«العرابى»: أمريكا تعلم أن وضع القدس خط أحمر.. و«محرم»: ليست نهاية الكون
قلل اقتصاديون وأعضاء بمجلس النواب من التهديدات الأمريكية بقطع المعونات عن الدول الرافضة لقرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده بإسرائيل إلى مدينة القدس فى التصويت الأخير بالجمعية العامة للأمم المتحدة.
وهددت نيكى هالى مندوبة أمريكا الدائمة فى مجلس الأمن الدولى، بقطع المعونات التى تخصصها بلادها سنوياً للبلدان الرافضة لقرار نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس.
ورفضت 128 دولة فى الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الخميس الماضى قرار الإدارة الأمريكية بنقل سفارتها فى إسرائيل إلى مدينة القدس وامتنعت 35 دولة عن التصويت وأيدت 9 دول قرار ترامب.
وتحصل مصر سنويا على مساعدات عسكرية فى إطار اتفاقية كامب ديفيد بقيمة 1.3 مليار دولار ومساعدات اقتصادية بقيمة 200 مليون دولار.
وكانت أمريكا أوقفت معونات عسكرية لمصر بقيمة 152 مليون دولار خلال أغسطس الماضى واعتزامها قطع معونات أخرى بقيمة 96 مليون دولار.
وقال محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق وعضو مجلس النواب، إن التهديدات الأمريكية لن تؤثر سلباً على علاقتها بمصر وستنحصر فى دهاليز أروقة الأمم المتحدة ولن تمتد لخارجها.
ورأى العرابى، أن اﻹدارة اﻷمريكية تعرف أن ثمة خطوط حمراء لدى الدبلوماسية المصرية لا يمكن تعديها وفى مقدمتها تغيير الوضع القائم فى مدينة القدس الشريف، فضلاً عن أن العلاقات بين الدول تشوبها بعض الخلافات والاختلافات جراء اختلاف الروئ الإقليمية والدولية لكل دولة عن الأخرى.
وأوضح أن «مصر ركيزة أساسية للاستقرار فى الشرق الأوسط، وأمريكا لن تغامر بفقدان حليف لها فى منطقة مهمة وملتهبة من العالم».
وقال جمال محرم رئيس الغرفة التجارية الأمريكية المصرية اﻷسبق، إن مصر ليست فى حاجة إلى المعونات الأمريكية بشقيها العسكرى أو الاقتصادى «لا أعتقد أن الإدارة الأمريكية ستقطعها، وهى ليست نهاية الكون».
وبلغت قيمة التبادل التجارى بين مصر وأمريكا خلال 2016 نحو 5 مليارات دولار، بواقع 1.493 مليار دولار لصالح الصادرات المصرية.
وارتفعت الصادرات المصرية للولايات المتحدة الامريكية خلال العام الماضى بنسبة 6% فى مقابل انخفاض الواردات بنسبة 26%.
وقلل محرم، من التأثير السياسى للتصويت ضد قرار ترامب فى الجمعية العامة للأمم المتحدة على العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين.
وأضاف أن نسبة كبيرة من الشركات الأمريكية ترفض سياسات ترامب، لتهديدها لمصالحها الاقتصادية.
وقال وزير الصناعة والتجارية الخارجية طارق قابيل، إن مصر أكبر شريك استثمارى للولايات المتحدة الأمريكية فى أفريقيا إذ تستحوذ مصر على 33% من جملة استثمارات الأمريكية فى القارة.
وأضاف قابيل فى تصريحات صحفية سابقة أن الاستثمارات الأمريكية فى مصر تبلغ قيمتها 23.7 مليار دولار، فى قطاعات صناعية وخدمية وإنشائية وتمويلية وزراعية وسياحية وبقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وقال ياسر عمر وكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب إن مصر تقدم تسهيلات لوجيستية للحكومة الأمريكية فى مقابل الحصول على المساعدات العسكرية والاقتصادية فضلا عن أن المعونة العسكرية تشغل المصانع الأمريكية.
وأضاف «حال قطع تلك المساعدات فإن الحكومة المصرية ستعيد النظر فى التسهيلات اللوجيستية التى توفرها للحكومة الأمريكية ولا أعتقد أن ذلك سيتم فى المرحلة الحالية».