جمال: 95% من العملاء يفضلون الكتب المطبوعة
الصواف: الكتب الإلكترونية تستحوذ على 20% من سوق النشر العالمى
ناشر: الناشرون يعيقون الكتاب الإلكترونى لتمسكهم بأرباح الطباعة
أدى تعويم الجنيه قبل 15 شهراً إلى إعادة تسعير كل شىء فى مصر تقريباً بما فى ذلك الكتب، التى ارتفعت أسعارها على خلفية ارتفاع أسعار الورق والطباعة.
ورغم الطفرة التى شهدتها أسعار الكتب، والتى ارتفعت بأكثر من 25% فى كثير من اﻷحيان، وتزامن ذلك مع تراجع القوة الشرائية للمستهلكين بسبب معدلات التضخم التى بلغت أعلى مستوياتها المعروفة فى مصر، إلا أن ذلك لم يؤثر على شكل سوق النشر المعروف، والذى يتسيد فيه الكتاب الورقى المشهد، بينما ظل الكتاب الإلكترونى على حاله رغم رخص سعره مقارنة مع الكتاب المطبوع.
قال محمد جمال الرئيس التنفيذى ومؤسس تطبيق وموقع «كُتبنا» المتخصص فى نشر وبيع الكتب الإلكترونية، انه بدأ مشروعه لتشجيع الطباعة الإلكترونية، ولكنه لاحظ أن حوالى 95% من عملاء السوق يفضلون الكتاب الورقى، وهو ما شجع الدار لخوض خطوة الطباعة حسب الطلب.
أضاف جمال أن الكتاب الإلكترونى يحظى بنسبة تصل 5% من إقبال القراء «أون لاين».
أشار إلى أن الكتاب الورقى يواجه العديد من المشاكل من أهمها ارتفاع سعر الحبر والورق والطباعة، وهو ما يرفع من سعر الكتاب، وقد تذهب بعض دور النشر إلى تقديم كتب بجودة أقل حتى تحافظ على أسعارها.
أوضح أن صناعة الكتب فى مصر كبيرة وواعدة، ولكن ينقصها بعض التطور من حيث توفير طرق الدفع الإلكترونى.
وقال جمال إن العديد من دور النشر الكبرى أصبحت تتسم بالنمطية، والتركيز على الكتاب الكبار ما يرفع من سعر الكتاب، كما أن الجمهور أصبح لا يجد المحتوى المختلف عن السائد فى السوق.
أضاف أن «كتبنا» طبع نحو30 كتاباً ورقياً حتى الآن، مستهدفاً أن يصل إلى 60 كتاباً أثناء المشاركة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب.
أوضح أن عدد الكتب الإلكترونية التى نشرت من خلال «كتبنا» بلغ نحو 520 كتاباً ما بين رواية وقصة، وكتب للبنات، وكتب دينية وغيرها.
أشار إلى أن المؤلف يدفع 2000 جنيه، لنشر كتابه ورقياً عبر «كتبنا» ويحصل على نسبة من المبيعات تصل 30%.
وقال إن المبلغ قد يرتفع قليلاً فى حال إضافة بعض الخدمات، كحفلات التوقيع، وتصميم غلاف للكتاب، ونشر بيانات إعلامية وغيرها من الخدمات الأخرى التى تحدد حسب طلب الكاتب.
أضاف: «فى حالة النشر من خلال «كتبنا» إلكترونياً يدفع المؤلف اشتراك سنوى يصل 200 جنيه، حيث يقوم بنشر عدد لا نهائى من الكتب خلال العام».
أوضح أنه تم إضافة نحو 120 كتاباً إلكترونياً جديداً عبر «كتبنا» خلال العام الحالى، وحجم النمو السنوى يصل 120% تقريباً.
وعن التحديات التى تواجه «كتبنا» بالسوق المحلى قال جمال إن أهمها خدمات الشحن، حيث لم تستعب حتى الآن ثقافة توصيل كتاب إلى العميل، مشيراً إلى أنه يبيع الكتب من خلال موقع «جوميا» للتجارة الإلكترونية.
وقال محمد الصواف الرئيس التنفيذى وأحد مؤسسى تطبيق «عم أمين» إن الكتب الإلكترونية تستحوذ على نحو 20% عالمياً من سوق الكتب، بينما تنخفض النسبة قليلاً بالسوق المحلى بسبب عدم انتشار التكنولوجيا بشكل كبير.
أضاف أن الكتاب الورقى بمصر مازال محتفظاً برونقه حيث يحتل نسبة تصل إلى 95% تقريباً من المبيعات.
أشار الصواف إلى أن عدد عملاء “عم أمين” بلغ نحو 31 ألف عميل، مستهدفاً أن يصل إلى 51 ألفاً خلال العام المقبل.
أوضح أن “عم أمين” يعمل على مستوى الجمهورية بالتعاون مع شركة “آرامكس”، حيث دعمتهم الأخيرة بخصم يصل 50% على عمليات التوصيل، لنشر الثقافة فى المجتمع.
أشار إلى أن “عم أمين” يسعى لزيادة قاعدة بياناته خلال الفترة القادمة، ومساعدة دور النشر على تحديث بياناتها والكتب الخاصة بها عبر التطبيق.
وقالت داليا إبراهيم رئيس مجلس إدارة دار نهضة مصر، إن سوق النشر اﻹلكترونى لم يتطور بالشكل الذى كان متوقعاً له.
وأضافت أن الدار أعدت دراسة قبل 5 سنوات توقعت فيها حدوث طفرة فى سوق النشر اﻹلكترونى خلال 5 سنوات، لكن بعد مرور الوقت لم تتحقق التوقعات ومازال اﻹقبال ضعيفاً.
وقالت إن الدار لديها شركة للنشر اﻹلكترونى واستعدت جيداً من خلال توفير البنية اللازمة لهذا السوق الجديد، لكن حتى اﻵن لايوجد إقبال، ودخل النشر الإلكترونى لايزيد على 1% من دخل الدار.
وقال تامر عبدالكريم مدير توزيع “المصرية اللبنانية”، إن سوق النشر الإلكترونى فى مصر مازال ضئيلاً، مقارنة بالكتب المطبوعة، ولم تتجاوز نسبة مبيعات الدار إلكترونياً الـ5%.
وأضاف أن الدار لديها خطة مستقبلية تسعى للتوجه نحو سوق النشر الإلكترونى السنوات المقبلة من خلال التعاقد مع شركات التسويق الإلكترونى وغيرها من مصادر النشر، ولكن يتوقف ذلك على حجم الطلب وثقافة والعملاء.
لكن أحد الناشرين له رأى آخر، وقال إن دور النشر التقليدية وراء تأخر سوق النشر اﻹلكترونى، وأضاف أن التحول إلى النشر الإلكترونى سيواجه بمقاومة كبيرة من الناشرين التقليديين؛ لأن جزءاً كبيراً جدًا من الربح يأتى من الطباعة.