توقعات بارتفاع مبيعات التجزئة من البن «الطازج».. والتصدير نافذة بديلة
41% حصة «نستله» بالسوق بعد استحواذها على «كارفان»
توقف نمو مبيعات التجزئة من البن الفورى «سريع التحضير»، خلال عام 2017؛ حيث سجل انخفاضاً محدوداً، مقارنة بـ«البن الطازج»، وسط اتجاه الشركات نحو الأسواق الخارجية، خلال الفترة المقبلة؛ لتجنب تأثير زيادة التكلفة من جديد فى ظل الارتفاع المتوقع لأسعار المحروقات.
وقال تقرير صادر عن شركة «يورومونيتور لأبحاث التسويق»، إن تراجع المبيعات جاء بسبب انخفاض القوة الشرائية للمصريين، بعد الإجراءات الاقتصادية التى أقرتها الحكومة فى العامين الماضيين.
أوضح التقرير، أن المصريين لا ينظرون للقهوة سريعة التحضير على أنها منتج أساسى، وترجع تلك النظرة إلى ارتفاع معدلات تضخم أسعار السلع فوق 30% تقريباً خلال العام الماضى.
أضاف أن كبسولات القهوة الطازجة حققت نمواً إيجابياً فى حجم بيع التجزئة، رغم عدم ثبات الأسعار؛ حيث تمكن أصحاب البيوت ذوو الدخل العالى من الاستمرار فى شراء كبسولات القهوة عالية الجودة وآلات تصنيع القهوة.
وتابع التقرير: «العكس تماماً ما حدث مع منتجات البن سريعة التحضير التقليدية، والتى سجلت انخفاضاً أكثر حدة من خليط البن سريع التحضير؛ بسبب استمرار الأخير فى جذب المستهلكين ذوى الدخل المتوسط».
وتوقع التقرير، أن تشهد السنوات المقبلة حتى العام 2022، نمواً إيجابياً فى حجم مبيعات البن على مستوى قطاع التجزئة.
وأرجع النمو المتوقع إلى أسباب عدة، فى مقدمتها ارتفاع أسعار البيع للمستهلكين، ومع تراجع قدرات المستهلكين الشرائية، ستتحول فئات جديدة منهم إلى بدائل أرخص من الأصناف العادية.
ورهن التقرير، تحسن مبيعات البن فى مصر بشكل عام، خلال السنوات المقبلة، بانتهاء تأثير التدابير الاقتصادية التى تُجريها الحكومة خلال الفترة الحالية.
وقالت مصادر بعدد من شركات إنتاج القهوة سريعة التحضير العاملة فى مصر، إنَّ الوضع خلال الفترة الماضية أجبر المصانع على تطبيق زيادات سعرية على المنتجات؛ بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج.
أضافت: «فى البداية تجنبنا تطبيق الزيادة للمحافظة على حجم المبيعات، وتحملنا تكلفة الزيادة لحين ظهور رؤية للسوق يمكن الاعتماد عليها فى تحديد سياسات العمل، وفقاً للمتغيرات الاقتصادية الجديدة».
ومع استمرار زيادة التكلفة من خلال تحرير أسعار الصرف، وارتفاع أسعار الطاقة وتكاليف النقل، ارتفعت الأسعار خلال الفترة الماضية تدريجياً حتى قاربت الضعف فى أسعار بعض المنتجات.
وحرر البنك المركزى سعر صرف الجنيه أمام سلة عملات العالم فى شهر نوفمبر عام 2016، ليخسر نحو 50%، فزاد سعر صرف الدولار إلى 18 جنيهاً، مقابل 8.88 جنيه قبلها، وارتفعت أسعار الطاقة بنسب متفاوته بين 7% و47%.
أشارت المصادر، إلى اعتماد مصر على توفير خامات الإنتاج من الاستيراد، والتى زادت تكلفتها لأكثر من الضعف مع منتصف عام 2016 بعد ارتفاع أسعار العملة الصعبة فى السوق السوداء وعدم قدرة البنوك على توفير احتياجات المصانع للاستيراد.
وقالت المصادر، إن المادة الخام المستوردة لا تقتصر على منتجات البن متعددة الأنواع، بل تمتد إلى أدوات التعبئة والتغليف والنكهات، وغيرها، ما يجعل التكلفة معرضة للزيادة والنقصان، وفقاً للأسعار العالمية وسعر الصرف فى مصر.
أشارت إلى أن خفض تكلفة الإنتاج يحتاج لمقومات خاصة، من خلال إقامة صناعات متخصصة تفيد القطاع محلياً بواسطة القطاع الخاص، وتسهيل عمليات التمويل اللازمة من قبل البنوك لتوفير خامات الصناعة وخفض نسب استيرادها.
وفى ظل الظروف التى يمر بها السوق محلياً، تعمل شركات إنتاج القهوة سريعة التحضير على التوسع فى الإنتاج بهدف التصدير، خلال الفترة الحالية، للاستفادة من فارق سعر الصرف.
أوضحت المصادر، أن المستهلك العربى هو أقرب المستهدفين من تصدير القهوة سريعة التحضير، من خلال سهولة النقل والتقارب الجغرافى وتشابه الأذواق أيضاً.
وعن المنافسة فى القطاع، أوضحت Euromonitor، أن التضخم وارتفاع تكلفة الإنتاج عاملان أثرا على المصانع كثيراً خلال الفترة الماضية.
أضاف التقرير: «تسلحت شركات إنتاج القهوة سريعة التحضير أثناء تسويق منتجاتها على الإعلانات التى تبرز السعر وحجم العبوة، وسط سعيها لجذب العملاء أصحاب الدخول المحدودة».
أضاف التقرير، أن شركة «نستله» تستمر فى قيادة سوق القهوة داخل مصر، متبوعة بمجموعة «كارفان» وتشكيلة منتجات بونجورنو، وأصبحت تستحوذ على نحو 41% من هذا السوق».
واستحوذت «نستله» على 100% من أسهم شركة «كارفان» بداية عام 2017، من خلال 9 عمليات تم تنفيذها على 330 ألف سهم بسوق خارج المقصورة، وبقيمة إجمالية بلغت 364.88 مليون جنيه.
لكن استمرار «نستله» فى قيادة السوق يرجع إلى تواجدها فى عدة قطاعات، فى حين أن «كارفان» تتواجد فى نطاق القهوة سريعة التحضير فقط.