أججت تعريفات الصلب والألومنيوم التى فرضها الرئيس الأمريكى (دونالد ترامب)، المخاوف لدى المدراء التنفيذيين للشركات الأمريكية.
ذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن الرئيس الأمريكى أصرَّ على فرض رسوم على واردات الصلب والألومنيوم، رغم الانتقادات التى وجهتها له مجموعة متزايدة من قادة العالم ومديرى الشركات وحتى أعضاء حزبه فى الكونجرس.
وبعد إعلان «ترامب»، أن الحروب التجارية سهلة الفوز يبدو أنه مصمم على تشجيع الانتقام رغم إعلان الاتحاد الأوروبى إمكانية فرض رسوم على الدراجات النارية التى تنتجها شركة «هارلى ديفيدسون» الأمريكية، ليرد بعدها بإمكانية فرض تعريفات على السيارات الأوروبية.
يأتى ذلك فى الوقت الذى اقترح فيه السيناتور مايك لى، أحد الأعضاء الجمهوريين مشروع قانون من شأنه أن يحد من قدرة الرئيس على فرض التعريفات دون موافقة الكونجرس.
ولكن فى الوقت الحالى، فإنَّ خطاب ترامب، يحافظ على إمكانية نشأة حرب تجارية شاملة تؤجج مخاوف العديد من الرؤساء التنفيذيين الأمريكيين بمن فيهم أولئك الذين اعتقدوا أن لديهم صديقاً فى البيت الأبيض.
وتوقعت شركة «كاتيربيلار» نمو المبيعات لأعمال البناء فى العام الجارى، ويرجع ذلك جزئياً إلى توقعات الطلب القوى من الصين على الأقل خلال النصف الأول من العام الحالى.
وأوضحت الوكالة، أنه إذا تصاعدت التوترات، فإنَّ الصين التى تنفق بشكل كبير على مبادرتها للبنية التحتية (طريق الحرير) قد تحول المزيد من تلك الأعمال نحو المصنعين المحليين مثل شركة «سانى» للصناعات الثقيلة أو شركة «زوملايون» للتكنولوجيا المحدودة أو حتى شركة «كوماتسو» اليابانية.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تواجه شركة «بوينغ» تحديات مماثلة؛ حيث من المقرر أن يتضاعف أسطول الطائرات العالمى خلال العقدين المقبلين، وسوف تتخطى الصين الولايات المتحدة كأكبر سوق طيران فى العالم بحلول عام 2022.
وقال الرئيس التنفيذى للشركة دينيس ميولنبرغ، فى مؤتمر للمستثمرين الشهر الماضى، إن هذه الأخبار بمثابة فرصة نمو هائلة وجب أن نكون قادرين على المنافسة والفوز.
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن الألومنيوم يشكل نحو 80% من وزن معظم الطائرات التجارية، ومن المرجح أن ترفع الرسوم الجمركية تكلفة التصنيع.
وتأمل الشركة المصنعة المحلية فى بكين، وهى شركة «الطائرات التجارية الصينية» المحدودة، أن تجلب منافساً لشركة «بوينج» الأكثر مبيعاً إلى السوق بحلول عام 2021؛ حيث إن شركة «أيرباص» تحرز بالفعل تقدماً فى جمهورية الصين الشعبية.
وتعد شركة «إيتون كوربوريشن» صانع معدات الإضاءة وقطع غيار الشاحنات التى تبلغ قيمتها 36 مليار دولار مقرها كليفلاند، وتم تأسيسها فى أيرلندا منذ عام 2012 من بين أوائل الشركات الصناعية الكبرى التى توقعت خسائر قياسية مباشرة بعد فرض التعريفات.
وأعلنت الشركة، مطلع الشهر الجارى، أنها قد تشهد زيادة فى تكاليف المواد الخام بمقدار 50 مليون دولار، بعد تفعيل التعريفة الجمركية على الصلب والألومنيوم
وعلى الرغم من أن التشريع الضريبى الذى تم تمريره، مؤخراً، للشركات المصنعة فى الولايات المتحدة سيخفف من تأثير ارتفاع تكاليف المواد، فإنَّ هذا الأمر هو نقطة فى بحر الإصلاح.
وأشارت الوكالة إلى أن الشركات الأجنبية التى رحبت بحث ترامب، للقيام بمزيد من التصنيع فى الولايات المتحدة سيكون لديها سبب للشعور بالآلام.
وأعلنت شركات صناعة السيارات بما فيها «تويوتا» و«دايملر» وشركة «فولفو» المملوكة للصين عن استثمارات بقيمة 5.5 مليار دولار أمريكى فى المصانع الأمريكية الجديدة فى الأشهر التسعة المنتهية بشهر سبتمبر، وهذا أقل من متوسط الإنفاق السنوى البالغ 10 مليارات دولار على مدار العقد الماضى، لكن الحذر أصبح مبرراً فى الوقت الحالى.
وكانت شركة «هيونداى» قد وعدت، العام الماضى، باستثمار 3.1 مليار دولار فى الولايات المتحدة حتى عام 2022 مع شركة «كيا موتور» التابعة لها.
وقال المتحدث باسم شركة صناعة السيارات الكورية لوكالة «بلومبرج»، مطلع الشهر الجارى، إن هذه التعريفات يمكن أن تؤثر سلباً على الإنتاج الحالى للولايات المتحدة وعلى عمليات التوسع.
وكشفت الوكالة، أن تحول الحرب التجارية إلى سياسة يدفع الصدمة إلى ما وراء صناعات المعادن؛ حيث يجد الملياردير الأمريكى شيلدون أديلسون، صعوبة فى توسيع استثماراته فى الصين إذا كانت هناك حرب تجارية مستمرة، خاصة بعد أن اتخذت لجنة الاستثمار الأجنبى فى الولايات المتحدة موقفاً صارماً على نحو متزايد بشأن الاستحواذات الصينية.
وقد يكون لدى شركة «أبل» سبب للقلق؛ حيث إن إيراداتها السنوية التى تصل إلى 45 مليار دولار فى الصين أكبر من تلك التى تحققها أكبر ثلاث شركات أمريكية موجودة هناك.
وخلصت الوكالة فى تقريرها، إلى أن الحرب التجارية التى يفترض «ترامب» أنها سهلة الربح ستكون المؤسسات الأمريكية هى الخاسر الأكبر، وستدفع الثمن جراء الإجراءات الحمائية المتزايدة.