ذكريات كثيرة أحملها لكن لا أود ذكرها فى سياق هذا المقال الذى اتشرف بكتابته بمناسبة مرور 10 سنوات على تأسيس وصدور العدد الأول من جريدة «البورصة» فهناك أبعاد أكثر أهمية من الذكريات، وجب إلقاء الضوء عليها فى هذا العدد التذكارى.
البعد الأول، هو المنافسة التى زرعتها جريدة «البورصة» منذ خروجها للنور فى وسط الصحافة الاقتصادية، وعلى المستوى الشخصي، كم كنت أشعر بضيق بالغ مع كل انفراد تحققه الجريدة لم يصل إليه فريق عملى بجريدة المال التى كنت حتى أسابيع مضت أشغل منصب مدير تحريرها.
كان هذا الضيق محفزا كبيرا على العمل من أجل الأفضل، خاصة أن فريق عمل جريدة «البورصة»ــ وبنظرة موضوعية قد لا تتكرر ــ كان له السبق فى بناء مركز قوى فى صحافة الديجيتال، وقدم تبويبا مرنا فى النسخة المطبوعة ابعتد به عن جمود الأبواب القطاعية التى تبدد قوى فرق العمل فى تخصصات شديدة التفرع.
البعد الثانى هو الاهتمام الكبير بتوسيع دائرة قراء المؤسسة، عبر بناء قسم تسويق متميز لم يترك مكاناً إلا وأظهر فيه الجريدة بالصورة المطلوبة، فلم يكن غريباً أن نجد جريدة «البورصة» فى مختلف الندوات والمؤتمرات المهتمة بالشأن الاقتصادى.. وكان هذا أيضا محفزاً على العمل.
يقاس نجاح الصحف بدرجة انتشارها بين شرائحها المستهدفة، واعتقد أن جريدة «البورصة» فى فترة وجيزة وعبر أفكار غير تقليدية ــ وربما أيضا بأقل التكاليف ــ استطاعت الوصول والتأثير فى شريحة واسعة من قراء الصحافة الاقتصادية، وضمت عبر تغطيتها المتميزة فى قطاع المشروعات الصغيرة وريادة الأعمال، شرائح جديدة، أتذكر حينما كانت صناعة التطبيقات الإلكترونية سوقا ناشئة، كان لجريدة «البورصة» دورا فى إظهار أفكار العاملين فى هذه الصناعة، وهذا يحسب لها.
البعد الثالث، هو القدرة على التعامل مع الأزمات، لقد مرت جريدة «البورصة» بفترات صعبة لأسباب خارجية، كان من الممكن أن تهدد وجودها، ويحسب للقائمين عليها ولفريق عملها، أنهم حتى الآن قادرون على التماسك والعمل الدؤوب من أجل الحفاظ على مؤسستهم.
.. خالص الشكر لإدارة جريدة «البورصة» التى منحتى فرصة الكتابة فى هذا العدد التذكاري.. وخالص أمنياتى لفريق عملها بمزيد من التوفيق والمنافسة المفيدة دائما.
أحمد رضوان
رئيس تحرير جريدة حابي