نساء البرلمان أقصى طموحهم العضوية التي حصلوا عليها
ابن تيمية مفكر كبير ومبدع ولكنه ابن عصره
إسلام البحيري جرئ ولكن لا يجيد طرح بضاعته
تعرضت للخديعة في لجنة التعليم بالبرلمان ونادمة على دخوله
حذرت السيسي من بطانة السوء وأيدته في الانتخابات القادمة لإنجازاته الكبيرة
رددنا على اتهامات أمريكا ولمست كذبهم عندما كنت هناك
أستاذة في الفلسفة، رغم جذورها الصعيدية، تعلمت في إحدى المدارس التبشيرية، ازدواج النشأة المحافظة والتعليم التبشيري في إحدى مدارس الراهبات، وضعها في صراع، حسمته بدراسة الفلسفة، وتخصصت في الفلسفة الأصولية ودرست فكر ابن تيمية ومحمد ابن عبد الوهاب
لكل هذا يخشى الأصوليون والتكفير يون الدكتورة آمنه نصير أستاذ العقيدة والفلسفة والعميد السابق لكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر وعضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب
حوارنا معها كان دسما، وكانت جاهزة للإجابة على كل سؤال بالحجة والمنطق فإليكم الحوار
كيف تقيمين الوضع الفكري في مصر ؟
للأسف التيار الاصولي السلفي يسيطر على عقل المواطنين ومعظمهم يرجعون إلى فقه ابن تيميه، وبالمناسبة هو رجل عظيم ومبدع وبذل مجهودًا كبيرًا ولكنه ابن عصره وابن بيئته وهذا ما يغفل عنه المتشددون ولا يصح أن نأخذ أرائه على ما فيها، فقد كان هناك وقتها هجوم من التتار واحتلال ورعب يعم العالم الإسلامي بسببهم.
من المسؤول عن ذلك ؟
بالطبع موسم الهجرة للخليج وبلاد النفط كان له اثر كبير، لكن، أحمل المسؤولية الأكبر لأساتذة الجامعة والمثقفين أو النخبة بمعنى عام، لأنهم انعزلوا عن المجتمع ومن الف منهم كتب، ألفها بلغة ومستوى فكرى لا يصل إلى البسطاء فحدث تنافر وأصبحوا مكروهين، وعلى العكس، مفكري التيارات المتشددة بسطوا الأمور الفكرية للعامة واستخدموا الدين استخدام خبيث ليدسوا أفكارهم للناس
كيف استطاعت بنت صعيدية مثلك إكمال تعليمها والتخصص في الفلسفة ؟
والدي كان رافضا في البداية وظن أن الجنون أصابني، وبعد محاولات كثيرة تدخل ناظر المدرسة التي كنت أدرس فيها وهو قريب لنا، حتى جاء الفرج بعد أن وعد الناظر أبى بأنى يلحقني بمدرسة مثل السجن.
دخلت مدرسة الأمريكان التبشيرية الداخلية وكانت مصاريفها في ذلك الوقت 250 جنيها أي ما يعادل ثمن 3 أفدنة وبعد أن أنهيت التعليم الثانوي قررت الالتحاق بالجامعة فرفض والدى مجددا، فاستعنت بأقاربي المقيمين في الإسكندرية واكتشفت بالصدفة صلة قرابة مع الدكتورة فتحية سليمان عميدة كلية بنات عين شمس وزوجة الدكتور عبد العزيز السيد وزير التعليم العالي حينها، فتحدثت معها لتقنع والدى بالسفر إلى القاهرة لاستكمال دراستي الجامعية وبالفعل تحدثت مع والدى وأقنعته بالأمر.
هناك انتشار كبير لمظاهر التحضر في المجتمع كيف تنظرين إليه؟
المجتمع حاليًا للأسف تخطى مرحلة الأفكار الرجعية وأصبح يعتنق أفكار الجاهلية، فقد أصبحت لدينا ثقافة دينية متشددة على أسس فقه التشدد الذى انتشر في المنطقة ووفد المتشددون إلى مصر وفتحت لهم القنوات في القاهرة وملأوا فضاءنا مع تراجع مؤسسة الأزهر في النصف الثاني من القرن الماضي، هذا الفراغ بجانب الأمية المنتشرة لدى الشعب المصري خصوصا بين النساء أوجد المناخ المهيأ لشيوخ التشدد، وكل ما نراه في الستين عاما الأخيرة ثقافة وافدة إلينا وليس من شيم المجتمع المصري.
هل الأزهر مازال متراجعًا ؟
بالطبع ومواقفه الأن غير واضحة ويكفي انه ملئ بالإخوان والسلفيين من القاع حتى نواب شيخ الأزهر .
هل تنتظرين ازاحتهم من الأزهر ؟
بالطبع لا فأنا أنادي بالحرية، ولن انادي بمحاكم التفتيش التي تفتش في الأفكار ، ولكن يجب وضع نظم وقوانين تقوي التيار المعتدل والعقلاني
كيف تقييمين أداء البرلمان في مناقشة قضايا المواطنين ؟
أكثر ما آخذه على البرلمان عدم الاستماع لأهل الخبرة، وأعتقد انه يجب على من يدير الجلسات أن يعطى الكلمة لأهل الخبرة للاستفادة من أهل العلم والتخصص والتميز في قضية تناقش وهو ما لا يحدث للأسف، ويجب فتح المناقشات بصورة أكبر للقوانين.
لماذا انتقلت من لجنة التعليم للجنة الشؤون الخارجية؟
لهذا قصة ليست ظريفة، فقد كنت في لجنة التعليم في بداية البرلمان، بحكم سنوات طويلة في التدريس والاختلاط بالمجتمع التعليمي، وعند بداية التصويت على رؤساء اللجان، سألت زملائي في اللجنة عن رأيهم وكلهم أجمعوا على تأييدي، ولكن بعد إجراء الاقتراع السري، فوجئت بأني لم أحصل إلا على صوتي أنا فقط من اعضاء اللجنة البالغ 16 عضوًا واحسست بخديعة غريبة، فذهبت غاضبة إلى لجنة الشؤون الخارجية.
كيف تقيمين تجربتك البرلمانية؟
– لقد ندمت على خوض تلك التجربة جدا جدا ولن أسامح الدكتور كمال الجنزوري، وأسامة هيكل، لأنهم هم من أقنعوني ومعهم د/ مصطفى الفقي بأن أترشح ولكني رغم ذلك حريصة على حضور الجلسات، ولم أهمل في دوري كنائبة احتراما لأصوات من انتخبوني .
وماذا عن دور 90 امرأة في البرلمان ؟
ليس لهم دور ملموس ويبدوا ان اقصى طموحهم هو كرسي البرلمان والعضوية ويبدوا ان هذا بسبب أعمارهم الصغيرة وقلت خبرتهم بالعمل البرلماني والسياسي عمومًا
هل المرآة مظلومة في المجتمع حتى الآن ؟
نعم ولم تحصل على حقوقها كاملة بعد، فالعادات والأمثال الشعبية التي تحقر وتهين المرآة مازالت منتشرة وتتردد وهى أحد أسباب إهانة المرأة وكرامتها، وقد هاجمت مقترح خفض سن الزواج للفتيات إلى 16 عامًا من أجل حمايتها، لكن للأسف لم أجد أي رد فعل من الجهات المختصة أو من البرلمان وعندما ذهبت للمجلس القومي للمرأة في شهر رمضان الماضي، طالبتهم بالدفع بأي قوانين لصالح المرأة لعرضها في البرلمان لكن دون استجابة.
هل القوانين وحدها يمكن أن تعطي المرأة حقها ؟
– القوانين ليست كافية لاحترام المرأة وإعطائها حقوقها، فالأهم منها التربية في المنزل التي غابت كثيرًا، وهذا تقصير من الأمهات اللاتي تركن أولادهن في فترة المراهقة في الغرف المغلقة أمام الاجهزة الحديثة والإعلام أيضًا عليه مسؤولية كبيرة ، وخصوصًا المرئي الذى تقع عليه مسؤولية كبيرة، فالآن لا نشاهد سوى مسلسلات القبح والشراسة والدم، كما أن المدرسة لها دور هام جدا فالمعلم ترك رسالته من أجل الدروس الخصوصية نظرًا لتدنى راتبه، لذلك يجب إعادة النظر في مجانية التعليم التي تعتبر «أكذوبة» وأفسدت التعليم وقضت عليه، فإذا ضاعفنا مصروفات المدارس الحكومية وأنفقنا من خلالها على رواتب المعلمين لعادت رسالة المدارس من جديد التي يجب أن تعود إليها وسائل الترفيه والثقافة والمسرح والتمثيل والأنشطة الطلابية بكافة أنواعها، وللأسف ما تم إقراره في الدستور بالنسبة للتعليم والصحة ذهب أدراج الرياح ويجب أن أؤكد اننا في البرلمان نشرع للرجال والنساء ليأخذ الجميع حقه.
كيف تنظرين للإرهاب الذي يضرب البلاد بين حين وآخر ؟
– للأسف الإرهاب الآن أخطر بكثير من إرهاب التسعينات، فالإرهاب في العصر الحديث يشبه إرهاب «التتار» ويحاول أن يستعيد فترات زمنية بعينها، لم تعد بيننا الآن، فهم يدمرون الأخضر واليابس وليس لديهم خطوط حمراء ولا يلتزمون حتة بالنصوص الدينية التي يتمسحون بها، والأخطر انهم يستخدمون أحدث الأدوات التكنولوجية لكي يزيدوا من قوتهم التدميرية.
لماذا حررت توكيل لترشيح الرئيس السيسي لفتره انتخابية ثانية ؟
لأنى قيمت إنجازاته على مدار الأربع سنوات واعرف كم أنجز هذا الرجل وكيف واجه ومازال يواجه صعاب شديد، وهذا التوكيل أمانة ويجب ان أعطيها لمن أرى أنه يفيد مصر اكثر ولم اجد اكثر من السيسي إفادة للدولة.
ولكن يجب أن أضيف أنه يعمل منفردا تقريبا لا احد معه، وينقصه مساعدين كثيرون لكى يحملوا معه هذا الحمل الثقيل الذى من الصعب ان يظل حاملًا له لوحده، وقد نصحته في بداية حكمة أن يختار بطانة صالحة وقوية تعينه على حمل العبء.
كيف رأيتم في لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الاتهامات الأمريكية بخصوص حقوق الأقليات في مصر ؟
كلها اتهامات باطلة وغير حقيقية وقد رددنا عليا في مذكرة تفسيريه بالتفصيل أرسلناها لهم وارسلناها للإعلام، وقد زرت أمريكا منذ عدة شهور وتحدثنا في هذا ورغم حفاوة الاستقبال أحسست ان هؤلاء الناس كاذبون ويستغلون مسألة حقوق الإنسان لأهداف سياسية خبيثة.