الصحافة هى مشعل التنوير.. والصحف هى مرآة المجتمع.. فصفحات كل جريدة تحمل بين طياتها قضايا سياسية، واجتماعية، واقتصادية، وثقافية، ورياضية.. وكلها لا تأتى من الخيال، بل نتاج حال المجتمع، ويزيد عليه أن الصحافة لا تقف، فقط، على عرض القضايا المثارة فى المجتمع الذى تصدر فيه.. بل تقوم بدق ناقوس الخطر إذا ما ظهرت قضايا أو انحرفت عن سلوك وعادات المجتمع أو أضرت بمصالحه ومصالح المواطنين.. وتنقل كل ما هو جديد، لتعلم القارئ أفكاراً جديدة قد تطور من سلوكياته، وتحسن من جودة مستوى معيشته.
ومع تعدد وسائل الإعلام وانتشارها.. أخذت بعض التجارب الصحفية على عاتقها الاتجاه إلى التخصص بمخاطبة فئات معينة فى قضايا وموضوعات ذات صلة بحال المجتمع، ولكن بمزيد من التخصص.. ومن رحم المتغيرات التى شهدتها البلاد فى العقود الثلاثة الماضية بالاتجاه نحو الاقتصاد الحر، وتطبيق برامج إصلاحية… ظهرت الصحافة الاقتصادية مع بداية التسعينيات فى عدد محدود من الصحف الاقتصادية، بعضها لم يستطع أن يكمل المشوار وبعضها انحرف إلى مسار آخر، وقليل منها استمر على نهجه.
ومنذ تأسيس صحيفة البورصة قبل عشر سنوات.. كان الإعداد لها ممنهجاً وسياستها محددة ومعلنة فى أنها صحيفة مستقلة فى عرض قضاياها لا تنحاز إلا لقواعد المهنية «الدقة والمصداقية».. نعم تقف مع القطاع الخاص وتؤازره؛ لأنها تدرك أهمية أن يأخذ هذا القطاع الفرصة للمساهمة الحقيقية فى تنمية هذا البلد.. ولكن لا يعنى هذا ألا تحذره إذا انحرف عن مساره.. وتقف مع الدولة وتساندها فى برامجها الإصلاحية، ولكنها أيضاً تلعب دورها فى إبراز جوانب الخطأ والصواب فى هذه البرامج أو السياسات.
ولعبت البورصة دوراً مهماً طوال سنوات الصدور فى تبنى وطرح العديد من القضايا التى لاقت صدى لدى المجتمع الاقتصادى.. ولم تقف عند مهامها الصحفية.. بل امتد نشاط البورصة إلى إنتاج وتنظيم عدد من الندوات والمؤتمرات فى العديد من القطاعات الاقتصادية؛ إيماناً بدورها فى التنوير والإعلام بالأفكار والقضايا والتحديات التى تواجه بعض القطاعات، فقامت بعقد مؤتمرات تهدف إلى إقامة حوار مشترك بين صانع القرار والمنتجين أو المستثمرين.
وكان لـ«البورصة» السبق فى طرح قضايا الطاقة الجديدة والمتجددة من خلال مؤتمر سنوى فى مجال الطاقة عام 2014، وعلى ضوء هذا المؤتمر تبنت الدولة استراتيجية قومية للنهوض بالطاقة الجديدة والمتجددة، وها هى الاستثمارات تتدفق على هذا القطاع، وأصبحت مصر على الطريق كمركز إقليمى للطاقة، وعلى ذات النهج نظمت «البورصة» مؤتمرات سنوية لمجالات أسواق المال، وربطت بين كيفية الاستفادة من هذا السوق وأدواته فى حل العديد من المشكلات المحلية.
وامتد الأمر إلى قطاع السيارات، ليشهد هذا القطاع أول مؤتمر لهذا القطاع نظمته «البورصة»، وأصبح الآن منبراً سنوياً لهذا القطاع لطرح قضايا على المسئولين.
وكلها مؤتمرات تميزت بمستوى مشاركة متميزة من الوزراء والمسئولين وحضور كبير من المهتمين من المستثمرين والمنتجين والخبراء.. وأتاحت «البورصة» للقطاعات الإنتاجية والخدمية فى طرح قضاياها عبر ندوات متخصصة بمقر الجريدة.. فى مجالات التصدير والدواجن والضرائب والاستثمار والصحة والتكنولوجيا والسياحة والبرلمان، وظهرت «البورصة» كأيقونة صحفية فى العديد من المؤتمرات الكبيرة مثل مؤتمر شرم الشيخ مارس 2015؛ حيث أصدرت أعداداً خاصة باللغتين العربية والإنجليزية استطاعت أن تلفت أنظار المشاركين من المصريين والعرب والأجانب لجودة ما طرح فى هذه الأعداد من مواد صحفية متميزة أعدها فريق متميز من الشباب الذين يعملون بجد وإخلاص، وكذلك فى مؤتمرات اليورومنى فى مصر، وبعض الدول العربية كانت «البورصة» راعياً لهذه المؤتمرات، وأصدرت أعداداً خاصة عن الاستثمار وفرصه فى مصر.
وأدركت «البورصة» أن دورها فى التنوير ببعض القضايا يتطلب مساندة بعض القطاعات فى إبراز مشاكلها وقضاياها بشكل أوسع وأكثر تخصصاً، فأصدرت عدداً من الملاحق الدورية مثل عقار وبنوك وتمويل وأوتو وسمارت واستثمار وأعمال بجانب إصداراتها الخارجية بالملاحق المتخصصة فى الحاصلات الزراعية والصناعات الغذائية مصاحبة للشركات المصرية التى تعرض منتجاتها فى معارض خارجية فى باريس وروسيا ودبى وألمانيا.
ولأن «البورصة» كانت سباقة فى أهمية استخدام البيانات والمعلومات فى خدمة المادة الصحفية لتكون أكثر جودة وأفضل شكلاً تميزت الجريدة باستخدام صحافة البيانات فى عمل الجرافات والإنفوجراف المصاحب للمادة الصحفية، وهو ما انعكس على جودة المادة المنشورة، وجعلتها أكثر دقة وذات مصداقية كبيرة لدى القارئ.
الآن ونحن نحتفل بمرور عشر سنوات على تأسيس الجريدة، تخيل معى عزيزى القارئ أن تاريخ البورصة الذى عرضناه فى السطور السابقة هو نتاج عمل عشر سنوات وبفضل كتيبة من الشباب المخلص والمجتهد الذين صنعوا هذا الجهد، وهذا التميز وسط صعوبات وأزمات واجهتنا، وما زالت ولكن لكل مجتهد نصيب.
ومجهود هذه السنوات العشر من المصداقية والتأثير سنعرض منه أجزاء ونماذج لهذا التاريخ عبر ما طرحناه من قضايا وما أنتجناه من منتجات صحفية ومؤتمرات.
ونعاهدك عزيزى القارئ أن نظل متمسكين بالمصداقية وبكل القواعد المهنية التى جعلتك شريكاً لنا، وأن تكون الجريدة منبراً عبر صفحاتها ومنتجاتها وكتيبتها على العهد دائماً لخدمة الوطن ولصالح القارئ.