الصراع يشتد بين «بى إن سبورت» و«بى أوت»
ولكن الاتحادين الدولى والأوروبى لكرة القدم طعنا ضد القرار أمام محكمة العدل الأوربية، لكن المحكمة فى 19 يوليو 2013 رفضت الطعن، وأقرت بأحقية المواطن الأوروبى فى مشاهدة المباريات على القنوات المفتوحة.
ولم تؤتى المحاولات العربية لكسر احتكار حقوق البث التليفزيونى للمباريات والأحداث الرياضية الكبرى ثمارها، حتى الآن وهو ما جعل كل من لديه الرغبة فى مشاهدة المباريات يضع خططه الخاصة، حسب إمكانياته وقدراته.
وأمام ذلك يبحث مشجعى المنتخب المصرى عن الطرق التى يمكن من خلالها مشاهدة مباريات منتخب بلادهم، بعيداً عن التواجد بالمقاهى التى دائماً ما تكتظ بالمشاهدين، وكثيراً ما لا يوجد فيها موضع لقدم، وتحتاج لوقت انتظار يساوى وقت مشاهدة المباريات، بالإضافة للتكلفة المالية الكبيرة، وعدم مناسبة الأجواء للبعض، وكذلك توجد شاشات العرض التى توفرها وزارة الشباب والرياضة فى مراكز الشباب، لكنها لا تغطى كافة أنحاء الجمهورية، وهو ما يدفع المهتمين للبحث عن طرق أخرى تمكنهم من مشاهدة المباريات بالطرق التى تناسبهم.
وتهيمن شبكة قنوات «بى إن سبورت» القطرية على الحقوق التليفزيونية الرياضية، وفرضت قيوداً على هذه البطولات من خلال اشتراكات سنوية، لم تتوقف عند هذا الحد بل امتدت لاشتراكات خاصة لباقات كأس العالم، بلغت قيمتها للمشتركين الحالين داخل مصر 1620 جنيهاً، بخلاف ضريبة القيمة المضافة التى تبلغ %14، فيما يصل سعر الباقة التى تتضمن 6 قنوات جديدة بدأت البث فى مطلع الشهر الجارى، 1800 جنيه للمشتركين الجدد بالإضافة لضريبة القيمة المضافة بنسبة %14.
واشترت شبكة «بى إن سبورت الرياضية» القطرية حقوق بث مباريات كأس العالم 2018 بروسيا و2022 فى قطر وبطولات مقبلة منها كأس أمم أوروبا وكأس أمم آسيا وكأس أمم أفريقيا ودورى أبطال أوروبا ودورى أبطال آسيا ودورى أبطال أفريقيا وبطولات دولية وقارية وإقليمية ووطنية ومنافسات الأولمبياد حتى عام 2022 بقيمة مالية تجاوزت 10 مليارات دولار، وتحتكر الشبكة بث المباريات على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا دون أى منافسة من أى شبكات تليفزيونية أو شركات تليفزيونية منافسة فى ذات المنطقة.
فيما انطلقت الصيف الماضى شبكة قنوات «بى أوت كيو» وهى تعرض كل ما يبث على مجموعة قنوات «بى إن سبورتس»، ولكن مع تأخير زمنى بسيط قدره 10 ثوان فقط، وتضع شعارها على هذه القنوات.
وتسبب وجود «بى أوت كيو» فى حالة غضب شديدة من إدارة «بى إن سبورت»، التى تقدمت بشكاوى لدى «الفيفا» ضد السعودية، وادعت أنها تقف وراء هذه الشبكة التى تقوم بقرصنة حقوقها، لترد «بى أوت كيو» على ذلك ببيان، أكدت فيه أنها شركة «كوبية – كولومبية» تلتزم بقوانين الدولتين فى النقل والبث وتجارب الاحتكار الجائر وتؤمن بحق الشعوب بالاستمتاع بمشاهدة الفعاليات الرياضية مهما كانت حالتهم المادية.
وبدأت أجهزة «بى أوت كيو» فى الانتشار بمصر خلال الفترة الأخيرة عبر موزعين يتواجدون بكثافة عبر وسائل التواصل الاجتماعى، ويعرضون منتجاتهم ويروجون لها ويعرضون خدمات التوصيل، كذلك يعرضون كميات من الأجهزة للبيع فى المحال التجارية الراغبة فى ذلك.
ويبلغ سعر جهاز «بى أوت كيو» 1700 جنيه، وله اشتراك سنوى يقدر بحوالى 600 جنيه، وهو أقل كثيراً من «بى إن سبورت» التى تبلغ قيمة الجهاز الخاص بها 1590 جنيها مع كارت المشاهدة، والاشتراك السنوى يصل تقريبا إلى حوالى 2280 جنيهاً، بخلاف الاشتراكات الخاصة بالبطولات.
وتواصلت «البورصة» مع أحد موزعى «بى أوت كيو» الذى قال «المبيعات تسير بشكل ممتاز، ونحن نبيع حوالى 20 جهاز يومياً، ومع بدء فعاليات المونديال نتوقع زيادة أكبر فى المبيعات».
وقال مصدر بالشركة المصرية للأقمار الصناعية «CNE»، إن شبكة «بى أوت كيو» لا يوجد لها أى تواجد على أرض الواقع فى السوق المصرية التى تعد الأكبر بالنسبة لشبكة قنوات «بى إن سبورت».
ورغم ذلك فإن تكلفة اشتراك «بى إن سبورت» مرتفعة للغاية فى مصر، وربما الأمر أقل بالنسبة لشبكة «بى أوت كيو»، لكنها هى الأخرى فى ذات الوقت تعد عائقاً مالياً، بالإضافة إلى أن الاشتراك فيها يعد بمثابة المخاطرة، فربما ينجح فريق التشفير الذى شكلته «بى إن سبورت» فى منعها من البث، أو يتم فرض قيود دولية عليها من قبل الجهات المعنية، خاصة أن ممارساتها تندرج تحت بند «قرصنة الحقوق»، لذلك يوجد حل آخر لكنه يصطدم ضرورة توافر وسائل تكنولوجية حديثة.
وانتشرت فى مصر قبل عدة سنوات أجهزة تستطيع فك التشفير من خلال توصيلها بشبكة الإنترنت وأسعارها تبدأ من حوالى 200 جنيه فقط، ولكنها تحتاج سرعة عالية للإنترنت، وضبط طبق الاستقبال على القمر الصناعى الذى تتوافر فيه القنوات التى تنقل الأحداث، والاشتراك فى «سيرفر» تصل قيمته السنوية لمبلغ 250 جنيهاً، وهو أمر متوافر يتم تسويقه عبر شبكات التواصل الاجتماعى، وكذلك فى مراكز بيع أجهزة وأطباق استقبال القنوات التليفزيونية.
كذلك، يوجد نظام آخر وهو «أى بى تى فى» الذى يحتاج إلى سرعة إنترنت عالية دون ضرورة لطبق استقبال إنما يتم تلقى إشارة القنوات مباشرة على الريسيفر وأحياناً يتم الاشتراك مباشرة على الشاشات الذكية، وتبلغ قيمة الاشتراك السنوى حوالى 500 جنيه سنوياً، ويوجد متخصصين يقدمون الدعم الفورى للمشتركين، ويحلون جميع مشاكلهم التقنية التى قد تواجههم.
آخر الطرق لمشاهدة كأس العالم، والتى يمكن أن يلجأ إليه من يريدون مشاهدة البطولة بالمجان، هو خدمة «البث المباشر» بالمواقع الإلكترونية، والتى تقوم بتقل المباريات عبر منصاتها، لكن هذه الطريقة ربما لا تقدم المتعة الكاملة كونها تحتاج لسرعة عالية جداً من الانترنت، وكذلك يتأخر البث فيها أحيانا لفترات تتجاوز مدتها دقيقتين، الأمر الذى قد يتسبب فى تأخر معرفة أحداث المباريات، بالإضافة أيضاً إلى أن هذه المواقع يتم حجب ما تعرضه فى بعض الأحيان، لأنها تقوم بخرق حقوق الملكية بعرض مواد تمتلكها جهات آخرى، فمن الممكن أن ينقطع البث خلال المباريات فى أى لحظة.