برزت الهند كأكبر المستفيدين من البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية، الذى تقوده الصين حيث جلبت السيولة لربع التزاماتها الاستثمارية حتى الآن على الرغم من استمرار التوتر الدبلوماسى بين نيودلهى وبكين.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، أنه فى أول عامين من إنشاء المصرف «الآسيوى للاستثمار» الذى ابتكرته الصين كبديل للبنك الدولى، وافق على ضخ تمويلات بقيمة 4.3 مليار دولار لمشاريع البنية التحتية حول آسيا، والتى من المقرر أن يذهب أكثر من مليار دولار منها إلى الهند.
وأعلن مسئولو البنك، أن الاستعداد لإقراض الهند واستعداد نيودلهى للموافقة على الأموال دليل على أن البنك «الآسيوى للاستثمار» ليس دمية فى يد حكومة بكين.
وقال دانى ألكسندر، نائب الرئيس التنفيذى للبنك ووزير سابق فى الحكومة البريطانية إن الهند تعد أكبر مقترض واستثمر البنك فى هذا البلد أكثر من أى مكان آخر.
وأضاف: «نحن نفعل أشياء فى الهند بوتيرة مشجعة للغاية وأى دولة فى آسيا بغض النظر عن علاقاتها الدبلوماسية مع الصين قادرة على المشاركة والاستفادة من عمل البنك.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية، أثار بعض الجدل وقت انشائه حيث كانت المملكة المتحدة أول دولة ضمن مجموعة الدول الصناعية السبع التى أكدت عضويتها، ولكن سرعان ما توالت التوبيخات من الولايات المتحدة، حيث حذر المسئولون فى واشنطن من أن البنك قد يصبح أداة للسياسة الخارجية الصينية.
وفى وقت لاحق، انضم حلفاء آخرون للملكة المتحدة بما فى ذلك فرنسا وألمانيا تاركين الولايات المتحدة واليابان ضمن مجموعة السبع الكبرى الذين رفضوا القيام بذلك.
وكانت الهند داعمًا للمشروع على الرغم من التوتر الطويل مع الصين، حيث خاضت الدولتان حربًا عام 1962 واشتبكتا عدة مرات منذ ذلك الحين.
وأعربت الهند عن قلقها من تأثير الصين المتنامى فى البلدان المجاورة مع خطط تمويل موسعة فى باكستان ونيبال وسريلانكا فى إطار مبادرة طرق الحرير.
وقال المحللون إن نيودلهى، تشعر بالارتياح تجاه البنك “الآسيوى للاستثمار”، لأن أعضاءه البالغ عددهم 84 عضواً يمثلون مجموعة من التحالفات العالمية.
وتوقع البعض، أن مشاركة الهند فى البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية، مقدمة تمهيدية لقبولها مبادرة طريق الحرير حيث قال وانغ ده هوا، الأستاذ فى معهد “شنغهاى” للدراسات الدولية “تحتاج الصين ببساطة إلى التحلى بالصبر وأنا متأكد من أن الهند ستشاركها المبادرة فى النهاية”، وكشفت الصحيفة أن البنك “الآسيوى للاستثمار” يركز فى الوقت الحالى على مجالين رئيسيين للبنية التحتية الهندية هما الطاقة والنقل.