بدأت الشركات الصينية موجة جديدة من الاستثمارات فى البرازيل أكبر اقتصاد فى أمريكا اللاتينية حيث تحاول التوسع فى العديد من القطاعات بداية من الخدمات اللوجيستية والاتصالات إلى المؤسسات المالية.
وذكرت وكالة انباء «بلومبرج» أنه بعد تعرض البرازيل لركود عميق ووضع يرثى له لصناعة البناء تقوم الدولة بتشجيع الاستثمارات القادمة من الخارج.
وبالنسبة للصين فهذه التحركات فرصة جيدة ليس فقط لتأمين الوصول إلى الموارد الطبيعية ولكن أيضًا لتعزيز موطئ قدمها فى منطقة تقع عادة تحت التأثير التجارى للولايات المتحدة.
وقال لويز أوجوستو دى كاسترو نيفيز، رئيس مجلس الأعمال البرازيلى الصينى وهى منظمة غير ربحية مقرها فى ريو دى جانيرو، إن البرازيل تحاول الخروج من أزمة مالية ضخمة وقدرتنا على الاستثمار تتعرض لخطر كبير.
وأضاف كاسترو نيفيز، أن الاستثمارات الصينية تعد الأساس لتسريع التعافى الاقتصادى فى البرازيل.
وكشفت البيانات الحكومية أن الاستثمارات الصينية فى البرازيل سجلت أعلى مستوى لها منذ سبع سنوات بقيمة 24.7 مليار دولار فى العام الماضى.
وبين عامى 2012 و2016 استثمرت الشركات الصينية فى البرازيل أكثر من ضعفى نظيراتها الأمريكية بالمقارنة مع بيانات من وزارة التجارة الأمريكية.
وزادت شهية المستثمرين فى الصين نحو بعد قرار الرئيس الصينى شى جين بينغ، بتضمين البلد فى مبادرة طريق الحرير واستثمار تريليون دولار فى البنية التحتية العالمية.
وأوضحت الوكالة الأمريكية ان الشركات الصينية حرصت لسنوات على جذب رؤوس الأموال إلى قطاعى الموارد والطاقة فى البرازيل لكن مجالات مثل الخدمات والبناء التى يهيمن عليها اللاعبون المحليون كانت خارج الحدود عملياً.
ولكن تغير هذا الأمر بعد تورط كبريات شركات البناء البرازيلية فى قضايا الفساد وغابت عن سداد الديون المستحقة.
وأشارت الوكالة إلى أن نهج الصين تغير أيضاً عند الاستثمار فى الخارج حيث كانت بكين تركز فى الماضى بشكل كبير على السلع الضرورية لدعم النمو السريع لسوقها المحلى ولكن أصبحت شركات الخدمات والتكنولوجيا الصينية تسعى الآن بشكل متزايد للتوسع فى الأسواق الخارجية.
ومن الأمثلة على ذلك قامت شركة «دى دى تشينغ» لخدمات الركوب بشراء 99 سيارة أجرة للتنافس مع شركة «أوبر» فى السوق البرازيلى.
وتناقش شركة البترول الوطنية البرازيلية «بتروبراس» فى الوقت الحالى اتفاقية مع شركة البترول الوطنية الصينية «بتروتشاينا» لضخ استثممارات فى مصفاة بالبرازيل مقابل إمدادات البترول الخام وهو ما قد يجعل «بتروتشاينا» أول شركة صينية تحصل على عقد لتكرير البترول فى القارة الأمريكية.
وكانت شركة «بتروتشاينا» قد وقعت مذكرة تفاهم مع شركة «بتروبراس» فى العام الماضى للتوصل إلى شراكة استراتيجية فى التنقيب عن البترول وإنتاجه.
وفى الوقت الذى تهدد فيه الولايات المتحدة الصين بحرب تجارية شاملة تستقبل البرازيل استثمارات صينية بأذرع مفتوحة.
وفى رحلة إلى البلد الآسيوى فى العام الماضى دعا الرئيس البرازيلى ميشال تامر، المستثمرين الصينيين من خلال برنامج خصخصة واسع النطاق.
وقالت تاتيانا روسيتو، زميل بارز فى مركز العلاقات الدولية فى البرازيل، إنه فى الوقت الذى نرى فيه العالم يقترب من الصين يمكن للبرازيل أن تكون حقا واحدة من أفضل البلدان المفتوحة للعمل وهناك الكثير من العناصر التكميلية ولدينا الكثير من القطاعات التى تجذب انتباه الصين.
ومع ذلك لا يمكن للبرازيل قبول الانفتاح قبل الانتخابات حيث أثار يائير بولسونارو، أحد المرشحين للرئاسة قضية أسباب الأمن القومى للدفاع عن نهج البلاد فى الامتثال للقوانين الأمريكية والحد من الاستثمار الصيني.
وسلط بولسونارو، الضوء على استحواذ شركة «تشاينا ميرشانتس بورت» المحدودة الصينية على ثالث أكبر محطة شحن للبضائع فى البرازيل محذرًا من أن البرازيليين يخاطرون بأن يصبحوا مستأجرين فى بلدهم.
وكشفت البيانات الحكومية أن مجموع الاستثمارات الصينية المؤكدة فى البرازيل من 2003 إلى 2018 بلغت 54.1 مليار دولار
وتم الإعلان عن استثمارات إضافية بقيمة 71 مليار دولار ولكن لم يتم تأكيدها بعد وتشمل هذه الاستثمارات قطاعات النقل الجوى والورق والسليلوز والتصنيع وتكنولوجيا المعلومات والبنية التحتية.
وقال آرثر كروبير، رئيس البحوث فى شركة «جافيكال دراجونوميكس» للاستشارات الاقتصادية «نأمل أن يكون الناس قد اعتادوا على فكرة أن الصين مثل اليابان وألمانيا وإنجلترا والولايات المتحدة ودول أخرى هى مصدر رئيسى لرأس المال الاستثمارى المباشر فى الخارج وينبغى التوقف عن القلق».