يبقى السؤال المطروح دائما في العلن: ما مدى الأمان الذي تنعم به البيانات الخاصة على فيسبوك؟ أحد الكاشفين عن الفساد تسبب بمحنة لموقع التواصل الاجتماعي، وهنا لا يتعلق الأمر بسوء استخدام البيانات فقط ، بل بالرئيس ترامب كذلك.حساب كريستوفر ويليس على فيسبوك تم إغلاقه، لأنه نشر معلومات سرية، والموظف السابق لمؤسسة كمبردج أناليتيكا الاستشارية يثير بتسريبات جديدة فضيحة بيانات شخصية لدى فيسبوك.
ماذا حصل؟
التفت ويلي للرأي العام، وتحدث عبر “نيويورك تايمز” و”غارديان” عن معاملات سائدة لدى شركته السابقة التي قامت بدون موافقة المستخدمين بتقييم نحو 50 مليون من البيانات الشخصية.
ويعود الأصل إلى استطلاع للرأي أجراه فيسبوك بإدارة ألكسندر كوجان، أستاذ بجامعة كمبريدج. وطُرحت في ذلك أسئلة تتعلق بالشخصية. وشارك في استطلاع الرأي نحو 270.000 شخص. وقبل الإجابة على السؤال الأول وجب عليهم الموافقة على أن القائمين على الاستطلاع لهم الحق في استخدام بياناتهم الشخصية وتلك التابعة لأصدقائهم. وعلى هذا النحو كان بوسع كوجان الولوج إلى مجموعة كبيرة من البيانات الشخصية تم تحويلها على ما يبدو في 2015 إلى مؤسسة كمبردج أناليتيكا الاستشارية.
من هي الشركة؟
مؤسسة كمبردج أناليتيكا الاستشارية تعمل على تقييم بيانات المستخدمين على مواقع مثل فيسبوك تصدر على إثرها ملفات نفسية. وتم التعرف قبل سنة على هذه الشركة في الرأي العام عندما عُلم أن فريق الحملة الانتخابية لدونالد ترامب كلف كمبردج أناليتيكا للدعاية لصالح الرئيس الأمريكي.
والتقى ويلي في 2013 بالملياردير الأمريكي روبرت ميرسير الذي استثمر على إثرها 15 مليون دولار في كمبردج أناليتيكا الاستشارية. وعبر هذا التواصل تعرف ويلي على ستيف بانون الذي كان نائب الرئيس لدى كمبردج أناليتيكا الاستشارية. وكان شغوفا بإمكانيات التلاعب النفسي على فيسبوك. وكان بانون شخصية هامة في فريق الحملة الانتخابية التابع لدونالد ترامب.
ومشروع ويلي لم يعد ينقصه سوى البيانات الصحيحة، وبهذا تم التواصل مع جامعة كمبريدج والكسندر كوجان. ووجب على كمبردج أناليتيكا دفع مليون دولار لتحصل في المقابل على بيانات 270.000 مستخدم. وأوضح ويلي أنه متأكد من أن كمبردج أناليتيكا أثرت على هذا النحو على الانتخابات الأمريكية. لكن خبراء غير متأكدين من فاعلية هذا النوع من الدعاية المباشرة.
ماذا يقول موقع فيسبوك؟
فيسبوك ترى نفسها في مواجهة اتهامات قوية، والعديد من الجهات تتحدث عن تسريب بيانات. لكن في بيان عبر الإنترنيت تكتب الشركة بأن الأمر ليس كذلك. فعلى كل حال وجب على المستخدمين الموافقة أولا على أن يحصل كوجان على إمكانية الولوج إلى مجموعة بيانات أصدقاء فيسبوك. لكن ويلي ذكر لصحيفة “نيويورك تايمز” بأن فيسبوك كانت تعلم منذ مدة بتحويل تلك البيانات. وبهذا الشأن قالت فيسبوك في بيان بأن استطلاع الرأي تم محوه من قبل فيسبوك وأن كمبردج أناليتيكا وكوجان وافقا على إتلاف بيانات المستخدمين.
ما هي الخطوة القادمة؟
أمام صحيفة “واشنطن بوست” قال الموظف السابق في حماية المستهلكين دفيد فلاديك بأنه يجب على فيسبوك دفع عقوبات مالية بالمليارات، لأن الشركة تعهدت في 2011 بضمان حماية البيانات الشخصية. وهذا يشمل الموافقة على تحويل البيانات إلى جهة ثالثة. والخرقات يمكن مواجهتها ب 40.000 دولار للحالة الواحدة.
كيف يمكن حماية النفس من سوء استخدام البيانات؟
فيسبوك قامت في الأثناء بتكييف بعض إجراءات حماية البيانات ولم يعد من السهل الوصول إلى معلومات الأصدقاء، لكن على الرغم من ذلك يجب توخي الحذر. ” إذا كانت الشركة مسؤولة وجادة، لما وُجدت إمكانية تحويل بيانات الأصدقاء”، يقول خبير فيسبوك سيمون مادر الذي يهتم بالدعاية والتسويق في مواقع التواصل الاجتماعي. وهو يوصي بالانتباه إلى نوعية المعلومات التي يتم طلبها في حال إدراج تعريف شخصي على فيسبوك.
وقال كوجان لهيئة الإذاعة البريطانية: “أحداث الأسبوع الأخير كانت صدمة هائلة… في اعتقادي أنني استخدمت أساسا ككبش فداء من جانب كل من فيسبوك وكمبردج أناليتيكا… كنا نعتقد أننا نقوم بشيء عادي”.
وتابع أن كمبردج أناليتيكا “بالغت” في مدى دقة البيانات، مضيفا أن البيانات كانت على الأرجح ستضر بحملة ترامب.
لوكاس هانزن/ م.أ.م