فى لقاء الرئيس مع المخرجة ساندرا نشأت، ذكر أن أمنيته أن يكون لديه تريليون دولار يستطيع بها تطوير مصر.
هل هى أمنية صعبة التحقيق؟
هى أمنية تحتاج الكثير من العمل ولكنها ليست مستحيلة.
لماذا؟
كوريا الجنوبية دولة بها 50 مليون نسمة أى نصف عدد سكان مصر ودولة بدون موارد أو موقع استراتيجى. حسب كتاب الحقائق العالمية the world factbook فإن حكومة كوريا الجنوبية حققت فى عام 2017 حوالى 300 مليار دولار سنويا من الإيرادات أى أنه فى خلال 3 سنوات تحقق كوريا التريليون دولار التى يتمناها الرئيس السيسى وتستطيع كوريا عمل ما نتمناه.
تركيا بها 75 مليون نسمة أى حوالى 75% من عدد سكان مصر. حسب نفس المصدر، حققت حكومة تركيا 175 مليار دولار العالم الماضى أى أن حكومة تركيا تستطيع فى 6 سنوات تحقيق ما يريده الرئيس من التمويل اللازم لتطوير مصر.
حكومة مصر حققت العام الماضى 37 مليار دولار وصرفت حوالى 57 مليار دولار ما أدى إلى عجز حوالى 20 مليار دولار تم اقتراضها من البنوك المحلية والعالمية. أى أن طلب الرئيس فى توفر تريليون دولار (أو 1000 مليار دولار) يحتاج 27 سنة من الإيرادات المتواصلة وعدم صرفها للمصروفات اللازمة من رواتب موظفين وخدمة ديون وغير ذلك.
وبالتالى مصر عليها أن تلحق بكوريا وغيرها من الدول التى سبقتنا.
لابد أن نعمل ونضع الخطة للحاق بكوريا وما تحققه من إيرادات حكومية حوالى 10 أضعاف ما نحققه.
الطريق الوحيد لمضاعفة الإيرادات 10 أضعاف هو فهم مصدر هذه الإيرادات وهو شركات قطاع خاص ناجحة تدفع ضرائب أو شركات قطاع عام ناجحة تحقق ربحية.
الطريق الذى سلكته كوريا هو تنمية الصناعة التصديرية فوصلوا حسب منظمة التجارة العالمية إلى 520 مليار دولار صادرات فى عام 2016 بالمقارنة بـ25 مليار دولار ما تحققه مصر.
مصر تصدر الآن بـ28 مليار دولار وتستورد بـ65 مليار دولار. لابد أن نضع خطة تصديرية مبدئيا لمعادلة الصادرات بالورادات وبعد ذلك باللحاق بالدول المختلفة. تنمية الصادرات هو الطريق لتحقيق إيرادات وهو الطريق لتحقيق التريليون دولار.
سيادة الرئيس، كم تعتقد نريد زيادة فى صادرات مصر من أجل تعادل الصادرات بالواردات؟
يعتقد الكثيرون أن 40 أو 50 مليار دولار صادرات مع تقليل للواردات ستحقق الهدف. للأسف ذلك غير صحيح.
نريد على الأقل الوصول إلى 130 مليار دولار فى الصادرات. لأن كل نمو فى الصادرات سيحتاج زيادة فى الواردات. فمثلا كل تلفزيون يتم تصديره بـ200 دولار به 140 دولارا خامة مستوردة وبالتالى كلكما زادت الصادرات زادت معها الواردات. وعمليا لن تستطيع القضاء على الواردات بسرعة لأننا لا نمتلك كل شىء وبعض الصناعات صعب جدا نقلها بسرعة لمصر لأن مثلا يتم تصنيعها فى 2-3 مصانع فقط فى العالم كله ولذلك النقل سيكون شبه مستحيل.
سيادة الرئيس، إذا وضعنا خطة لتنمية صادرات مصر لـ130 مليار دولار، سيتحقق معها زيادة لإيرادات الدولة لأن الذى يصدر يدفع ضرائب ورسوما متنوعة تعود على الدولة بزيادة فى الإيرادات. وسيتحقق معها زيادة فى العملة تجعلنا نسيطر على التضخم وزيادة الأسعار.
مصر تحتاج فى الفترة الرئاسية الثانية لخطة تفصيلية لتنمية صادراتنا لـ130 مليار دولار. هذه هى الخطوة الأولى فى الطريق لتحقيق أمنية الرئيس لتوفير التريليون دولار. وكل الدول التى تطورت فى آخر 200 عام حققت ذلك بالتركيز على الصناعات التصديرية.
علينا أن نحلم وعلينا أن نضع الخطط والعمل والجهد لتحقيق أحلامنا. أمنية الرئيس بتوفر تريليون دولار قابلة للتحقيق فى خلال 10-15 سنة ولكنها تحتاج لخطة لمضاعفة إيرادات الدولة ولخطة لمضاعفة الصادرات والكثير من العمل والجهد.