«الزراعة» تنتظر انتهاء الموسم لتقييم الوضع… و«التموين» ارتفاع التوريدات إلى 1.1 مليون طن
الفلاحون: الفدان خسر نصف إنتاجه.. و«البرلمان» يطالب «الحكومة» بزيادة الأسعار
يعد القطاع الزراعى من أكثر القطاعات تأثرا بالتغيرات المناخية، نظرا لحساسية المحاصيل لدرجات الحرارة والبرودة، الأمر الذى ظهر فى محصول القمح الموسم الحالى وفقا لعدد من الفلاحين بمحافظات مختلفة.
أقرت وزارة الزراعة بتأثير التغيرات المناخية على إنتاجية القمح، وتنتظر انتهاء الموسم لتقييم الإنتاج بصورة دقيقة، بينما تؤكد وزارة التموين على ارتفاع التوريدات لـ10 أضعاف الموسم الماضى مسجلة 1.1 مليون طن مع بداية الأسبوع الحالى.
وقال حامد عبدالدايم، المتحدث الرسمى باسم وزارة الزراعة، إن زيادة درجة الحرارة أثناء مرحلة نضوج القمح تؤثر على عملية (التفريع) وزيادة طول وملء (السنبلة)، وبالتالى تنخفض الإنتاجية.
أشار إلى أن الوزارة لا يمكنها الحكم على بعض المساحات فى الفترة الحالية، وستضح الصورة كاملة فى نهاية الموسم، فقد تكون تراجع الإنتاجية فى بعض المساحات لأسباب آخرى منها إهمال الفلاحين وعدم اتباع الإرشادات.
قال فريد واصل، نقيب الفلاحين والمنتجين الزراعيين، إن نسبة البردوة فى موسم الشتاء الماضى كانت ضعيفة، الأمر الذى أثر على اكتمال النضج فى المحصول.
شدد على أن التغيرات المناخية أطاحت بالمحصول الاستراتيجى الأول، وبعض المناطق تراجعت فيها الإنتاجية لأقل من 10 أردبات، مقابل بين 20 و22 أردبا فى السنوات الماضى.
ذكر أن عددا من المناطق كانت الأكثر تأثرا منها (بلقاس)، بمحافظة الدقهلية و(الحامول) فى كفر الشيخ ومعظم أراضى محافظة البحيرة، وتراجعت بها الإنتاجية لـ9 أردبات فقط مقابل 18 أردبا الموسم الماضى.
وقال مزارعون فى محافظات المنيا وبنى سويف والجيزة والفيوم إن إنتاجية الفدان تراجعت الموسم الحالى لأقل من 15 أردبا فى معظم المناطق مقابل بين 20 و22 أردبا العام الماضى.
أضاف مجدى أبوالعلا، نقيب الفلاحين فى الجيزة، أن تراجع الإنتاجية خلال الموسم الحالى يدق ناقوس الخطر ويجب على الحكومة التدخل لحماية المزارعين من الخسارة وبالتالى العزوف عن زراعة القمح.
وقال تامر علي، تاجر أقماح فى محافظة الفيوم، إن تراجع إنتاجية الفدان الموسم الحالى وعدم زيادة أسعار التوريد بصورة تتناسب مع ارتفاع تكاليف الزراعة يهدد بتراجع المساحة المنزرعة بالقمح الموسم المقبل.
عقدت لجنة الزراعة والرى فى مجلس النواب نهاية الأسبوع الماضى اجتماعا مع بعض الفلاحين وانتهى الاجتماع إلى رفع مذكرة إلى مجلس الوزراء تطالب بزيادة سعر توريد أردب القمح بـ50 جنيها على أقل تقدير لتشجيع المزارعين على زراعة المحصول الموسم المقبل.
وأعلن مجلس الوزراء أسعار توريد القمح بين 570 و600 جنيه وفقا لدرجة النقاوة.
قال رائف تمراز، وكيل لجنة الزراعة إن سعر الأردب الحالى لا يتناسب مع تكاليف الزراعة التى ارتفعت بصورة كبيرة بعد تحرير سعر الصرف نوفمبر 2016.
أوضح تمراز، أن زيادة سعر التوريد بقيمة 50 جنيهًا ليتراوح بين 625 و650 جنيهًا، سيضمن للفلاح أرباحًا تتراوح بين 1500 و2000 جنيه فى الفدان، وهى الحد الأدنى المقبول لضمان استمرارية الفلاح فى الزراعة.
أضاف مجدى مكسيموس، عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب، أن وزارة التموين تفهمت طلب البرلمان والفلاحين بزيادة الأسعار فى ظل تراجع إنتاجية الفدان لأقل من 15 أردبا الموسم الحالى، وننتظر رد مجلس الوزراء بشأن الزيادة.
على الجانب الآخر أكدت وزارة التموين ارتفاع معدلات التوريد الموسم الحالى بما يعادل 9 أضعاف العام الماضى وفقا لمحمد سويد المتحدث الرسمى باسم الوزارة.
أضاف: تم توريد 900 ألف طن منذ بدء الموسم الحالى وحتى مطلع الأسبوع الماضى، مقابل 100 ألف طن فقط خلال نفس الفترة من العام الماضى.
وقالت مصادر فى هيئة السلع التموينية إن توريدات الموسم الحالى ارتفعت إلى 1.12 مليون طن حتى أمس السبت مقابل 148.9 ألف طن خلال نفس الفترة الموسم الماضى.
توقعت المصادر تجاوز توريدات القمح المحلى المستهدف المعلن بداية الموسم المقدر بنحو 4 ملايين طن.