قال العراق، إنَّ منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) يجب أن تقاوم ضغوط زيادة إمدادات البترول، ما يعزز المعارضة ضد الخطط المطروحة من قبل السعودية، وذلك بينما تستعد المنظمة للاجتماع فى فيينا فى يونيو الجارى.
وأوضح ثانى أكبر منتج فى «أوبك»، أنَّ عملية فرض القيود على الإمدادات من جانب المنظمة لم تحقق هدفها بعد، فلا تزال أسعار البترول دون المستوى المطلوب.
وقالت وكالة أنباء بلومبرج، إنَّ المعارضة التى يبديها العراق تأتى فى أعقاب مقاومة مماثلة تبديها كل من إيران وفنزويلا، أى أن هناك ثلاث دول من بين الدول الخمس المؤسسة لمنظمة أوبك تعارض الآن خطة السعودية.
يذكر أن الولايات المتحدة طلبت من السعودية ودول أخرى تخفيف القيود المفروضة على الإنتاج التى بدأ تنفيذها منذ بداية عام 2017، فأسعار البترول التى تقترب من 80 دولاراً للبرميل تشكل تهديداً بالنسبة للنمو الاقتصادى، ولكن يبدو أن السعودية وروسيا، الدولتين اللتين اقترحتا زيادة الإنتاج فى مايو الماضى دون التشاور مع الدول الأعضاء فى منظمة أوبك، ترفعان الإنتاج بالفعل.
وقال وزير البترول العراقى جبار اللعيبى، فى بيان له: «المنتجون من داخل أوبك وخارجها لم يصلوا بعد إلى اﻷهداف المحددة»، مشيراً إلى أن بلاده ترفض القرارات الأحادية التى يتخذها بعض المنتجين دون مشاورة بقية الدول.
وذكرت الوكالة اﻷمريكية، أن هذا الرفض يمهد السبيل لعقد اجتماع محفوف بالمخاطر عند التقاء منظمة أوبك وشركائها فى اﻷسبوع المقبل.
وحثت كل من إيران وفنزويلا، اللتين تخضعان للعقوبات الأمريكية، الدول اﻷعضاء اﻷخرى فى منظمة أوبك على الوحدة ضد الضغوط الأمريكية، فكلتا الدولتين المنتجتين للبترول معرضتان لفقدان حصتيهما السوقية، إذا رفعت السعودية وروسيا الإنتاج، وذلك فى الوقت الذى يواجه فيه العراق قيوداً تقنية على تعزيز الإمدادات، والصدام السياسى مع السكان الأكراد الذين يعرقلون الصادرات، وبالتالى قد لا تحظى البلاد بكثير من المكاسب من أى اتفاق للأوبك لزيادة الإنتاج.
وأضاف «اللعيبى»: «لا ينبغى علينا أن نبالغ فى حاجة سوق البترول إلى المزيد من البترول فى الوقت الحالي، اﻷمر الذى بدوره قد يتسبب فى حدوث ضرر كبير بالنسبة للأسواق العالمية”.
ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كان بإمكان العراق وإيران وفنزويلا فعل الكثير للتصدى للخطط السعودية الروسية، فرغم أن قواعد أوبك تتطلب اتخاذ القرارات بتوافق الآراء، فإنه لا يوجد ما يمنع السعودية وحلفاءها فى الخليج من زيادة الإنتاج ببساطة بالتنسيق مع موسكو.
وتبدو روسيا، رغم علاقاتها السياسية مع إيران وفنزويلا، وكأنها فى طور زيادة إمدادات البترول بالفعل، فقد ضخت ما يصل إلى 11.09 مليون برميل يومياً فى الأسبوع الأول من يونيو- بحسب ما قاله أحد اﻷشخاص المطلعين على اﻷمر- متجاوزةً بذلك الحد المتفق عليه البالغ 10.95 مليون برميل.