تصاعدت حدة خطاب الرئيس الأمريكى دونالد تارامب الذى حذر روسيا فى تغريدة بأن تستعد للصواريخ الأمريكية القادمة إلى سوريا، وهو ما أشعل موجة من الاضطرابات والخسائر فى الأسهم والمزيد من الإقبال على الملاذات الآمنة.
وزاد التضخم الأمريكى توترات السوق، بعد أن أظهرت البيانات ارتفاعه بأسرع وتيرة خلال عام فى شهر مارس الماضى، ما يعزز وتيرة رفع الفيدرالى أسعار الفائدة.
وارتفع مؤشر الأسعار الاستهلاكية الأساسى، والذى يستثنى أسعار الغذاء والطاقة المتقلبة، بنسبة 2.1% الشهر الماضى، مقارنة بالشهر نفسه فى عام 2017، وصعد بنسبة 1.8% عن القراءة المسجلة فى فبراير، ما يعد أسرع وتيرة منذ فبراير من العام الماضى.
وقال إيان لينجين، اقتصادى فى «بى إم أو» للأسواق الرأسمالية، إن شبح التدخل العسكرى المحتمل لأمريكا فى سوريا عزز الهجرة إلى الملاذات الآمنة المتمثلة فى سندات الخزانة فى وقت يبدو فيه أن التوترات التجارية تتبدد.
وقالت وكالة أنباء «بلومبرج»، إن هناك نغمة أكثر حذراً سادت عقب المكاسب القوية التى تم تسجيلها أول من أمس (الثلاثاء)، كما تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية، وهبطت الأسهم اﻷوروبية، بينما سجلت اﻷسهم فى آسيا مزيجاً من الربح والخسارة.
وسجلت المؤشرات فى الصين وهونج كونج المكاسب اﻷكبر بالمنطقة الآسيوية؛ حيث قدم محافظ بنك الشعب الصينى «يى قانغ» مزيداً من التفاصيل حول التعهدات الخاصة بفتح ثانى أكبر اقتصاد فى العالم، وهو إعلان يعتقد بأنه يعد بمثابة مزيد من تخفيف الضغط الحمائى مع الولايات المتحدة.
وعاد التوتر الجيوسياسى للظهور من جديد فى سوريا؛ حيث كثف الرئيس اﻷمريكى «دونالد ترامب» استعدادات بلاده للرد على أى هجوم بالأسلحة الكيميائية مشتبه وقوعه فى سوريا، كما أنه ألغى رحلة مخططاً لها إلى أمريكا الجنوبية نهاية اﻷسبوع الجارى.
ووضعت التطورات ضغوطات محتملة إضافية بين الولايات المتحدة وروسيا، التى تنفى وقوع هجوم كيميائى فى سوريا، كما أن الأصول الروسية تعانى، فعلياً، سلسلة العقوبات الجديدة التى فرضتها أمريكا على روسيا، وتراجع الروبل والسندات واﻷسهم الروسية فى ظل استمرار المستثمرين فى التخلص من حيازاتها.
وواصل الروبل الروسى تراجعه أمام الدولار، أمس، (الأربعاء)، لتصل خسائره خلال الأسبوع إلى حوالى 10%، وهى نسبة هبوط أعلى من تلك المشهودة أثناء ضم إقليم القرم، بينما تحرك مؤشر البورصة الرئيسى بين مكاسب وخسائر ضئيلة بعد تراجعه بنسبة 8.3% يوم الاثنين الماضى؛ استجابة للعقوبات الأمريكية.
وتسببت التوترات حول سوريا فى ارتفاع خام برنت إلى 71.69 دولار للبرميل، وهى أعلى نسبة منذ ثلاث سنوات، وبذلك يحقق مكاسب بنسبة 7% خلال الثلاثة أيام تداول الماضية.
كما صعد خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.1% ليسجل 65 دولاراً للبرميل، بينما أغلق اﻷلومنيوم عند أعلى مستوياته منذ يناير الماضى، بعد إعلان شركة «توب إكستشنجز» توقفها عن قبول المعادن من شركة «روسال» الروسية لإنتاج سبائك اﻷلومنيوم عقب العقوبات الجديدة.
ومن بين التحركات اﻷساسية اﻷخرى التى شهدتها اﻷسواق، انخفاض مؤشر «يورو ستوكس 600» بنسبة 0.8% وقت إعداد التقرير فى الساعة الواحدة والنصف بتوقيت لندن، وهبط مؤشر «داكس» الألمانى بنسبة 1%، و”فوتسى 100» البريطانى بنسبة 0.1%.
كما تشير العقود الأمريكية إلى خسائر بحوالى 0.9% لمؤشر «ستاندر آند بورز 500» بنسبة 0.5%، كما فقد مؤشر «إم. إس. سى. آى» لكل العالم حوالى 0.05% من قيمته، وهبط أيضاً مؤشر «إم. إس. سى. آى» للأسواق الناشئة بنسبة تقل عن 0.05%، وكذلك مؤشر «إم. إس. سى. آى» ﻷسهم منطقة آسيا والمحيط الهادئ بالنسبة نفسها.