرفة ما هي التقييمات المناسبة، ومع ذلك أوضحت انه بالنظر إلى مؤشرات مخاطر الاستقرار المالي لا نجد شيء مقلق او حتى يدعو إلى القلق.
وارتفعت الأسهم الأمريكية بشكل طفيف أمس الأربعاء بعد أنباء رفع الفائدة، وتراجعت عائدات سندات الخزانة بشكل تدريجي، حيث هبط العائد على سندات اجل 10 سنوات بمقدار 3.4 نقطة أساس إلى 2.3707%، مقارنة مع 2.3761% في وقت سابق، في حين لم يتغير الدولار بقدر كبير، وتراجع مؤشر الدولار (الذي يقيس اداء الدولار أما سلة من العملات) بمقدار 0.3%.
وقال رونالد تيمبل، رئيس الأسهم الأمريكية في “لازارد” لإدارة الأصول: “رفع الفائدة يوم الأربعاء وتوقعات رفع الفائدة خلال الأعوام المقبلة ليست هي الأحداث الهامة بالنسبة للأسواق، وإنما ينشغل السوق بمن سيرأس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في 2018 وما يعنيه ذلك للسياسة النقدية”.
وظل متوسط توقعات صناع السياسة في الفيدرالي عند ثلاث عمليات رفع العام المقبل، رغم توقعات وول ستوريت عند أربعة ارتفاعات.
وقال الفيدرالي إن التضخم لا يزال دون المستوى المستهدف عند 2%، ولكنه توقع أن يستقر حول المستوى المستهدف على المدى القريب.
وحذا البنك المركزي الصيني حذو الفيدرالي الأمريكي اليوم الخميس ورفع أسعار الفائدة على تسهيلات الإقراض متوسطة الأجل وعمليات إعادة الشراء العكسية بمقدار خمسة نقاط أساس .
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن بنك الشعب الصيني رفع أسعار الفائدة على عمليات إعادة الشراء العكسية ﻷجل سبعة أيام إلى 2.5%، و2.8% على أجل 28 يوميا، فيما يعد الرفع الثالث العام الجاري بعد رفع مارس الذي تلا أيضا رفع الفيدرالي لأسعار الفائدة.
ورفع المركزى الصيني أسعار الفائدة على تسهيلات الإقراض متوسطة الأجل (لأجل عام) إلى 3.25%.
وقال رايموند يونج، كبير الاقتصاديين في “إيه إن زي” في الصين، إن رفع أسعار الفائدة من قبل المركزي الصيني لا يثير الدهشة بالنظر إلى رفع الفيدرالي لأسعار الفائدة أمس.
وأضاف ان إقدام المركزي الصيني على رفع الفائدة يتماشى مع توقعاتهم إلا أن التوقيت كان مبكرا قليلا والوتيرة أقل قليلا من توقعاتهم.
وعزا المركزي الصيني خطوته إلى الاتجاه الصعودي في الأسواق المالية ولاحتواء الاستدانة.