منذ عام مضى حذر أكبر بنك فى منطقة الشمال من «مذبحة خضراء» بين شركات الرياح، ولكن يناقش المطورون فى الوقت الراهن ضخ استثمارات جديدة بدلاً من الإفلاس المحتمل.
ذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن مزيجاً من ارتفاع أسعار الطاقة وإحياء سوق دعم الطاقة المتجددة خلّف إيرادات متوقعة لتوليد الكهرباء من الرياح فى السويد والنرويج، تضاعفت تقريباً خلال الـ12 شهراً الماضية.
وأضافت الوكالة الأمريكية، أن صناعة الطاقة المتجددة تشهد فى النهاية ارتفاع العوائد بعد سنوات من الأسعار المكبوتة التى دفعت بنك «نورديا بنك» ومصرف «سويد بانك»، إلى رفع الأعلام الحمراء نيابة عن عملائها.
وقال سيفد لايكسل، رئيس عمليات الإنتاج لدى شركة «سيكلافتيا كرافت»، فى السويد: «لقد كانت فترة صعبة للغاية بالنسبة للكثير من شركات طاقة الرياح، لذلك كل «كرونا» لديه مساهمة إيجابية، كما أن أسعار الطاقة لها تأثير كبير على اقتصادنا».
ويأتى إحياء إيرادات الطاقة الخضراء بعد فوات الآوان بالنسبة لشركة «ألجيرا القابضة»، التى أعلنت إفلاسها فى يناير الماضى، بعد أن كانت غير قادرة على دفع الفائدة على قروضها بسبب انخفاض الأسعار.
وكشفت بيانات «بلومبرج»، أن إنتاج الكهرباء من الرياح فى السويد زاد بأكثر من الضعف خلال السنوات الخمس الماضية، حيث زاد أكبر اقتصاد فى المنطقة من أهداف الطاقة المتجددة؛ مما أدى إلى إغراق السوق بمزيد من الإمدادات التى تسببت فى انخفاض كل من أسعار الطاقة، وقيمة شركات تطوير الشهادات التى تنتج الطاقة الخضراء.
وأشارت الوكالة إلى أن التراجع فى توفر المياه عن طريق التوربينات، والذى يمثل نصف إنتاج الطاقة فى المنطقة، إلى جانب ارتفاع أسعار الفحم والكربون قد دفع معدلات الأسعار، فى بلدان الشمال الأوروبى إلى أعلى مستوى فى خمس سنوات.
وقد تؤدى المكاسب إلى الابتعاد عن اتفاقيات شراء الطاقة على المدى الطويل، والتى تتخلف عن أسعار السوق حيث أصبحت هذه الاتفاقيات شائعة خلال فترة الركود، لأنها ساعدت المولدين على الحد من المخاطر وتأمين دخل مضمون.
وقال ميا بودين، رئيس قسم التحليل فى شركة »يوديكر بارتنر« التى تقدم المشورة للمنتجين والمستثمرين بشأن أسواق الطاقة فى بلدان الشمال الأوروبى، إن أسعار هذه الصفقات منخفضة للغاية مقارنة بتوقعات أسعار الطاقة، وبدأ المزيد من المستثمرين ينظرون إلى بدائل لتأمين الإنتاج من 10 إلى 15 سنة عند مستويات منخفضة.
وأضاف «لبودن»، يمكن اتخاذ قرارات الاستثمار فى مشاريع جديدة لتوليد ما يكفى من الكهرباء بنسبة 10% من هدف الطلب السنوى الحالى بحلول عام 2030.
ويواجه المطورون معضلة إما فى محاولة المضى قدماً فى تنفيذ الخطط قبل أن توقف السويد دخول الوافدين الجدد إلى نظام الدعم، أو تعلقهم وتأمل فى أن تصبح المشاريع قابلة للتطبيق دون دعم وأكد «لبودن»، على أن أصحاب طاقة الرياح أصبحوا أكثر إيجابية.