“بلومبرج”: فنزويلا الاقتصاد الأكثر بؤساً فى العالم والسعودية فى قائمة أكثر 10 دول بؤساً
بات ارتفاع اﻷسعار يشكل تهديدا أكبر من البطالة على الاقتصاد العالمي العام الجاري، وذلك وفقاً لمؤشر البؤس الذى تعده وكالة أنباء “بلومبرج”، الذي يحدد مدى بؤس أو سعادة 66 دولة وفقاً لمعدلات التضخم والبطالة لديها.
وتصدرت فنزويلا المركز اﻷول بين الدول اﻷكثر بؤساً فى العالم لهذا العام، وذلك للسنة الرابعة على التوالى، بنتيجة تزيد على 3 أضعاف ما سجلته فى عام 2017، بينما استحوذت تايلاند مرة أخرى على لقب الدولة اﻷقل بؤساً على المستوى الاقتصادي، وذلك رغم أن طريقة حساب معدلات البطالة لديها تجعل سنغافورة، التي تحتل المركز الثانى فى الدول اﻷقل بؤساً، تستحق الملاحظة بشكل أكبر.
وأشارت وكالة أنباء بلومبرج إلى أن المكسيك تتطلع أيضاً إلى اتخاذ خطوات اقتصادية كبيرة هذا العام، حيث سيكون التضخم أكثر قابلية للإدارة، بينما قد تصبح رومانيا أكثر بؤساً إثر عدم القدرة على التحكم فى معدلات التضخم فى البلاد.
ويعتمد مؤشر البؤس على المفهوم القديم بأن انخفاض معدلات التضخم والبطالة تدل بشكل عام على شعور سكان اقتصاد ما شعورا جيدا، ومع ذلك قد يكون تراجع أحد المؤشرين مضللاً فى بعض اﻷحيان، فعلى سبيل المثال، قد يعتبر الانخفاض المستمر فى اﻷسعار دليل على ضعف الطلب، أما الانخفاض الكبير في معدلات البطالة دليل على تقييد العمال الراغبين فى الانتقال إلى وظائف أفضل.
وتشير النتائج بشكل كبير إلى التوقعات الاقتصادية العالمية التى لاتزال مشرقة بشكل عام، حيث توقع الاقتصاديون أن ينمو الاقتصاد العالمى بنسبة 3.7% فى عام 2018، وهو ما سيتطابق مع وتيرة العام الماضي، التي كانت تعد الأفضل منذ عام 2011، وفقاً للاستطلاع الذى أجرته بلومبرج.
ولم يكن حظ بعض الدول جيداً، فهناك فنزويلا التى تعانى من تضخم جامح أدى بدوره إلى شعور العديد من الاقتصاديين بالإحباط من المعدلات الفعلية لنمو اﻷسعار، واعطت السوق السوداء للعملة زاوية يمكن من خلالها قياس التضخم، بينما طاردت المقاييس البديلة التقلبات اليومية للأسعار، وساعد تدخل الحكومة مؤخراً لتخفيض أسعار الخضروات على كبح جماح التضخم لفترة وجيزة.
ويعتقد الاقتصاديون ممن شمهلم استطلاع الرأى، أن معدلات التضخم سترتفع إلى 1.864% هذا العام، مقارنة بآخر تقديرات أقرها صندوق النقد الدولي العام الجارى، والتى تبلغ 13.000%، بعد أن كانت 2400% العام الماضى.
وتتجه رومانيا أيضاً نحو الاتجاه الخاطئ، حيث يتوقع خبراء الاقتصاد نمو التضخم بنسبة 3.3% لعام 2018، بعد الانخفاض الكبير في نمو الأسعار العام الماضى، وهو ما ساعد في الحد من بؤسها الاقتصادى بـ16 درجة، لتحتل بذلك المركز 34 على مؤشر البؤس.
ويسعى البنك الوطنى في رومانيا لخفض معدلات التضخم من خلال رفع أسعار الفائدة، ويستهدف التحكم فى أى إحماء اقتصادى، فى ظل ارتفاع النمو نتيجة الإنفاق الحكومى الضخم.
وعلى صعيد آخر، حققت المكسيك أكبر تقدم لهذا العام، حيث تقدمت 16 درجة في مؤشر الاقتصاد الأقل بؤساً، وذلك فى ظل تفاؤل الاقتصاديين حول تمكن البنك المركزى من كبح نوبة معدلات التضخم العالية التى تم تسجيلها العام الماضي، لتصل بذلك إلى 4.1% هذا العام، مقارنة بـ 6% فى عام 2017.
وقدرت نسبة البطالة فى المكسيك بنحو 3.4%، مع اﻷخذ بعين الاعتبار أن مؤشر البطالة هناك لا يضع فى الحسبان 60% تقريباً من العمال فى الاقتصاد غير الرسمى.
وتراجع مركز ماليزيا على مؤشر البؤس إلى المركز الـ 52 بعد أن كانت تحتل المرتبة 43، نظراً لاعتدال معدلات التضخم، فانخفاض نمو الأسعار يسمح لبنك نيجارا ماليزيا بالتحلي بالصبر فيما يتعلق برفع أسعار الفائدة، رغم كونها الدولة الأولى في المنطقة التي تطبق سياسات تشددية العام الجاري.
وتصدرت كوريا الجنوبية والنرويج، اللتين سجلتا أداء جيداً فى مؤشر بلومبر للإبداع لعام 2018، قائمة أعلى 10 دول أقل بؤسا في العالم، بينما كان من المتوقع أن تحقق المملكة العربية السعودية أكبر انخفاض لها على مؤشر البؤس منذ عام2017، ولكنها احتلت مكانا بين أكثر 10 دول بؤسا على المستوى الاقتصادى فى العالم.
وستشهد الولايات المتحدة تحسن درجة بؤسها إلى 6.2 لهذا العام بعد أن كانت 6.5 العام الماضى، وذلك رغم ارتفاع معدلات التضخم التى أعقبت سنوات من الانخفاض المستمر في اﻷسعار واستمرار التحسن فى سوق العمل، ومن ناحية أخرى ارتفعت درجة بؤس الصين، التى تعد ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إلى 6.3 هذا العام، مقارنة بـ 5.5 فى العام الماضى.
وتعد الاقتصادات الآسيوية محظوظة لهروبها من قائمة الدول العشرة اﻷولى اﻷكثر العام الجارى، حيث تنوعت تلك المراكز بين دول أوروبا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا.
كتبت – منى عوض