قد يكون الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، قد أمر بإعادة فرض العقوبات على إيران لكن الهند أحد أكبر مستوردى البترول فى آسيا وشريك استراتيجى للولايات المتحدة تخطط لتجاهلها.
قال وزير الخارجية الهندى سوشما سواراج، إن الهند تعد مشترى رئيسياً للخام منذ فترة طويلة من كل من ايران وفنزويلا وسوف تمتثل فقط بالعقوبات التى فرضتها الامم المتحدة، وليس العقوبات المفروضة من دولة على اخرى.
وأضاف سواراج، «ستلتزم الهند بعقوبات الأمم المتحدة، وليس أى عقوبات خاصة بكل بلد».
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج» أن وزير الخارجية الهندى التقى فى وقت لاحق مع نظيره الإيرانى جواد ظريف، حيث ناقشا الجانبان خطة ترامب، للانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى الذى تم توقيعه عام 2015.
وقال سواراج «يجب على جميع أطراف الاتفاق المشاركة بشكل بناء من أجل الحل السلمى للقضايا».
وكشفت البيانات أن المصافى الهندية خفضت مشتريات الخام الإيرانى إلى ما يقرب من نصف مستوياتها السابقة عندما فرضت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة مجموعة واسعة من العقوبات الاقتصادية ضد طهران.
ومع ذلك واصلت الهند استيراد الخام الإيرانى وكانت ضمن أكبر 6 عملاء للخام الايراني.
وارتفعت مشتريات الهند التى تلبى أكثر من 80% من احتياجاتها من البترول من خلال الواردات بعد رفع العقوبات فى عام 2016.
وأوضحت بيانات «بلومبرج» أن المصافى الهندية قامت بشراء 27.2 مليون طن من الخام الإيرانى منذ مطلع عام 2016 وحتى مارس 2017 .
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية، أن الهند تعد ثالث أكبر مستهلك للبترول فى العالم ومن المتوقع أيضا أن تكون الدولة الآسيوية الأسرع استهلاكاً للبترول بحلول عام.
وفى الماضى تغلبت واشنطن ونيودلهى على التوتر أثناء حقبة الحرب الباردة وزادتا بشكل كبير من التعاون فى العقدين الماضيين ويرجع ذلك جزئياً إلى المخاوف الاستراتيجية الأمريكية بشأن نفوذ الصين المتنامى فى آسيا.
لكن تاريخ ما بعد الاستقلال فى الهند وانتهاج سياسة «عدم الانحياز» يعنى أن نيودلهى ستحافظ على علاقات اقتصادية تثير الدهشة بما فى ذلك إيران وفنزويلا وكوريا الشمالية.
وفى فبراير الماضى زار الرئيس الإيرانى حسن روحاني، الهند واجتمع مع رئيس الوزراء الهندى نارندرا مودي، لمناقشة التعاون فى مجال الطاقة واستثمارات نيودلهى فى ميناء «تشابهار» الإيراني.
يأتى ذلك فى الوقت الذى ينظر فيه ترامب، أيضا فى فرض عقوبات جديدة على روسيا الحليف التاريخى والمورد الرئيسى للأسلحة إلى الهند بمزاعم أن الحكومة الروسية تدخلت فى الانتخابات الأمريكية الأخيرة.