مسئول حكومى: مبيعات الأجانب دليل على شفافية الاقتصاد المحلى وقدرته على سداد الالتزامات
أدت الاضطرابات التى عمت منطقة الشرق الأوسط الأسبوع الماضى وارتفاع أسعار الفائدة الأرجنتينية إلى معدلات قياسية إلى موجة بيع لاستثمارات أجنبية فى سوق الدين الحكومى.
وظهرت آثار تلك الموجة على أسعار الفائدة على طروحات الاذون وأسعار صرف الدولار أمام الجنيه الذى ارتفع بشكل ملحوظ الأسبوع الماضى.
ودفع تزايد مبيعات الاجانب أسعار الفائدة على الأذون يوم الخميس الماضى للارتفاع بمعدلات تراوحت بين0.07% و1% على أجلى 182 و364 يوماً على الترتيب، مع ضعف تغطية الاكتتابات.
وطلب البنك المركزى نيابة عن وزارة المالية اكتتابات بقيمة 7.5 مليار جنيه لأجل 182 يوماً، تلقى عليها عروضا بقيمة 8.04 مليار جنيه، بمعدل تغطية 1.07 مرة قبل منها 3.7 مليار جنيه فقط، وسجل أعلى عائد عليها 18.8% وأقل عائد 16.8% ومتوسط الفائدة 18.5%
كما طرح أذون بقيمة 8.25 مليار جنيه لأجل 364 يوماً، تلقى عليها عروض اكتتاب بقيمة 14.68 مليار جنيه بمعدل تغطية 1.7 مرة، قبل منها 3.3 مليار جنيه فقط بمتوسط فائدة 17.796% وسجل أدنى عائد 16.750% فى حين أن أعلى عائد بلغ 18.048%.
وقال مسؤل بوزارة المالية، إن الأيام الماضية شهدت خروج مستثمرين أجانب من سوق الدين الحكومى وهو ما أدى لارتفاع أسعار الفائدة، لكنه اعتبر هذه التحركات صحية وتدل على مرونة السوق وتعطى الانطباع الصحيح عنه.
وبلغت استثمارات الأجانب فى أدوات الدين الحكومى نحو 23 مليار دولار حتى الشهر الماضى، لكن تشديد السياسة النقدية الأمريكية والقلق الذى ساد المنطقة بعد انسحاب الرئيس الأمريكى من الاتفاق النووى الإيرانى الأسبوع الماضى.
وقالت رضوى السويفى، رئيس قطاع البحوث فى بنك الاستثمار فاروس، إن خروج الأجانب كنسبة إلى إجمالى استثماراتهم ليس كبيراً وغير مقلق فى ظل قدرة مصر على تنويع مصادر تمويل عجز الموازنة، خاصة مع تحسن قدرتها على الاقتراض من الخارج بالتزامن مع رفع تصنيفها الائتمانى الذى يعد دليل على ملاءتها المالية وقدرتها على تسديد الديون.
أضافت أن معظم استثمارات الأجانب كانت عبر آلية إعادة تحويل الأموال لذلك خروجها لا يؤثر فى سعر الصرف ولا فى قيمة الاحتياطى الأجنبى، كما أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة سترتفع وتعوض أى تخارج محتمل من أدوات الدين المحلى، وارتفعت أسعار الدولار نحو 10 قروش الأسبوع الماضى لتصل إلى 17.84 جنيه.
وقال رئيس قطاع الخزانة بأحد البنوك العامة، إن ارتفاع الفائدة فى الأرجنتين إلى 40% دفع الأجانب لتحويل دفة استثماراتهم إلى هناك لاستغلال فارق الفائدة الكبير، مشيراً إلى أن توقعات ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية فى الاجتماع المقبل للاحتياطى الفيدرالى المقبل دفع عدد من المستثمرين لشراء أذون خزانة أمريكية.
وقال مسئول فى إحدى شركات ادارة الأصول والمحافظ المالية، إن مبيعات الأجانب الأسبوع الماضى كانت مكثفة واقتربت من 5 مليارات دولار بعد وصول الفائدة على البيزو الأرجنتينى 40% والتوترات السياسية التى تشهدها المنطقة بعد انسحاب أمريكا من اتفاق النووى مع إيران الذى ينذر بقرب نشوب حرب فى المنطقة.
أضاف أن المستثمرين الأجانب شعروا أن أسعار الفائدة قد بلغت ذروتها بالتزامن مع انخفاض معدلات التضخم.
وقال بنك الإمارات دبى الوطنى، فى تقرير حديث له الخميس الماضى، إن خفض الفائض يحد من جاذبية أدوات الدين الحكومى للمستثمرين الأجانب، خاصة مع ارتفاع اسعار الفائدة فى تركيا والأرجنتين رغم ان الاستقرار السياسى فى مصر، مقارنة بالأقران سينجح فى جذب بعض من الاستثمارات منخفضة العائد.
أضاف: «لكن فى جميع الأحوال البنك المركزى على ثقة أن الصادرات والاستثمارات الأجنبية المباشرة سترفتع لتعوض هذا التراجع فى الأموال الساخنة».
وأكد بنك الاستثمار بلتون فى تقرير الخميس الماضى، على رؤيته باستقرار عائدات أذون الخزانة مع توفير الشركات والبنوك المحلية السيولة اللازمة لتعويض هدء وتيرة الاستثمار الأجنبى.
وقال إنه رغم ظروف ارتفاع أسعار الفائدة بالأسواق الناشئة، بعد رفعها فى الأرجنتين، نرى أن النظرة المستقبلية القوية لمصر واستقرار سعر الصرف يبررا استمرار وجود فرصة للاستثمار فى أدوات الدخل الثابت، خاصة مع تنافسات العملة المحلية.
ومن المقرر، أن تعقد تناقش لجنة السياسة النقدية فى البنك المركزى أسعار الفائدة المحلية يوم الخميس المقبل، وتوقع محللون استطلعت «البورصة» آرائهم أن تثبت أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية.