للمرة اﻷولى منذ أربعين عاماً، حصلت النساء الإيرانيات على الحق فى الوقوف بملعب أزادى فى العاصمة طهران، والجلوس جنباً إلى جنب مع الرجال واستخدام اﻷبواق الصوتية لإطلاق هتافات تشجيعية باسم المنتخب الإيرانى فى بطولة كأس العالم، وهو ما يعد تحولاً كبيراً فى سياسة البلاد.
وقاومت السلطات الإيرانية فكرة وجود جمهور مختلط بين الجنسين فى الأحداث الرياضية الذكورية لفترات طويلة بحجة أن الجو فى مباريات كرة القدم ليس ملائماً للأسرة من الناحية الأخلاقية، كما أنهم لا يملكون البنية التحتية المطلوبة لجلوس النساء.
ولكن مع بداية كأس العالم حدثت نقطة تحول رئيسية عندما سمحت الحكومة لنحو 7 آلاف امرأة ورجل وفتاة وولد بالجلوس سوياً لمشاهدة المباراة التى خاضتها إيران أمام إسبانيا فى مونديال روسيا، والتى كانت تبث على شاشة عملاقة فى الملعب.
وبحسب ما قالته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية «إيرنا»، إن هذا اﻷمر لم يحدث تقريباً من قبل، وأنه تطلب أمراً مباشراً من الرئيس الإيرانى حسن روحانى لفتح البوابات بعد أن رفضت قوات الأمن فى البداية دخول المشجعين الذين كانوا قد اشتروا التذاكر بالفعل.
وقالت وكالة أنباء «بلومبرج» إن اﻷمور المعرقلة لم تتكرر فى المباراة التى خاضها المنتخب الإيرانى أمام نظيره البرتغالى، حيث تدفق المشجعون من خلال الطابور المخصص لقطع التذاكر والأنفاق والممرات الكهفية فى «أزادى» للحصول على المقاعد، حيث قام الجمهور بلف الأعلام الإيرانية على ظهورهم ورسم وجوههم بألوان علم إيران الذى يتسم باﻷلوان اﻷحمر واﻷبيض واﻷخضر، كما أنهم استخدموا اﻷبواق الصوتية خلال التشجيع.
وأضافت الوكالة اﻷمريكية أن اﻷداء القوى لمنتخب إيران تجاوز المتوقع، ووفر دفعة قوية للشعب الإيرانى فى الوقت الذى يخشون فيه على مستقبل البلاد من الناحية الاقتصادية، خاصة بعد الانسحاب الأحادى الجانب للولايات المتحدة من الاتفاق النووى لعام 2015.
وقالت إحدى المواطنات الإيرانيات، ذات الـ30 عاماً: «عندما تكون البلاد فى حالة جيدة من الناحية الاقتصادية، فإن هذه الأنواع من الأشياء تتخذ مكانها الصحيح، ولا تصبح هناك مشكلة، ولكن عندما يكون هناك فقر وصعوبة فى الحياة، فإن مثل هذه اﻷمور تصبح أقل احتمالاً بالطبع».
وتجدر الإشارة إلى أنه تم إقصاء إيران من بطولة كأس العالم بعد المباراة التى انتهت بتعادل إيجابى بهدف واحد فقط أمام بطل أوروبا المنتخب البرتغالى، حيث كان المنتخب الوطنى على وشك انتزاع الفوز فى اللحظات الأخيرة، الذى بدوره كان سينقلهم إلى دور الـ16 فى كأس العالم للمرة الأولى فى محاولتهم الخامسة.