قبل ثلاثة أشهر فقط كان المجتمع الدولى يعامل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، على أنه منبوذ بعد أن ألقت المملكة المتحدة وحلفاؤها باللوم على موسكو فى اغتيال ضابط المخابرات السابق سيرجى سكريبال، وابنته فى مدينة سالزبورى الإنجليزية.
ولكن منذ انطلاق مونديال كأس العالم بدأ ملايين الناس فى مشاهدة الرئيس الروسى الذى سيقدم كأس العالم إلى أحد أكبر نجوم كرة القدم العالمية.
وباعتبار موسكو المضيفة لهذه لبطولة العام الجارى فقد منحت روسيا ورئيسها فرصة لمدة شهر لإظهار أن المحاولات الغربية لعزل بلادهم قد فشلت وأنها تستطيع تحدى العقوبات الاقتصادية.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» أن مباراة الافتتاح بين روسيا والسعودية قدمت فرصة للتواصل الدولى بعد أن حضر بوتين، المباراة مع محمد بن سلمان، ولى العهد السعودى القوى الذى أقام معه اتفاقا عزز أسعار البترول والذى كان عاملاً حاسماً فى عودة روسيا إلى النمو الاقتصادى فى العام الماضى.
وقال ألكسندر غابوييف، المحلل لدى مركز «كارنيجى» فى موسكو إن بوتين، يرغب من هذه البطولة فى أن يظهر روسيا على أنها قوة عظمى تعود إلى الساحة العالمية وأن الناس فى جميع أنحاء العالم يحبونها وأنه لا يمكن عزلها.
وعندما فازت روسيا بحق استضافة البطولة فى ظل ظروف مثيرة للجدل فى عام 2010 كان الكرملين يسعى لتعزيز مكانة موسكو الدولية وقبل عام واحد فقط من ذلك سعى الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، إلى تحسين العلاقات مع روسيا من خلال «إعادة» العلاقات معها.
ومع ذلك تراجعت صورة روسيا فى وقت لاحق بسبب مجموعة من القضايا على رأسها ضم شبه جزيرة القرم والتدخلات فى سوريا إلى جانب التدخل المزعوم فى انتخابات الرئاسة الأمريكية.
ودعا السياسيون الغربيون ومنهم وزير الخارجية البريطانى بوريس جونسون، لمقاطعة كأس العالم ولكن ردت روسيا بنفس الطريقة التى تعاملت فيها مع الادعاءات بأنها تدخلت فى انتخاب الرئيس دونالد ترامب، من خلال اتهام الغرب بإثارة مؤامرة مناهضة لروسيا.
وصرحت ماريا زخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية أن هناك الكثير من الدعاية التى تهدف إلى إقناع الناس بعدم السفر إلى كأس العالم ولكن الحملة المناهضة لروسيا قد فشلت.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه ليس هناك شك فى أن البطولة تجلب إمكانات علاقات عامة كبيرة وتم التأكيد على ذلك عندما قام الزعيم الشيشانى رمضان قديروف، بحضور جلسة تدريبية للمنتخب المصرى قبل انطلاق كأس العالم وقام مع مساعديه بالتقاط الصور مع المهاجم المصرى محمد صلاح، هداف الدورى الإنجليزى الممتاز الموسم الماضى وأحد نجوم البطولة العالمية.
يأتى ذلك فى الوقت الذى شارك فيه عدد كبير من الشخصيات القوية تحت طائلة العقوبات الأمريكية بشكل كبير فى تأمين كأس العالم وبناء بنيتها التحتية.
وأوضحت الصحيفة أن فشل كل من الولايات المتحدة وأوكرانيا وهما الخصمان الجيوسياسيان الرئيسيان لروسيا فى التأهل لكأس العالم أثار أيضا ابتسامة ساخرة فى موسكو ليتم تجاهل الدعوات لمقاطعة المسابقة.