720 مليار يورو حجم سوق الغاز الطبيعى فى أوروبا
يتجه مركز الثقل فى سوق الغاز الطبيعى الأوروبى نحو الجنوب؛ حيث إن أحد أكبر مشغلى خطوط الأنابيب فى القارة يبنى نظاماً يمكن أن يجعل إيطاليا مصدراً للوقود للمرة الأولى فى التاريخ.
وحرصت شركة «سنام» ومديرها التنفيذى ماركو ألفيرا، على وضع إيطاليا عند مفترق طرق تجارة الغاز فى أوروبا، وذلك بفضل إمدادات جديدة من خط أنابيب يصل إلى بحر قزوين بقيمة 5.6 مليار دولار، بالإضافة إلى الناقلات المليئة بالغاز.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن نجاح جهود ألفيرا، سيعمل على تسريع التحول فى سوق الغاز بعيداً عن المملكة المتحدة إلى بلدان مثل هولندا وجنوب أوروبا.
وأضافت أن هذه المناطق تستوعب المزيد من الغاز القادم من روسيا والجنوب، ما يعوّض انخفاض الإنتاج فى الجزء البريطانى من بحر الشمال.
وستصبح شبكة «سنام» أكثر أهمية، إذا تمكن رئيسها التنفيذى من تحقيق تدفقات جديدة كافية لتحويل إيطاليا من دولة مستهلكة إلى مصدرة للغاز.
وقال «الفيرا»، إن إيطاليا تتمتع بموقع جغرافى وجيولوجى مميز للغاية، الأمر الذى سيساعدها لتصبح مركزاً إقليمياً، بالإضافة إلى أنها بالفعل واحدة من أكثر أسواق الغاز الطبيعى تنوعاً فى العالم.
وأوضحت الوكالة، أن جهود «ألفيرا»، بمثابة منافسة متزايدة للتخلص من الهيمنة البريطانية التى نشأت فى سوق الغاز فى أوروبا خلال التسعينيات عندما كان إنتاجها آخذاً فى التوسع.
وفى ظل الانخفاض المطرد للإنتاج من آبار الغاز فى المملكة المتحدة منذ عام 2000، يركز التجار بشكل متزايد على مراكز الغاز الطبيعى الأخرى التى تقودها هولندا؛ حيث تتمتع الدولة، أيضاً، بميزة تخفيض مخاطر العملات بالنسبة للمتعاملين باليورو.
وكشفت شركة «كينغستون إنيرجي» الاستشارية، أن المملكة المتحدة وهولندا تهيمنان على سوق الغاز فى أوروبا البالغة قيمته 720 مليار يورو، وهو ما يعادل 900 مليار دولار سنوياً، فى الوقت الراهن، ولكن تراجعت قيمة التداول فى المملكة المتحدة، وتزايدت فى أماكن أخرى.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تبدو فيه إيطاليا مكاناً غير محتمل لتصدير الغاز فى الوقت الحالى؛ حيث يتدفق الغاز الروسى إلى إيطاليا، وتسبب انفجار محطة فى النمسا، فى ديسمبر الماضى، فى حدوث حالة طوارئ وطنية.
وقال باتريك هيذر، باحث بارز فى معهد «أكسفورد» لدراسات الطاقة فى المملكة المتحدة، إن ما يحظى باهتمام شركة «سنام» امتلاك إيطاليا بنية أساسية جيدة بشكل معقول، وشبكة وطنية راسخة ومصادر متعددة للإمدادات.
وأشارت الوكالة إلى أن «ألفيرا»، البالغ من العمر 42 عاماً لديه طموحات أوسع لترسيخ قواعد الشركة الإيطالية؛ حيث يعمل، حالياً، على استراتيجية صناعية جديدة، ومن المرجح أن يبنى البرنامج على خطة العام الماضى للاستثمار بحوالى 5 مليارات يورو حتى عام 2021؛ بهدف تحقيق نمو يبلغ 4% فى صافى الدخل العام.
ذكرت الوكالة، أن هذا البرنامج سيبدأ فى تحقيق بعض فوائد الاستثمارات المصممة لجعل شبكة أنابيب «سنام» أكثر مرونة، وبحلول نهاية العام الجارى سوف تكون الشركة الإيطالية الخيار لربط إيطاليا مع سويسرا بخط أنابيب واحد فى وقت تعمل فيه على مشروع مماثل يصل إلى النمسا، وهو ما سيعطيها القدرة على تصدير الغاز إلى الشبكة الأوروبية الأوسع للمرة الأولى.
وبحلول عام 2020، تتوقع شركة «سنام» أن تتم عملية تطوير وصول الغاز من خط أنابيب الغاز العابر للبحر الأدرياتيكى الذى تبلغ قيمته 4.5 مليار يورو مع شركة «بى بي» البريطانية وشركة النفط الحكومية فى أذربيجان.
ومن شأن هذا الرابط، جلب الغاز من بحر قزوين، وفتح ما تأمل سلطات الاتحاد الأوروبى أن يصبح ممراً جنوبياً جديداً للإمدادات، وسيساعد ذلك على الحد من اعتماد أوروبا على الغاز الروسى الذى يلبى حوالى ثلث احتياجات الاتحاد السنوية.
وأشارت الوكالة إلى حقول الغاز الجافة تعطى «سنام» ميزة أخرى؛ حيث تخدم بعض من أكبر مرافق تخزين الوقود فى القارة.
وفى الوقت الذى تعد فيه إيطاليا مستهلكاً كبيراً للغاز خلال موسم التدفئة فى فصل الشتاء، فإن الطلب يتراجع بشكل كبير فى فصل الصيف، واستخدام هذه الحقول فى غير موسمها يعطى إيطاليا مرونة عند شراء الغاز.
وقال «ألفيرا»، إن إيطاليا سوف تكون قادرة على جذب شحنات صيفية رخيصة للغاز الطبيعى المسال؛ بسبب سعة التخزين التى تملكها الشركة.
وأوضحت الوكالة، أن مطالبة إيطاليا بأن تكون قلب نظام الغاز الأوروبى فى المستقبل تنبع من مصادرها المتنوعة للإمدادات؛ حيث إنها متصلة بصورة مباشرة بخطوط الأنابيب من الجزائر وليبيا والخطوط الأخرى التى تجلب الغاز الروسى.
وتمتلك إيطاليا ثلاثة محطات استيراد الغاز الطبيعى المسال، وهى أقرب إلى موردى الغاز الطبيعى المسال الرئيسيين فى الشرق الأوسط، مقارنة بأى رابط رئيسى آخر فى الشبكة الأوروبية وقريبة، أيضاً، من الاكتشافات الجديدة فى مصر وإسرائيل التى يمكن أن تشق طريقها إلى السوق الأوروبى فى العقود المقبلة.