تجارب ناجحة لزراعة 48 قيراطاً فى «بحوث البساتين»
لم يعرف الفلاح المصرى زراعة «البن» باعتباره محصولاً استوائياً لا يمكن زراعته فى مصر، لكن مركز البحوث الزراعية أجرى، مؤخراً، تجارب أثبتت إمكانية زراعة البن فى مصر بعد عمل دام أكثر من 15 عاماً متتالية.
50 شجرة من البن، هى كل ما تملكه محطة القناطر الخيرية التابعة لمعهد بحوث البساتين، بعد تجارت دامت سنوات طويلة توصلت الأبحاث العلمية إلى طريقة علمية لزراعة أشجار البن تحت أشجار المانجو.
قالت مصادر فى المعهد لـ«البورصة»، إن المساحة المنزرعة بعد نجاح التجربة قبل عدة سنوات كانت كبيرة ووصلت إلى 48 قيراطاً، لكنها تقلصت بعد ذلك لعدم وجود اتجاه حقيقى نحو تعميم التجربة فى مزارع المانجو الخارجية.
أضافت: «عندما نريد إدخال نباتات استوائية جديدة إلى مصر، يتم وضعها فى البداية بجزيرة النباتات فى محافظة أسوان، باعتبارها أقرب المناطق المصرية للمناخ الاستوائى».
أشارت إلى أدلة نجاح تجارب زراعة النباتات الاستوائية فى مصر، والتى تتمثل فى النباتات النادرة، التى اشتراها الخديو إسماعيل، ولا تزال تتواجد فى حدائق الأورمان والأزبكية والقصور الملكية حتى اليوم.
أوضحت المصادر، أن انتعاش آمال الزراعة بدأت فى منطقة «توشكى»، حيث كانت التجارب الأولية تتم على استخدام بعض الأصناف النباتية ومنها البن، واستقدم المعهد أصنافاً عدة لتجربتها فى مزرعة «أبوزعبل».
وقالت إن كل المؤشرات والتجارب أكدت نجاح زراعة البن فى مصر، وتمت تجربة عدد من الشجيرات فى محطة بحوث البساتين بالقناطر الخيرية، وأثمرت محصولاً جيداً من حيث الكم والجودة.
أضافت: «تم حصاد ناتج أشجار التجربة وتم طحن الثمار فى إحدى المحمصات فى وسط القاهرة، وكان الناتج كميات وفيرة من البن، تم تقييمها من قبل مختصين».
ونجحت تجربة زراعة البن فى مصر تحت أشجار المانجو لتقليل نسبة تعرضه للشمس، حتى لا تحترق أطرافه وتتمكن الأشجار من إنتاج الحبوب كاملة.
وأشارت المصادر إلى إمكانية زراعة البن مادامت تمت تهيئة الجو المناسب له، والتظليل تحت الأشجار، لكن المشكلة الحالية هى التعميم فى الأراضى والمزارع الكبيرة.
وقالت إن نجاح التجربة لم يجذب انتباه الكثيرين فى مصر، والمعهد يأمل فى خوض التجربة على أكثر من مكان ليتم تقييمها بصورة أوسع وتقييم المحصول من حيث الإنتاحية والجودة؛ للوقوف على الطرق المختلفة للزراعة.
أضافت أن وزارة الزراعة لم تمنح أحداً شهادات علمية فى الأبحاث من هذه الفصيلة، وعند الحديث عنها يتم تجاهل الأمر برمته.
أوضحت المصادر، أن العامل الرئيسى فى عملية النمو يرتكز على الزراعة تحت أشجار توفر الظل المناسب، فتعريض أوراق البُن لأشعة الشمس الشديدة يسبب لها الاصفرار واحتراق الأطراف، وخروج الثمار فارغة عديمة القيمة الاقتصادية.
أشارت إلى أن التكلفة الاقتصادية لها قوية، خاصة أنها لا تحتاج لمعادلات سمادية خاصة، فهى تتغذى على معادلات أشجار المانجو.
وتمت الزراعة على مسافات تحت الأشجار بين 1.5 و2 متر، وترتفع الشجرة إلى 9 أمتار تقريباً، ويفضل عدم السماح للأفرع بالارتفاع أكثر من 3 أمتار، حتى يسهل جمع ثمارها، لكونها ضعيفة البنية.