“الزان” أكثر الأخشاب طلباً..المُصنعين يتراجعون عن التصنيع ويكتفون بتلميع وبيع الأخشاب المصنعة
يعد سوق الترك بمحافظة الإسكندرية من الأسواق التي اتخذت شهرة واسعة على مستوى العالم، ويتخصص في تصنيع وبيع الأثاث، ويبدأ من سوق الطباخين وحتى شارع الشوربجي، ويضم أكثر من 60 معرض ونحو 10 ورش للتلميع والنجارة.
رصدت “البورصة” في جولة بسوق التُرك الوضع الذي آل إليه السوق بعد مرور أكثر من 30 عاما يشتهر فيهم السوق بتصنيع الأثاث.
قال السيد عربي، استورجي، إن تاريخ سوق الترك يرجع إلى نحو مائة عام، وسمى بذلك الاسم نظراً لأن أغلب سكانه كانوا من الأتراك، لافتاً إلى أن تاريخ السوق يرجع إلى ما يقرب من مائة عام، وكان متخصص في تصنيع الأراجيل والسبح والمقلى قبل أن يتجه قاطنيه إلى تصنيع الأثاث.
وأضاف أن الصُناع بالسوق كانوا يعملون على تصنيع جميع أنواع الأثاث قبل أن تشتهر محافظة دمياط بتصنيع وبيع الأثاث، وبدأت في سحب البساط من السوق.
وأشار إلى أن الاستورجية قديماً كانوا يطلون الأخشاب بالجملاكة والسبرتو، ولكن الآن أنتشر استخدام مواد أخرى للطلاء مثل السولار والتنر، موضحاً أن الخشب قديماً كان يتم تبخيره أثناء وضعه في المخازن لتطهيره.
وأوضح أن السوق حالياً أصبح يعتمد على طلاء الأخشاب ورشها وتلميعها، لافتاً إلى أن عددا كبيرا من ورش النجارة والتلميع أغلقت واتجه ملاكها إلى العمل لدى المعارض.
وقال إن المُصنعين حالياً أصبحوا لا يلتزمون بمواعيد التسليم المتفق عليها مع العملاء، الأمر الذي أدى إلى عزوف عدد من المواطنين عن الشراء من السوق.
وقال السيد محمد، نجار، إن صناعة الأثاث دخلت إلى سوق التُرك منذ الأربعينيات من القرن الماضي، لافتاً إلى أن السوق كان يضم عدد كبير من ورش النجارة والتلميع ولكن أصبحت معارض الأثاث هي المسيطرة على السوق، وانخفض عدد الورش إلى نحو 10 ورش.
وأضاف أن غالبية الأثاث المتوافر في السوق يتم شراؤه من دمياط، واتجه الآن المُصنعين إلى تصنيع المقاعد الخشبية والطاولات الصغيرة والأسِرة أو الدولايب، والابارات، والكومهات، الاريكة.
وأوضح خالد المجلي، صاحب معرض، إن السوق يضم أكثر من 60 معرض أثاث، ويعد الخشب الزان أكثر الأنواع طلباً بالسوق، وينافسه في جذب المواطنين الأخشاب الإفريقية والصينية؛ نظراً لانخفاض أسعارهما بنسبة 50% عن الخشب الزان.
وأشار إلى أن أبرز الأنواع التي يُقبل عليها المواطنون تتمثل في “جهاز العروسة” الذي يضم “غرفة النوم، الصالون، الانتريه، السفره”، لافتاً إلى أن أسعار الأثاث تزداد سنوياً، حيث ارتفعت العام الحالي بنسبة 10 تزيد عن 10% عن العام الماضي.
وقال إن أسعار غرف النوم تتراوح متوسطها من 5 آلاف جنيهاً، وحتى 30 ألف جنيهاً، بينما يبدأ سعر الانتريه والصالون من 3 آلاف جنيه وحتى 15 ألف جنيه، ويتراوح سعر السفرة من 7.5 ألف جنيه وحتى 20 ألف جنيه.
وأضاف أن أسعار الأثاث بسوق التُرك تعد أقل من المناطق الأخرى في الإسكندرية ومنها “المنشية، ميامي، جمال عبد الناصر”، موضحاً أنه أحياناً ما يُفضل العملاء تصنيع أثاث بالقطعة.
وقال حسن أحمد، نجار، إن الأثاث الدمياطي بدأ في الظهور في سوق التُرك منذ السبعينيات من القرن الماضي، لافتاً إلى أنه قلما ما يعمل المُصنعين على تصنيع أثاث عمولة للمواطنين، بخلاف ما كان متعارف عليه قديماً حيث كان الأثاث يصنع لعدد من التجار بالجملة.
وأضاف أن السوق كان محط أنظار لعدد من الدول الخارجية في السبعينيات ومنها “تركيا، وروسيا، وإيطاليا، فرنسا، واليونان”، حيث كان قاطني تلك الدول يقبلون على شراء المقاعد الخشبية الصغيرة والقنصول.