القطاع الزراعى يواجه ضعف الاستصلاح وندرة المياه وبيروقراطية الحكومة
البلتاجى: معدل نمو الاستصلاح النمو السنوى ضعيف.. ويجب تسهيل الإجراءات
صيام: نحتاج لتوفير المياه أولًا قبل التوسع الأفقى فى الأراضى
عبدالعاطى: سنعتمد على تحلية المياه فى المناطق القريبة من البحر
منصور: الأفضل زراعة أصناف جديدة والـ«1.5 مليون فدان» ليس بديلًا سريعًا
يرى خبراء القطاع الزراعى أن التوسع الأفقى فى استصلاح الأراضى الزراعية أحد السبل الرئيسية لزيادة الإنتاج الغذائى، لكن التوسع يواجه تحدى ندرة المياه سواء من النيل، أو الآبار الجوفية.
وانتقد الخبراء انخفاض نسبة المساحات الزراعية المستصلحة سنويًا سواء من قبل الحكومة أو القطاع الخاص، وعدم خلق حلول للتعقيدات التى يشهدها القطاع، وطالبوا بوضع خطة تُشجع الشركات على التوسع فى الصحراء عبر توفير بيئة مناسبة.
قال شريف البلتاجي، رئيس شركة «بلكو للحاصلات الزراعية»، إن مساحات الأراضى المتاحة للشركات فى الصحراء ضعيفة رغم وجود مساحات شاسعة من الأراضى الصحراوية فى مصر.
ووفقًا لبيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، تم استصلاح 38.5 ألف فدان فى العام المالى 2015 – 2016 مقابل 14.5 ألف فدان فى العام المالى السابق له بنسبة زيادة تصل 165.4%.
أضاف البلتاجى «تلك المساحات صغيرة، ولا تلبى احتياجات الأسواق المتزايدة سنويًا سواء على المستوى المحلى أو التصدير».
وذكر تقرير «المركزى للإحصاء»، أن قطاع استصلاح الأراضى التابع لوزارة الزراعة نفذ 28.7 ألف فدان فى 2015 – 2016 بنسبة 74.5% من إجمالى المساحة، فى حين استصلح القطاع الخاص 7.3 ألف فدن والجمعيات التعاونية نحو 2.5 ألف فدان.
أوضح البلتاجى أن القطاع الزراعى يواجه العديد من المشكلات منذ فترة طويلة يجب النظر إليها بدقة للتغلب عليها وتوفير مناخ مناسب لتشجيع الاستثمارات.
وضرب مثالًا بندرة المياه فى مصر، والتى تُهدد أكثر من 700 ألف فدان مستصلحة على طريق القاهرة الأسكندرية الصحراوى نتيجة انخفاض مناسيب المياه فى الآبار.
وذكر أن البنك الدولى أصدر تقريرًا منذ عدة سنوات أوضح فيه أنه يجب مد خطوط مياه لهذه المساحات، لعدم توافز مياه كافية فى الخزان الجوفى بالمنطقة.
وقال جمال صيام، خبير زراعى، إن التوسع فى استصلاح الأراضى الصحراوية يحتاج للتعرف على أماكن وجود المياه أولًا، حتى لا تجف المياه من الآبار فجأة، وفى النهاية سيكون الاقتصاد هو الخاسر الأكبر وليس المستثمر وحده.
أضاف أن مصر لا تملك دراسات حقيقية عن وضعها المائى بالنسبة للآبار الجوفية، وبالتالى فيجب الاختيار بين عدة بدائل والتجهيز لها استعدادًا للمخاطر الغذائية التى قد تواجهها مصر حال استمرار الوضع الحالى.
أوضح صيام، أن أحد البدائل المتاحة تحلية مياه البحر، والتى ترتفع تكلفتها كل يوم من خلال ارتفاع تكاليف الإنتاج فى مصر بشكل عام، ورغم أنه خيار جيد لكنه سيرفع من تكاليف الإنتاج كثيرًا.
أشار إلى أن تكلفة تحلية المتر المكعب ارتفعت إلى 8 جنيهات حاليًا مقابل 3 جنيهات قبل عامين، كما أن تكلفة نقل المياه سترفع من تلك الأعباء.
وتابع صيام «يجب إيجاد المياه أولًا قبل التوسع فى استصلاح الأراضى، ومعرفة تكاليفها وتوضيح الوضع للمستثمرين، وبناءًا عليه سيتحدد الاستمرار فى التوسع الأفقى من عدمه».
وتتجه وزارة الرى لتحلية مياه البحر كبديل رئيسى لندرة المياه فى مصر وفقًا لتصريحات وزير الى الدكتور محمد عبد العاطى، الذى أوضح أن كافة الأراضى التى تقع على سواحل البحر سيتم تزويدها بمياه محلاه.
أضاف الوزير، أن مصر تحتاج إلى 75 مليار متر مكعب سنويًا، ويصل المتاح منهم 60 مليار متر مكعب فقط منها 55.5 مليار من نهر النيل و4.5 مليار من الأمطار والمياه الجوفية.
وقال محمد منصور، خبير زراعى، إن التوسع الأفقى يصعب تحقيقه فى الفترة الحالية، والافضل أن تكثف الدولة مجهوداتها نحو التوسع الرأسى من خلال استنباط أصناف جديدة من بذور المحاصيل لزيادة الإنتاج على المساحات الحالية”.
أضاف أن هذا الخيار جيد، لكنه يحتاج لمضاعفة ميزانية مركز البحوث الرزاعية 10 مرات على أقل تقدير للقدرة على تخطى أزمات السنوات الماضية.
أوضح أن ميزانية المركز لا تتخطى 3 ملايين جنيه خلال العام المالى الجارى.
أشار إلى أن استنباط أصناف جديدة بإنتاجية أعلى تستغرق سنوات طويلة، لذا يجب على الحكومة مراعاة الزيادة السكانية المطردة سنويًا بنحو 2.5%، والتى سترتفع تكاليف توفير الغذاء فى السنوات المقبلة.
وقال إن مشروع المليون ونصف المليون فدان لن يكون بديلًا قويًا فى الفترة الحالية، فمن ناحية سيستغرق فترة طويلة للانتهاء منه وليس كما أعلنت الحكومة، كما لا توجد دراسات حقيقية عن المياه فى الأراضى المعلن عنها.
وانتهت شركة الريف المصرى المسئولة عن المشروع من القرعة الأولى قبل عدة شهور، وأعلنت عن تسليم أكثر من 92 ألف فدان، وطرحت 61 ألف فدان بداية الشهر الجارى بمنطقتى الفرافرة وتوشكى وتجهز لطرح 55 ألف فدان فى منطقة غرب غرب المنيا خلال أسابيع.