قالت وكالة أنباء بلومبرج، إنَّ هناك خطأ كبيراً شهدته توقعات النتائج الخاصة ببطولة كأس العالم لكرة القدم، وهو عدم وضع احتمالية التعادل فى المباريات فى الحسبان.
يبدو أن العديد من الأشخاص الذين أبدوا توقعاتهم قد نسوا أن المباريات يمكن أن تنتهى بثلاث طرق، وليس بطريقتين، وهى احتمالية الفوز، واحتمالية الخسارة، أما الطريقة الثالثة التى يمكن أن تنتهى بها المباريات، والتى تشهدها مرحلة المجموعات للبطولة الدولية الجارية، فتتمثل فى التعادل، ورغم ذلك، يندر ذلك الاحتمال فى استطلاع الرأى الذى أجرته «بلومبرج» على 28 ألف شخص.
وأوضحت الوكالة اﻷمريكية، أنه تم تسجيل 6 تعادلات فى المتوسط، خلال مرحلة المجموعات، التى يصل عدد المباريات فيها إلى 48 مباراة، أما على مدى البطولات الأربع الماضية، فارتفع متوسط عدد التعادلات المسجلة إلى ضعف هذا العدد، ومع ذلك لم يختر ربع المتسابقين، تقريباً، احتمال التعادل على الإطلاق.
ولكن ما معنى هذا؟
قدم الاقتصاد السلوكى، الذى يتعمق فى سيكولوجية صنع القرار، بعض الإجابات المحتملة، إحدى تلك الإجابات تشير إلى أوجه التحيز المتأصلة لدى الناس، فعادة ما يميل الجميع إلى تذكر الانتصارات المذهلة والاضطرابات الكبيرة، بينما يكون من السهل نسيان التعادلات، وذلك على الرغم من أنها تحدث بشكل منتظم.
لذلك، ووفقاً لهذا الصدد، أشار ران شورر، أستاذ الاقتصاد فى جامعة بنسلفانيا اﻷمريكية، إلى أنها حالة من الحوافز غير المتطابقة.
ويشير الاحتمال الآخر، الذى قدمه الاقتصاد السلوكى، إلى الثقة العمياء البسيطة، فمشجعو الرياضة نادراً ما يخطئون؛ نظراً إلى كونهم أشخاصاً ودودين.
وقال إيجناثيو بالاسيوس هويرتا، الخبير الاقتصادى لدى كلية لندن للاقتصاد، إنَّ تحقيق التعادل يعكس بشكل ما نقيض الإفراط فى الثقة والمخاطرة.
وفى الوقت نفسه، أوضح أستاذ العلوم المالية فى كلية ييل للإدارة توبياس موسكوفيتز، أنه من الممتع بالتأكيد اختيار فائز فى المسابقة من عدم الاختيار على الإطلاق.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك ثلاثاً من المباريات العشر اﻷولى المندرجة ضمن فعاليات كأس العالم لعام 2018 انتهت بالتعادل، بما فى ذلك مباراة مثيرة بين البرتغال وإسبانيا، سجل فيها اللاعب البرتغالى كريستيانو رونالدو هاتريك تاريخياً أمام إسبانيا.