استطاعت إيطاليا مؤخرا تصدير الغاز الطبيعى للمرة اﻷولى فى تاريخها، وذلك كجزء من الجهود التى تبذلها شركة «سنام أس بى أيه» لتشغيل خطوط أنابيب الغاز الطبيعى فى إيطاليا، لتعزيز الدولة الجنوب أوروبية كمركز لتداول السلع، حيث يعمل مشغل خطوط الأنابيب على زيادة مرونة نظامه حتى يتمكن الغاز القادم من جنوب أوروبا وأفريقيا من الوصول إلى وسط أوروبا.
وقالت وكالة أنباء بلومبرج أن المدير التنفيذى للشركة الإيطالية «ماركو ألفيرا» يرغب فى إنشاء مركز تجارى للوقود فى جنوب أوروبا، من شأنه إضافة خيارات لتلبية الطلب واستخدام مرافق التخزين فى إيطاليا.
وسوف يعمق هذا الإنجاز، الذى اتخذ من شركة «سنام» سنوات من التخطيط والاستثمار، الروابط بين شبكة إيطاليا وقلب أعمال تجارة الغاز فى شمال أوروبا، حيث تمتلك كل من بريطانيا وهولندا مراكز السلع الرئيسية فى أوروبا، بينما ترغب شركة ألفيرا فى تعزيز أهمية إيطاليا فى هذه الصناعة.
وأشار مشغل أنابيب الغاز الطبيعى فى آسيا إلى أن سويسرا استوردت نحو 3 ملايين متر مكعب من الغاز بشكل يومى من إيطاليا، وذلك منذ الرابع عشر من مارس الجاري، بينما استثمرت «سنام» فى منشآت تعمل على عكس مسار تدفق خط أنابيب الاستيراد، الذى عادة ما يجلب الغاز الروسى إلى إيطاليا.
وقالت شركة ألفيرا فى عرضها الاستراتيجى الذى قدمته الأسبوع الماضى للمشتثمرين: «نتوقع زيادة استثماراتنا لصالح أمن ومرونة نظام الغاز الإيطالي، والذى أظهر إمكانية الاعتماد عليه بشكل أكبر فى عدة مناسبات على مدى الأشهر القليلة الماضية مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى».
وتبلغ القدرة الحالية للغاز الطبيعى عند تقاطع ممر غريس باس الجبلى فى إيطاليا 5 ملايين متر مكعب، ومن المقرر أن تزداد هذه الكمية إلى 40 مليون متر مكعب بعد ضخ المزيد من الاستثمارات، وذلك بحسب ما قالته الشركة فى عرض استراتيجيتها مؤخرا.
ومن المقرر الانتهاء من عملية تحديث الشبكة بحلول أكتوبر 2018، ومن ثم ستبدأ شركة «سنام» فى تصدير الغاز من وجهات مثل سويسرا وألمانيا إلى فرنسا وشمال أوروبا. فى نهاية المطاف، هذا فضلا عن أن ألفيرا تسعى لاجتذاب المزيد من الغاز من منطقة بحر قزوين وشمال إفريقيا، وبالتالى منح إيطاليا مصادر إضافية للغاز.
وتعد روسيا مصدر ثلث الغاز الأوروبى تقريبا، رغم تصاعد التوترات التى تواجهها حكومة الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين»، جراء تسميم جاسوس روسى سابق فى بريطانيا.
وقالت سنام مؤخرا أنها عززت هدفها الاستثمارى لخمسة أعوام بنسبة 10%، ليصل إلى 5.2 مليار يورو «أى 6.4 مليار دولار» بحلول عام 2021، وذلك فى ظل تخصيص الجزء الأكبر من الاستثمارات لتحسين شبكة التوزيع الخاصة بها.