دفعت التعرفة الجمركية التى اقترح دونالد ترامب فرضها على الواردات الصينية السوق إلى التراجع، ليترتب على ذلك التراجع انخفاض فى صافى ثروة الملياردير وارن بافيت بمقدار 6.2 مليار دولار، لتتراجع بذلك إلى 82.6 مليار دولار، وفقا لتصنيف Forbes لأثرياء العالم.
فى حين ستلحق التعرفة الجمركية المحتمل فرضها على الواردات من الصين، والتى تعادل قيمها عشرات مليارات الدولارات بحزمة التعرفة الجمركية المفروضة على الفولاذ والألومنيوم، التى بدأ العمل بها اعتبارا من يوم الجمعة، من المرجح أن تكون التعرفة الجمركية المفروضة على الفولاذ والألومنيوم أقل تأثيرا مما كان متخيلا فى البداية، حيث أعفى معظم كبار موردى الفولاذ والألومنيوم إلى الولايات المتحدة الأميركية منها. وأثارت الضرائب المفروضة على الصين، على أى حال، مخاوف من اندلاع حرب تجارة، فى وقت تميل عدائية إدارة دونالد ترامب فيه إلى التعاظم فى سعيها إلى تقليص العجز التجارى الأميركي. ونتيجة لذلك، انخفض مؤشر داو جونز الصناعى أكثر من 700 نقطة فى يوم الخميس.
تتألف مجموعة Berkshire Hathaway التى يرأسها وارن بافيت من أكثر من 60 شركة، وتضم عددا من شركات التصنيع والشركات الصناعية التى تأثرت مع غيرها بمخاوف اندلاع حرب تجارية، ليترتب على ذلك تراجع سعر سهم شركة Berkshire Hathaway بنحو 7% منذ يوم الاثنين، وتصاب ثورته الصافية بضربة مفاجئة، نظرا لكون ثروة بافيت متركزة كلها فى أسهم شركة Berkshire Hathaway.
منذ شرائه لسهمه الأول وهو فى عامه الـ11، عرف وارن بافيت ولا يزال يعرف بالمستثمر النهم، والأفضل فى زماننا.
أخبر وارن بافيت Forbes قائلا: «عندما بلغت 7 أو 8 من العمر، كنت محظوظا لأنى اهتديت الى الاستثمار الذى أثار اهتمامى بحق. كنت قد قرأت كل كتاب كتب حول هذا الموضوع فى مكتبة أوماها العامة عندما بلغت 11 عاما. قرأت بعضها أكثر من مرة».
أصبح وارن بافيت، الشهير بعراف أوماها، مالك حصة الأغلبية فى شركة Berkshire Hathaway فى عام 1965، ووصل بالشركة إلى ما وصلت إليه اليوم عبر تنويع أعمالها لتدخل قطاعات التأمين، والعقارات، وتجارة التجزئة، ولا تنحصر فى تجارة الأقمشة دون غيرها.
فى الأعوام الـ53 التى قضاها على رأس هرم شركة Berkshire Hathaway، ارتفع سعر سهم الشركة من 7.50 دولار ليصل الى 300 ألف دولار للسهم الواحد، وهى زيادة تقدر بنحو 4 ملايين فى المئة.
أخبر وارن بافيت Forbes عن طريقة اتخاذه لقراراته الاستثمارية قائلا: «تنطوى الاستراتيجية على إيجاد قطاع أو مجال عمل جيد. قطاع أو مجال عمل يمكننى فهم سبب كونه جيدا، بحيث يتسم بميزة الاستمرارية والتنافسية، ويدار على أيدى أناس مقتدرين وصادقين، ويتاح بسعر معقول. نحن نحتاج إلى الاستثمار فى عمل سيدر مالا أكثر بعد 10 و20 و30 عاما اعتبارا من الآن. ثم سنحتاج إلى فريق إدارى نمنحه الثقة».
إلى جانب مسيرته المهنية الأسطورية كمستثمر، رسخ وارن بافيت نفسه كمحسن، إذ أطلق مع بيل غيتس حملة «تعهد العطاء» فى عام 2010، وهى حملة تحث أثرياء العالم على وهب معظم ثرواتهم للأعمال الخيرية. تعهد وارن بافيت بوهب ما يزيد على 99% من ثروته، إذ تبرع حتى الآن بأكثر من 32 مليار دولار للأعمال والمؤسسات الخيرية، مثل مؤسسة بيل ومليندا غيتس، ومؤسسة سوزان تومسون بافيت، ومؤسسة شيروود، ومؤسسة هوارد جي. بافيت، ومؤسسة نوفو.